كيف تضحى قائداً ناجحاً في محيط حياتك؟

كيف تضحى قائداً ناجحاً في محيط حياتك؟

 

 

إن الصفات التي تحدد مهارة  الرئيس المنفذ متعددة  ولكن الصفة التي  تفوق ما عداها أهمية ويجب إن يتحلى بها هي صفة القيادة.

 

فالقائد الناجح يكسب تأييد قومه لأنهم يثقون في حكمه، ويفهم  عمله في نطاق أهدافه المحددة، وزيادة على ذلك يملك تصور هذه الأهداف كحجر الأساس لبناء  أعلى، وهو في تحركه نحو  هدف حالي لا تغيب  عن نظره الأهداف البعيدة المدى.

 

والقائد الناجح لديه إدراك عميق  للنواحي الفنية لواجباته  وفي الوقت نفسه يعي  نقاط ضعفه  ولا يحاول إخفاءها عن نفسه  ولكي يحقق أهدافه  يحيط نفسه بأعوان ذوي كفاءة .

 

والقائد الناجح لا يرضى أو يقنع بالأمور  كما هي وإن لم يحصل على  ما يريد تماماً  من أول وهلة  فإنه يعرف كيف يوفق  بذكاء في تحقيق  رغباته كاملة  مستقبلاً   ويؤمن بأن الجمود هو هزيمة نفسية.

 

ومع أن مزيج عناصر القيادة يختلف  من رجل إلى آخر  والصفة  التي تفتقدها  أنت قد تكون موجودة  بوفرة في غيرك ، إلا أنه يجب  عليك أن تحاول بصفة دائمة  رؤية أخطائك  وتصحيحيها  .  ولقد كان  جاك دمبسي  الملاكم المعروف  يعتمد كثيراً   في بدء حياته على يده اليمنى وكانت يده اليسرى  ضعيفة  ولهذا  كان يثبت  أثناء التمرين  ذراعه اليمني  بجانبه ويعتمد كلية على يده اليسرى  ونتيجة  لهذا  أصبحت  لطمته اليسرى سلاحاً قاتلاً .

 

على أن السؤال  الأهم في مسيرتك نحو القيادة يتمثل في التالي هل لديك بواعث تدفعك لأن تضحى مديراً ناجحاً وقائداً فاعلاً ؟

 

التقدم عبر طريق القيادة

 

إنك رئيس  عمل ولديك مسؤوليات تجاه الناس الذين يعملون  تحت رئاستك  وتجاه رؤسائك وتجاه نفسك ، وطريقة  تنفيذك لهذه المسؤولية ترسم  مستقبلك وتحدد إلى أي مدى  تصل في الترقي والنجاح في  الإدارة .

 

وإن حقيقة وجودك في عملك الحالي  تعني أنك قبلت  تحمل المسؤولية  وأنك عازم على  مجابهة الأخطار  التي تصاحب اتخاذ  قرارات في العمل  وتأخذ على عاتقك  مسؤوليات أعظم  ومخاطرة أكبر  فلا تخطئ التقدير  واعلم جيداً أن المخاطرة هي  لحمة عمل الرئيس والقائد وسداه  وكلما صعدت أعلى  كان عليك أن تتحمل  أكثر  ولأجل هذا  تقبض راتبك  ولأجل هذا  كان راتب الوظيفة العليا  كبيراً  .

 

 

هل أريد المال ؟

 

أنت تريد طبعاً دخلاً أكبر وكلنا كذلك  أو تقريباً  كل شخص منا   فالراتب  الكبير حافز عظيم  والمال  غالباً  عامل دافع مهم  وعلى الأخص في بدء مستقبل الفرد . ولكن عندما  يصل دخلك إلى  حد يسمح لك  بالعيش بالطريقة  التي تريدها  تقريباً  فإنه يصبح أقل ضرورة  ويكون العمل والرضا  عنه هو الذي في الحسبان .

 

هل أريد المركز والهيبة؟

 

الهيبة تعني  كثيراً بالنسبة  لغالبيتنا  والكرامة جزء  رئيسي من الشخصية  الإنسانية  وإنها المهماز نحو الطموح  وهي التي تجعلنا  نقبل على علاقتنا  بجيراننا  وهي العمود  الفقري لغريزة  المنافسة والكبرياء  تحثك على أن تحوز مادة ومظاهر النجاح وتؤكد لزملائك  قدرتك  وتبين  لهم أي منافس أنت .

 

لكن هناك غريزة  أسمى من هذا وفائقة الأهمية ، إنها  التصميم الذي تملكه لتتم عملاً صعباً  بكمال  ما  دام في حدود سلطاتك، والرؤساء الناجحون  يملكون هذا النوع من الغريزة وهم طموحون قطعاً  ولكنهم بجانب هذا يهتمون بالعمل الصالح  ويحصلون على سرور  نفسي عظيم عند إتمامه بنجاح .

 

هل أريد القوة؟

 

القوة عنصر أساسي للنجاح  ومن الطبيعي أنك تريد  أن تحصل عليها  فكر في الأمر ملياً  ولنفرض أنك مساعد مدير  إحدى الإدارات وأنك تريد  منصب المدير لماذا؟

 

لأنه من  الأسباب الرئيسية  اعتقادك  أنك ستقوم بعمله  خيراً  منه  وهو بالتأكيد  يأخذ في معظم الحالات  بتوصياتك ولكن عليك أن تبذل  مجهوداً لتجعله يقبلها  فإذا  ما  كنت  أنت الرئيس  فإنه يمكنك تنفيذ أفكارك  بدون مثل هذا  التعقيد أو على الأقل هذا ما يخيل لك .

 

إن الرئيس الناجح يحتاج إلى  القوة ويعرف  كيف يستخدمها  والحقيقة  أن الرغبة في الحصول على  القوة  هي من المميزات  البارزة  للرجل الناجح ، فهو يريد تحمل  المسؤولية    فإذا  ما كان مسؤولاً  فيجب عليه اتخاذ القرارات ومن ثم يجب  أن تكون  لديه القوة  لتنفيذها  فلا  تتهيب القوة  ما دمت  لا تخاف  من تحمل  المسؤولية، ولكن يجب أن تعرف متى  وكيف تستخدم هذه القوة .

 

القدرة على نجاحك في موقع عملك

 

هل أؤمن بأن لدي القدرة  على المحاولة الصادقة  لنجاح الشركة  التي أعمل بها أو المؤسسة التي أتولى قيادتها ؟  هذا هو أهم الأسئلة  فإذا  كان الرد عليه بالإيجاب  فيعني هذا أن لديك الثقة  بنفسك وقدراتك  وأنت طموح ولا تخشى  تحمل المسؤولية  والقيادة   وتملك صفات بارزة من تلك القيادة .

 

طبيعي أنك تريد المال وتحب  الهيبة والمركز  وإلا لكان من الغباء  إغفال مثل هذه  المؤثرات القوية الدافعة  . ولكن يجب أن تمتلك شيئاً آخر هو الرغبة  في تنفيذ  عمل نافع  ذي مسؤولية  وتكون مستعداً  لأن تأخذ على عاتقك تحمل الأخطار  التي تصاحبه .

 

 

القائد الناجح وخطوات الترقي

 

هل أنت مستعد كقائد أن تأخذ على  عاتقك الأخطار التي تصاحب الترقي ؟

 

إذا  لم تكن كذلك  وإذا  كنت تقنع بالسلامة   فلا داعي للاستثمار ولتحصل على  عمل فني لا بأس به  أو إداري متوسط  وابق كما أنت  فربما تربح من النقود ما يكفيك لمعيشة مريحة،  فإذا  كان هذا ما تريده  وأنت تعرف ذلك  فإنك ستحيا  حياة  في غاية السعادة .

 

ولكن مهما تفعل  لا تدع  زوجتك أو  أي شخص آخر  يحدثك عن الانتقال  إلى  مكان لا تحبه  أو عمل لا تريده  لا لشيء إلا لزيادة الدخل وليس هناك ما يؤخذ عليك وما دمت قانعاً  فأنت  سعيد .

 

إنك لن تحصل على الأمن والنجاح معاً  فأنت  تضحي بواحد في سبيل الآخر .

 

 

القائد ونعمة القلق

 

إنك بالتأكيد مريض بالقلق ولكن هناك  وجهاً آخر للمسألة  – إذا  كان هذا يريحك –  فإن معظم  الأشخاص الناجحين  مرضى بالقلق،  وبهذه الطريقة  سارت حياتهم، وعدم الطمأنينة في حد ذاته   قوة عظيمة دافعة   وهناك كثير من الأشخاص الذين يقومون بأعمال شاقة ذات مسؤولية يعترفون  بأن سبب عملهم بجد هو  شعورهم بعدم الاطمئنان  والمرة الوحيدة التي يضر فيها  الشعور بعدم الاطمئنان هي إذا  ما سمحت  لهذا الشعور  بالتأثير في قدرتك على اتخاذ القرارات،  ولا بأس  أن تخاف قليلاً  من عملك، وليس هناك ضرر من ذلك  ولكن ألا تستسلم للرعب فإنه  يجب عليك أن تملك نفسك  حتى وأنت خائف .

 

 

إلى أي مدى تريد أن تعمل ؟

 

إذا كنت تريد التقدم  في الإدارة وإذا كنت  ترنو إلى منصب أفضل  فيجب  عليك أن تفهم جيداً  الأخطار  التي تتضمن ذلك المنصب ، ثم اختبر معداتك وهي :  تفكيرك وشخصيتك وتعليمك والقدرة على معاملة الناس وقيادتهم وبالرغم من أنك لا تستطيع   عمل شيء  بالنسبة لتفكيرك،   فإنه يمكنك تحسين  شخصيتك وزيادة  تعليمك وتحسين مهاراتك في العلاقات الإنسانية .

 

فإذا  ما قدرت   نفسك بأمانة  فسيكون لديك الأسس لتقرير إلى أي مدى  تريد أن  تصل  ولست في حاجة إلى  هذا القرار فوراً   فكلما ترقيت حصلت على نظرة  أوضح للقمة  وكلما زاد فهمك  للمسؤوليات التي يحملها   قائدك  أمكنك أن تحكم بوضوح ما إذا  كنت تريد منصبه  أو لا تريده .

 

هل القيادة  في حاجة إليك ؟

 

القيادة هي التنظيم  وهي تحتاج إلى المقدام الذي يستخدم مقدرته  داخل إطار العمل لأي مؤسسة   وتحتاج للقيادي الذي عليه  أن يتحمل مسؤولية   البت في الأمور  وخبراء ماليين  ورجال إنتاج  ورجال بيع  والاختصاصيين الذين  يحبون العمل في فرع تخصصهم  .

 

وفي أعلى المنظمة  تحتاج إلى قادة  لديهم مقدرة فائقة  أو على الأقل  معرفة بعمل الوظائف المختلفة  التي تكون نشاط الشركة،  رجال على استعداد لاتخاذ قرارات صائبة حكيمة،  والإدارة تنفق  أموالاً كثيرة سنوياً  على برامج تنمية  الجهاز التنفيذي  وسبب ذلك الحاجة  إلى  قائد الغد العالي الكفاءة،  فإذا  كنت من غير هولاء  فالمؤسسة تريد أن تنميك ، لأنها في حاجة  للرجل الصالح بقدر ما  أنت محتاج لها .

 

ولكن هناك أمراً  يجب عليك  دائماً أن تعيه  وهو أنه لا توجد  المؤسسة التي تستطيع أن تنمي القائد داخلك  من جانبها  وحدها،  بل عليك  أن تفعل ذلك بنفسك،  فهي تقدم لك  فرص  التعليم وخير ما تفعله مؤسسة ما  هو أن تهيئ لك الجو  الذي تتطور وتنمو فيه  ولكن نموك  وتقدمك  الحقيقي يتوقفان عليك وحدك .

 


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية