اجتمع أكثر من 500 مشارك من شبكة الفريق الطبي للطوارئ (EMT) عبر أقاليم منظمة الصحة العالمية الستة في يريفان- أرمينيا، لحضور الاجتماع العالمي الخامس للطوارئ الطبية هذا الأسبوع، في وقت تتزايد فيه حالات الطوارئ الصحية في جميع أنحاء العالم، من جائحة "كوفيد-19" المستمرة والأزمات المتعلقة بالمناخ إلى الحرب في أوكرانيا، 

ووفقا لبيان نشره الموقع الرسمي للمنظمة، اليوم الأربعاء، يوفر التجمع الذي يستمر ثلاثة أيام للمشاركين من أكثر من 110 دول -بما في ذلك فرق الطوارئ الطبية والخبراء الفنيين والشركاء الدوليين عبر مجموعة من المنظمات- فرصة للتفكير في الدروس المستفادة من الاستجابة لحالات الطوارئ المتعددة، بما في ذلك الأساليب المبتكرة والمنقذة للحياة، ومناقشة كيفية ذلك، لمواصلة تعزيز مبادرة EMT التي تدعمها منظمة الصحة العالمية في المستقبل.

وقال وزير الصحة في أرمينيا، أناهيت أفانيسيان: "يسر أرمينيا أن تستضيف اجتماع هذا الأسبوع، لا سيما بالنظر إلى تجاربنا في معالجة حالات الطوارئ المتعددة في العقود الأخيرة، من الزلزال المروع الذي وقع عام 1988 والذي أودى بحياة 25 ألف شخص إلى حرب 2020 في ناغورنو كاراباخ والتصعيد الأخير الذي استهدف مستوطنات مما تسبب في المزيد من الخسائر في الأرواح".

وأضاف "أفانيسيان": "بالنسبة لنا، تعتبر EMTs امتدادًا مهمًا للنظام البيئي الصحي الأوسع، ونحن ممتنون لمنظمة الصحة العالمية وجميع شركائنا في مجال الصحة والتنمية لمشاركة خبراتهم وإنشاء منصة للتعاون الإقليمي والعالمي، ومساعدتنا على التعلم من الآخرين، وشاركنا خبراتنا أيضًا".

استراتيجية EMT 2030

يعد الاجتماع العالمي الخامس لفحص الطوارئ الطبية علامة فارقة حيث يطلق استراتيجية EMT 2030، مخطط السنوات الثماني القادمة لمواصلة تطوير شبكة من فرق الطوارئ الطبية الوطنية والإقليمية والإقليمية الفعالة وذات الأداء العالي بما يتماشى مع تصنيف EMT التابع لمنظمة الصحة العالمية والحد الأدنى المعايير.

وسيسهم المشاركون من الشبكة في التطوير المستقبلي لمبادرة EMT التي تسعى إلى تحديد أولويات الفرق المحلية وتعزيزها للاستجابة لحالات الطوارئ وتقوية الشبكة لتقديم الدعم عند الحاجة عبر سياقات متنوعة.

قال المدير العام لـ"منظمة الصحة العالمية"، الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس، في بيانه الافتتاحي في الاجتماع: "تتصور استراتيجية EMT 2030 عالماً يتمتع فيه كل بلد بالقدرة على الاستجابة بسرعة وفعالية لحالات الطوارئ الوطنية، والاستفادة من القدرات الإقليمية ودون الإقليمية لدعم المجتمعات الضعيفة وغيرها من المحتاجين".

الدروس المستفادة من "كوفيد-19"

أوجدت جائحة "كوفيد-19" المستمرة، والتي دخلت عامها الثالث الآن، سياقًا مليئًا بالتحديات للاستجابة لحالات الطوارئ في العديد من البلدان، مما زاد الطلب على المهارات المتخصصة في الوقاية من العدوى ومكافحتها، وإدارة حالات عدوى الجهاز التنفسي الحادة.

استجابة لذلك، نشرت شبكة EMT ما يقرب من 200 EMTs دولية لدعم الاستجابة في 67 دولة، مما يسلط الضوء على دور فرق الرعاية المتخصصة التي تدعم استجابة البلد مع بناء قدراتها الوطنية.

قال الدكتور هانز هنري: "لكن الأزمة سلطت أيضًا ضوءًا أكثر إشراقًا على فوائد التعاون بين فرق الطوارئ الطبية وغيرها من أذرع الاستجابة التشغيلية لمنظمة الصحة العالمية، مثل مختبرات الاستجابة السريعة المتنقلة التابعة لشبكة الإنذار المبكر والاستجابة العالمية التي وسعت قدرة فرق الطوارئ الطبية لتشخيص الحالات بشكل أسرع، مما أدى إلى علاج ورعاية أسرع".

وأضاف: "أثبت الجمع بين فرق الطوارئ الطبية والمختبرات المتنقلة معًا نجاحًا كبيرًا في سياق الأزمات الإنسانية، مما يجعل الاستجابة الصحية أكثر فعالية في المناطق التي تعرضت فيها المرافق والأنظمة الصحية للخطر، وكذلك عندما تستقبل البلدان أعدادًا كبيرة من اللاجئين الذين يعانون حالات صحية طارئة متعددة".

 مبادرة EMT

EMTs هي مجموعات من المهنيين الصحيين، بمن في ذلك الأطباء والممرضات والمسعفون وعمال الدعم واللوجستيون، الذين يقدمون الرعاية للمرضى المتضررين من حالة الطوارئ.

تم تشكيل مبادرة EMT بعد زلزال 2010 المدمر في هايتي، وتطورت بسرعة إلى شبكة كبيرة من الفرق الطبية المؤهلة، المدربة والمستعدة لتقديم الدعم الفوري أثناء حالة الطوارئ.

حتى الآن، تم تصنيف 37 فريقًا دوليًا بالفعل من قبل منظمة الصحة العالمية، ويخضع ما يقرب من 100 فريق آخر حاليًا لعملية التصنيف لتلبية أعلى معايير المساعدة الصحية في حالات الطوارئ.

عندما تضرب حالات الطوارئ، يتم تعبئة شبكة EMT كجزء من الاستجابة الوطنية- معالجة المرضى، ونقل التدريب إلى مقدمي الرعاية في حالات الطوارئ والإشراف عليهم، وتعزيز التنسيق بين الركائز المختلفة للاستجابة الطبية الطارئة، والالتزام بالمبادئ والمعايير التوجيهية لضمان جودة رعاية.