"غوتيريش": النظام الاقتصادي العالمي "غير عادل" ويعزز عدم المساواة

"غوتيريش": النظام الاقتصادي العالمي "غير عادل" ويعزز عدم المساواة
أنطونيو غوتيريش

بعد عام من إطلاق الأمم المتحدة مبادرة لتسريع خلق فرص العمل الخضراء والرقمية، وتوسيع نطاق الحماية الاجتماعية، حث الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، قادة العالم على تحسين وضع الناس أولا من خلال القيام باستثمارات ضخمة في رفاههم في المستقبل.

وأشار إلى أن النظام الاقتصادي العالمي الحالي غير عادل، ويعزز عدم المساواة ويدفع المزيد من الناس إلى الفقر، ولهذا السبب يتطلب إصلاحا هيكليا عميقا.

ونقل الموقع الرسمي لأخبار الأمم المتحدة، عن "غوتيريش"، أن مبادرة "تسريع خلق فرص العمل الخضراء والرقمية" تهدف إلى إعادة التوازن إلى المجتمعات، من خلال وضع الوظائف اللائقة والحماية الاجتماعية في صميم التنمية المستدامة.

وحذر "غوتيريش" خلال اجتماع رفيع المستوى خلال الدورة الـ77 للجمعية العامة في نيويورك من أن "مسار التقاعس يؤدي إلى انهيار اقتصادي وكارثة مناخية، واتساع أوجه عدم المساواة وتصاعد الاضطرابات الاجتماعية"، مما قد يترك "المليارات محاصرين في حلقات مفرغة من الفقر والعوز".

وأثنى "غوتيريش" على الإجراءات التي اتخذتها بلدان مثل توغو، التي نشرت حلولا رقمية مبتكرة لتوسيع نطاق الحماية الاجتماعية للسكان الذين يصعب الوصول إليهم، وجنوب إفريقيا، التي أطلقت مؤخرا شراكة "انتقال عادل للطاقة".

وشدد على أنه "من الضروري أن نقدم الدعم اللازم -بسرعة وعلى نطاق واسع- للحفاظ على زخم وطموح هذه المبادرات وما شابهها على قيد الحياة".

وقال: "نحن نعمل بجد لتحقيق ذلك، لكن التغيير لن يحدث بين عشية وضحاها، وفي غضون ذلك، تكون المبادرة أداة حاسمة للمساعدة في توفير الدعم الفوري للأشخاص المحتاجين ودفع العمل نحو التغيير التحويلي للجميع".

وتهدف المبادرة إلى خلق 400 مليون وظيفة لائقة جديدة، خاصة في الاقتصادات الخضراء واقتصادات الرعاية والاقتصاد الرقمي، وتوسيع نطاق الحماية الاجتماعية لتشمل أكثر من 4 مليارات شخص لا يتمتعون حاليا بتغطية.

ومن المفترض أيضا أن تكون أداة لمساعدة العالم على إدارة التحولات الهائلة في مجالات مثل التغير الرقمي أو المناخي أو الديموغرافي، والتي ستغير المجتمعات بشكل أساسي في العقود المقبلة.

ومن جانبها، ذكرت مبعوثة الأمم المتحدة الخاص للشباب، جاياثما ويكراماناياكي، قادة العالم بأن الشباب يجب أن يكونوا في قلب جميع الاستراتيجيات والإجراءات المتعلقة بالوظائف والحماية الاجتماعية.

وأكدت "ويكراماناياكي": "أن العدد الإجمالي للشباب العاطلين عن العمل في جميع أنحاء العالم يقدر بنحو 73 مليون شاب في عام 2022، أي أعلى بـ6 ملايين من مستويات ما قبل الجائحة في عام 2019، وأن الشابات هن الأكثر تضررا"، مضيفة أن الشباب يواجهون أيضا عوائق قانونية ومالية منهجية أمام الاستفادة من سياسات وبرامج الحماية الاجتماعية.

وقالت "ويكراماناياكي": "لتغيير هذا النموذج حقا، يجب أن نعمل مع جميع الناس، بمن فيهم الشباب، بوصفهم عوامل التغيير وليس فقط المستفيدين، وعلى كل مستوى من مستويات التحولات العادلة التي تسعى هذه المبادرة إلى تمكينها".

وفي كلمته، حذر رئيس منظمة العمل الدولية، غاي رايدر، من أن العالم في حالة "تأهب أحمر"، في حالة عدم وجود استجابات فعالة لأزمات المناخ وتكاليف المعيشة المتداخلة، قائلا: "سنشهد معاناة هائلة، والمزيد من عدم الاستقرار، وربما المزيد من الصراع، ولا يجب أن يكون الأمر على هذا النحو".

وشدد "رايدر" على أنه من الأهمية بمكان معالجة الاختناقات الحالية لتوسيع وحماية 3 آلاف من تدابير الحماية الاجتماعية وتحفيز سوق العمل التي وضعتها الحكومات في ذروة جائحة كوفيد-19.

وأضاف: "نعلم جميعا ما هي هذه الاختناقات: الافتقار إلى التمويل القابل للتطوير والمستدام والشامل اجتماعيا والذي يدعم التحولات العادلة.. التحديات المستمرة للإجراءات غير الرسمية، الحيز المالي المحدود، ونقص القدرات المؤسسية في العديد من البلدان".

وشدد المدير العام لمنظمة العمل الدولية على أن مبادرة تسريع خلق فرص العمل الخضراء والرقمية، هو اقتراح للأمم المتحدة "لمعالجة هذه الاختناقات بشكل جماعي"، وتغيير حياة المليارات نحو الأفضل.

وتابع: "4 مليارات امرأة ورجل وطفل لا يتمتعون بحماية اجتماعية، مليارا عامل في الاقتصاد غير الرسمي، وملايين الرجال والنساء الذين يخاطرون بفقدان وظائفهم ودخولهم"، على مستوى "لم يسبق له مثيل منذ جيل".

وأبرز "رايدر" أن المبادرة ليست إلهاء عن أزمة المناخ والوقود والغذاء والتمويل، بل هي "عنصر حاسم" في الاستجابة العالمية اللازمة للتصدي لها.

 


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية