كشفت دراسة حديثة عن أن 75% من الناجين من الإصابة بفيروس كورونا، يعانون مشكلات جسدية وعقلية ومعرفية لمدة عام بعد التعافي من الإصابة.

وهذه المشكلات جسدية بالدرجة الأولى، حيث يعاني نصف المرضى الشعور بالإرهاق. ومن المشكلات الجسدية الأخرى وجدوا انخفاض عمر الحمل الجيني والألم وضعف العضلات وضيق التنفس.

ولاحظوا شيوع الأعراض النفسية، حيث يعاني واحد من كل خمسة ناجين من "كوفيد-19" من وحدة العناية المركزة مشاعر القلق أو ضغوط ما بعد الصدمة.

ويعاني واحد من كل ستة من مشكلات إدراكية مثل مشكلات الذاكرة أو الانتباه.

وتؤثر هذه المشكلات المختلفة سلبا على الحياة اليومية لمرضى وحدة العناية المركزة السابقين. وأكثر من نصفهم يشيرون إلى أن لديهم مشكلات تتعلق بالعمل بسبب المشكلات الصحية، حيث خفض البعض ساعات عملهم، بينما لا يزال آخرون في إجازة مرضية أو حتى تخلوا عن وظائفهم.

وتوضح الباحثة الرئيسية في الدراسة، ماريكي زيجرز، من المركز الطبي بجامعة رادبود، أن هذه الدراسة "تُظهر التأثير المذهل الذي يحدثه القبول في وحدة العناية المركزة على حياة مرضى كوفيد-19 السابقين. وحتى بعد مرور عام واحد، يعاني نصفهم من التعب أو يعانون من نقص الطاقة اللازمة لاستئناف عملهم بالكامل".

وتوصل الباحثون بقيادة المركز الطبي بجامعة رادبود في هولندا، إلى هذه النتائج بفضل دراسة MONITOR-IC واسعة النطاق، والتي تتم فيها مراقبة الحالة الصحية للناجين من وحدة العناية المركزة من خلال استبيانات تصل إلى خمس سنوات بعد القبول في وحدة العناية المركزة، وفقا لروسيا اليوم.

وأجريت الدراسة المتعلقة بالمشكلات الصحية طويلة الأمد لـ"كوفيد-19"، والتي نُشرت في المجلة العلمية JAMA، على 246 مريضًا بـ"كوفيد-19"، (176 رجلا/ 70 امرأة)، والذين عولجوا في وحدة العناية المركزة (ICU) في هولندا. وكان متوسط ​​أعمار المرضى 61 سنة.

وباستخدام الاستبيانات، سئل المرضى عن كيفية أدائهم لمدة عام واحد بعد وحدة العناية المركزة.

ويعد هذا أول بحث علمي في جميع أنحاء العالم يتعلق بالمشكلات طويلة المدى بين الناجين من "كوفيد-19" في العناية المركزة.

ووقع إدخال المرضى المشاركين في هذه الدراسة إلى وحدة العناية المركزة خلال أول موجة من "كوفيد-19" في البلاد، بين مارس ويوليو 2020.

وتظهر الدراسة أن ثلاثة أرباع الناجين من "كوفيد-19" في وحدة العناية المركزة يعانون من مشكلات لمدة عام واحد بعد وحدة العناية المركزة.