واشنطن بوست : الأزمة الاقتصادية تعصف بالقطاع الصحي في لبنان

 واشنطن بوست : الأزمة الاقتصادية تعصف بالقطاع الصحي في لبنان

 

سيطرت الأزمة الاقتصادية في لبنان، وتفرعاتها السياسية والاجتماعية المختلفة، في ظل انهيار غير مسبوق للعملة اللبنانية، وصلت نسبته إلى 90%، على واحد من أخطر القطاعات في البلاد وهو القطاع الصحي، وباتت حياة الناس في خطر، خاصة الذين يعانون أمراضاً مزمنة، وسط عجز المستشفيات عن توفير الأدوية الضرورية، والمستلزمات الضرورية لإجراء التصوير بالأشعة، وإجراء العمليات.

 

ودفعت الأزمة العديد من الأطباء والممرضات إلى السفر والبحث عن عمل خارج البلاد، حيث أصبحت الحياة لا تطاق بالنسبة للعديد من اللبنانيين، بعد أن كان لبنان قبلة للباحثين عن أحدث أنواع العلاج، وأمهر الأطباء، والممرضات، بحسب تقرير نشرته صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية.

 

ونشرت منظمة الصحة العالمية، سبتمبر الماضي، تقديرات توضح أن نحو 40% من الأطباء اللبنانيين، غادروا البلاد، بالإضافة إلى مغادرة 30% من الممرضات، منذ شهر أكتوبر 2019، وأن أغلبية الممرضات اللائي غادرن، قد تمت مغادرتهن خلال العام الجاري، وفقاً لأرقام نقابة الممرضات اللبنانية.

 

ويأتي سفر الأطباء والممرضات إلى خارج لبنان، لتضيف من أزمة انهيار قطاع الخدمات الصحية، والذي يعاني بالفعل مجموعة من المشكلات؛ كنقص الأدوية وغيرها من المستلزمات الدوائية، حيث بات من المألوف أن تنتشر المناشدات عبر مواقع السوشيال ميديا، مثل “إنستجرام”، للمطالبة بالمساعدة في نقل الدم، أو الحصول على الأدوية الأساسية، مثل المسكنات.

 

وأدى ذلك العجز الكبير في الأدوية، إلى قيام شركة (DHL) للشحن، بعرض تخفيضات بقيمة 40%، على الشحنات الطبية، كما سمح طيران الإمارات بوزن إضافي للركاب المتجهين إلى بيروت، ليكون بمقدورهم حمل المزيد من الأدوية خلال سفرهم إلى لبنان.

 

ونقل تقرير “واشنطن بوست” عن أحد الأطباء -رفض الكشف عن اسمه- قوله إنه غادر إلى قطر، مضيفاً: “مستوى المخاطر بالبقاء والحياة في لبنان، بالنسبة لي ولعائلتي، كان كبيراً.. واستيقظنا على انفجار ميناء بيروت، فأخذت ابنتي معي وهربنا من البلاد”.

 

وتابع الطبيب الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لحماية سلامته الشخصية قائلاً: “أدركت أن قادة لبنان يضعون على رأس أولوياتهم أن يصبحوا أكثر ثراءً، على حساب مصالح الناس”.

 

وأشار التقرير إلى أن أغلب الأطباء والممرضات، الذين غادروا لبنان، توجهوا إلى مصر والعراق ودول الخليج، وفي مقدمتها دولة الإمارات العربية المتحدة، ويقبلون رواتب كانت تعتبر منخفضة بشكل مثير للضحك قبل عامين.

 

وأشار إلى أن أحد المستشفيات في دبي -على سبيل المثال- استقبل وحده 50 ممرضة من المركز الطبي للجامعة الأمريكية في بيروت (AUBMC)، أحد أكبر المستشفيات في لبنان.

 

وقال مدير المركز الطبي في الجامعة الأمريكية في بيروت، جوزيف عطايا: “بعدما بدأ انهيار الاقتصاد، لجأ الأطباء إلى التقشف والترشيد، على أمل أن تتحسن الأوضاع في نهاية الطريق، ولكن جاء انفجار ميناء بيروت ليغير كل ذلك”.

 

ويقول مدير التمريض بالمركز الطبي في الجامعة الأمريكية في بيروت، هشام بوادي: “نعرف ذلك من الحالة النفسية للموظفين، فقد تغيروا بعد الانفجار، وخاصة بعدما رأوا أنه لم يحدث أي شيء، أصبح لديهم شعور باليأس”.

 

وتابع عطايا أن المركز الطبي في الجامعة الأمريكية في بيروت، يواجه نقصاً في الإمدادات الطبية، ومنها عجز في نحو 500 نوع من المواد الأساسية، كالمضادات الحيوية والقسطرة والشاش والمطهرات وصبغة الأشعة المقطعية وغيرها.

 

و يؤدي ذلك إلى مشكلات في تقديم الخدمة العلاجية للمرضى، والذين باتت تطول إقامتهم بالمستشفيات، بخلاف مشكلة نقص الوقود وانقطاع الكهرباء والتي اعتادت عليها المستشفيات، بينما باتت أرفف الصيدليات خاوية من الأدوية.

 

و يؤخر العديد من اللبنانيين العلاج، ما يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالعدوى وإطالة مدة الإقامة في المستشفى بمجرد دخول المرضى، كما أصبح انقطاع التيار الكهربائي طوال الليل أمراً روتينياً للغاية بسبب نقص الوقود، بحيث لا يستطيع المرضى الذين يستخدمون أجهزة التنفس الصناعي استخدامها في المنزل.

 


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية