أسرى من الغرب حررتهم السعودية.. هل تهتم هوليوود؟

أسرى من الغرب حررتهم السعودية.. هل تهتم هوليوود؟

عشرة أشخاص كانوا قابَ قوسين أو أدنى من تنفيذ حكم الإعدام، أو الخلود في السجون الروسية، بعد اتهامهم بالمشاركة في الحرب مع الطرف الأوكراني، ينتمون لعدة دول غربية، وطالب مغربي، عادت لهم الحياة من جديد، وتغير حالهم من حال، بعدما نجحت وساطة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، في مسعاها.
كل واحد من هؤلاء الـ10 أشخاص لديه حكاية درامية خاصة، مغرية لكل صانع فيلم أو مسلسل أو وثائقي، فمن يقدم على ذلك؟
دائماً شكلت الحروب وأزمات الرهائن والسجناء، مادة ثرية لكتبة القصص والمنتجين والمخرجين، بل إن أدباً قائماً في الأدب العربي عرف باسم «أدب السجون»، لكن في سياق السينما الغربية خاصة الأميركية احتلت هذه القصص شطراً كبيراً من المنتج الأميركي، نتذكر مثلاً أعمالاً مثل «إنقاذ الجندي رايان» وفيلم «شوشانك» وغيرها.
الشاب المغربي إبراهيم سعدون الذي وصل إلى أهله أخيراً في المغرب، بعد أن وصل للرياض آتياً من سجون الدونباس الروسية، حكاية مثيرة وحدها.
لكن استوقفني حكاية الأسير البريطاني آيدن أسلين، الذي وصل إلى بريطانيا صباح الخميس الماضي، بعد أن تم إطلاق سراحه قبل يوم.
آيدن قال لصحيفة «ذا صن» إنه تعرض للضرب والطعن وتم إجباره على الاستماع إلى أغانٍ سوفياتية. طبقاً لما ذكرته وكالة الأنباء البريطانية «بي إيه ميديا». وأضاف: «لم أكن أعتقد على الإطلاق أنني سأخرج حياً»، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الألمانية.
لكنه نجا من بئر الموت والعز، بعد أن كانت محكمة إقليم دونيتسك قد حكمت بالإعدام على أسلين وزميله البريطاني شون بينر في يوليو (تموز) الماضي.
لكن بالعودة إلى بعض الصور السينمائية، لكنها حقيقية، ما ذكره الأسير البريطاني أسلين حين قال: «عندما سمعت أنه حُكم علي بالإعدام، كنت أريد أن أصرخ، لكن لم أتمكن من ذلك، إن الأمر كان يتعلق حرفياً بالبقاء على قيد الحياة».
طبعاً صاحب الفضل في إتمام هذا النجاح، وصناعة هذه النهايات السعيدة، هي الرياض، والأمر واضح، فقد أعلنت وزارة الخارجية السعودية نجاح الوساطة السعودية، قائلة في بيان إنه «انطلاقاً من اهتمامات الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، تم بتوفيق الله نجاح وساطته بالإفراج عن عشرة أسرى من مواطني المملكة المغربية، والولايات المتحدة الأميركية، والمملكة المتحدة، ومملكة السويد، وجمهورية كرواتيا».
إن كان القوم في هوليوود وغيرها من مصانع الدراما في الغرب، أهل إنصاف ومهنية، وحرص على سرد وتصوير القصص الدرامية «الحقيقية» فلست أشك أن مصير هؤلاء العشرة سيجد طريقه إلى مغارة علي بابا الهوليوودية، أو منصات نتفليكس وأخواتها.. إلا إذا كان كراهية بعضهم للسعودية، ستجعلهم يستغشون ثيابهم ويصمون آذانهم.


نقلا عن “الشرق الأوسط”


كاتب المقال: مشاري الذايدي صحفي وكاتب سعودي


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية