«أوكسفام»: فيروس كورونا كشف عن عدم المساواة الاقتصادية في آسيا

«أوكسفام»: فيروس كورونا كشف عن عدم المساواة الاقتصادية في آسيا

 

أطلق فيروس كورونا العنان لأزمة صحية واقتصادية كشفت عن تفاقم مستويات عالية من عدم المساواة الاقتصادية في آسيا، ففي حين أن النخب الغنية قادرة على حماية صحتهم وثرواتهم، فإن أفقر الناس والأقليات يواجهون مخاطر أكبر للمرض والموت والعوز، وفقا لمنظمة "أوكسفام" الدولية.

 

وقالت "أوكسفام" في بيان نشرته على موقعها الرسمي: "نظرًا لأن متغيرات دلتا وأوميكرون ترفع أعداد الحالات ومعدلات الوفيات في جميع أنحاء المنطقة، وتستمر في إعاقة الانتعاش الاقتصادي، يجب على الحكومات أن ترقى إلى مستوى التحدي.. عليهم رفض أجندة نيوليبرالية تلائم جيوب القلة، واختيار نظام تقدمي يفرض ضرائب على الأكثر ثراءً للاستثمار في مستقبل أفضل للكثيرين".

 

وذكرت "أوكسفام" أنه قبل الوباء، كانت آسيا تعاني بالفعل مستويات قصوى من عدم المساواة الاقتصادية، حيث أدت السياسة النيوليبرالية، منذ تسعينيات القرن الماضي، ونظام الضرائب العالمي الفاشل وعدم المساواة في الأجور والمكافآت، إلى تحويل الدخل والثروة إلى أيدي نخبة قليلة. بين عامي 1987 و 2019، ارتفع عدد المليارديرات في آسيا من 40 إلى 768.

 

وأوضحت "أوكسفام"، أن هذه الهوة بين الأغنياء والفقراء غذت الفوارق غير العادلة والمستمرة في فرص الحياة في المنطقة، بما في ذلك الفجوات الكبيرة في النتائج التعليمية والصحية بين الأطفال الذين يولدون في أغنى وأفقر الأسر.

 

وذكرت أنه في عام 2017، كان معدل وفيات الرضع لأفقر خٌمس أكثر من ثلاثة أضعاف مثيله في الخٌمس الأغنى في لاوس والفلبين، ولطالما واجهت النساء الفقيرات والأقليات التمييز والقمع الهيكلي الذي يعرضهن لخطر أكبر، ومن ثم يمكن أن تتوقع امرأة من "الطبقة العليا" في الهند أن تعيش ما يقرب من 15 عامًا أطول من امرأة أخرى من "الطبقة الدنيا".

 

ويقدر البنك الدولي أن فيروس كورونا وتزايد عدم المساواة الاقتصادية دفعا 140 مليون شخص إلى الفقر في آسيا في عام 2020، وزاد العدد بـ8 ملايين آخرين في عام 2021.

 

ومع ذلك، في حين أن عمليات الإغلاق والركود الاقتصادي تدمر سبل عيش العديد من العائلات الفقيرة، فإن النخب الأغنى في المنطقة قد تعافت بل وزادت ثرواتها، فبين مارس وديسمبر 2020، جمع المليارديرات في آسيا ثروة إضافية كافية لتغطية راتب يقارب 10 آلاف دولار لكل من 147 مليون وظيفة معادلة تم فقدها في المنطقة خلال تلك الفترة.

 

وبحلول نوفمبر 2021، زاد عدد المليارديرات في آسيا والمحيط الهادئ بنحو الثلث على مستويات ما قبل الجائحة، مع نمو ثروتهم الجماعية بنسبة 74%، بل إن بعض أغنى أغنياء المنطقة استفادوا بشكل مباشر من الأزمة، حيث ضاعف أحد مصنعي القفازات في ماليزيا ثروته بين فبراير ويونيو 2020.

 

وفي مارس 2021، كان هناك 20 مليارديرًا آسيويًا جديدًا، جاءت ثرواتهم من المعدات والأدوية والخدمات اللازمة لمواجهة COVID-19.

 

وقبل الجائحة وفقا للإحصائيات كان هناك 1.3 مليار فقير يعيشون في فقر متعدد الأبعاد على مستوى العالم، و40% من سكان المنطقة العربية يعيشون تحت خط الفقر، و15% من الفقراء يعانون الفقر المدقع.


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية