أظهرت تقارير حديثة أن حوالي 2.8 مليون كيني على شفا المجاعة إذا استمر تغير المناخ في التأثير بشدة، فيما أعلن الرئيس الكيني أوهورو كينياتا، أن الجفاف الحالي "كارثة وطنية"، وقالت رئيسة مقاطعة مارسابيت "إذا لم تمطر السماء واستمر الوضع هكذا، فستحدث كارثة، الوضع سيئ حقاً".

وقال تقرير حول الأوضاع في كينيا، نشرته منظمة Welt hunger hilfe (WHH)، على موقعها الرسمي، إن الوضع في مقاطعة مارسابيت الكينية "يائس"، وأن الناس يسيرون لمسافة تصل إلى 40 كيلومتراً بحثاً عن الطعام والماء والمراعي.

تقول "إيلو إليما"، أم لأربعة أطفال في بولغابو وارد في مقاطعة مارسابيت بكينيا، لم أتمكن من إطعام أطفالي منذ هذا الصباح، لم تعد الحيوانات قادرة على إنتاج أي حليب ، فهي ضعيفة للغاية، ولا يستطيع أطفالنا الذهاب إلى المدرسة".

ويتحمل أكثر من 200 ألف شخص وطأة النقص الحاد في الغذاء والمياه، حيث لم تشهد مقاطعة شمال هور أي هطول للأمطار منذ عامين على الأقل، حيث تكافح العائلات لإطعام نفسها وماشيتها، و تُجبر النساء على المشي لعدة كيلومترات بحثاً عن الماء.

وقال "عمر حاجي"، إن "الطعام الذي نأكله نقوم بغليه أيضاً للحيوانات الضعيفة حتى تصبح قابلة للمضغ، وهذا يتعارض مع ميزانية عائلتنا، لكن ليس لدينا خيار آخر".

وأشار تقرير (WHH) إلى أنه مع بدء الفصل الدراسي الثالث، لم يعد العديد من التلاميذ إلى الفصل بعد، ويرجع انخفاض الإقبال إلى نقص الغذاء، وتحول العديد من الأطفال إلى رعاة متفرغين، حيث يضطرون إلى السفر عدة كيلومترات بحثاً عن المراعي والمياه لعائلتهم ولمواشيهم.

وأثر الجفاف على الحيوانات، حيث أفاد بعض الرعاة بأنهم لم يتمكنوا من إيجاد المراعي المناسبة حتى بعد عدة أيام من المشي، قائلين "هذا هو يومنا الثالث، نحن نسير نحو الحدود الإثيوبية على أمل العثور على مرعى لماشيتنا، سقط البعض ميتاً، وأصبح البعض ضعيفاً ولم يعد بإمكاننا المشي، وعلينا أن نتركهم يموتون".

وأشار التقرير إلى أن العديد من الأطفال دون سن الخامسة يعانون من سوء تغذية معتدل أو شديد.

ونقل التقرير عن "سالو أوكيلي" : "يعاني طفلي البالغ من العمر سنة واحدة من سوء التغذية الحاد.. لا تتذكر آخر مرة أرضعته.. لم يكن لدي سوى القليل من الحليب منذ أن أنجبته، ارضعته لمدة شهرين فقط ثم اضطررت إلى أن أعطيته الماء والحساء".

وأضافت: "أخبرني مساعد صحة المجتمع المحلي بأن نقص الطعام والماء يؤدي إلى عدم حصول الأمهات على لبن الأم، إذا كنا محظوظين، يمكننا تناول وجبة واحدة في اليوم، والطعام في الغالب عبارة عن ذرة مسلوقة".