الأديرة في صحاري مصر.. مقصد للعبادة والارتقاء الروحي بعيداً عن زحام المدن

الأديرة في صحاري مصر.. مقصد للعبادة والارتقاء الروحي بعيداً عن زحام المدن

تنفرد مصر بالعديد من الأديرة والكنائس التي يعود تاريخها لبداية دخول المسيحية إلى مصر، وقد ساهمت الظروف الطبيعية لمصر في انتشار بناء الأديرة، بسبب اتساع الصحراء المصرية التي كان يفضل الرهبان بناء الأديرة بها، حتى تكون مقصدا للتأمل والخلوة والعبادة والارتقاء الروحي بعيدا عن زحام المدن.

 

دخلت المسيحية إلى مصر على يد القديس مار مرقص عام 43 ميلادية وكان أول دير تم بناؤه في عام 305 ميلادية في الصحراء الغربية على يد القديس أنطونيوس، ومنذ ذلك اليوم انتشر بناء الأديرة في ربوع مصر وصحرائها حتى صارت في العصر الحديث مقصدا للسياح من كل أنحاء العالم وفي هذا التقرير يرصد “جسور بوست” أبرز الأديرة في مصر.

 

دير سانت كاترين

 

ومن أهم الأديرة في مصر «دير سانت كاترين» في سيناء، والذي يعتبر واحد من أهم المعالم السياحيية، حيث يجمع بين الأديان السماوية الثلاثة الإسلام والمسيحية واليهودية، فالصليب والهلال يتعانقان في منطقة الدير.

 

وبني دير سانت كاترين في عهد الإمبراطور «بوستينانوس» في عام 445 م، ليكون معقلا لرهبان سيناء، ويقع في سفح قمة طور سيناء على أحد فروع وادي الشيخ، ويبلغ ارتفاعه 5012 قدما عن سطح الأرض، ويحمل اسم القديسة «كاترينا» ويحيط به سور ضخم، ويضم بداخله الكنيسة الكبرى التي بنيت وقت بناء السور.

 

ويوجد بجوار السور شجرة العليقة التي تحدث الله سبحانه وتعالى عندها إلى سيدنا موسى وتزدهر أغصان هذه الشجرة طوال السنة، ويوجد بداخله مكان العجل الذهبي الذي صنعه السامري وعبده بنو إسرائيل، وقبر هارون شقيق النبي موسى، وعين الماء التي شرب منها موسى.

 

ومن أبرز معالم الدير مسجد بناه الفاطميون قرب الكنيسة الكبرى، ورسالة معلقة على الحائط بعثها النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) لآباء الدير عندما ذهبوا إليه في المدينة المنورة عام 625 بعد الميلاد يستنصرونه ويطلبون منه الحماية من الرومان، وقد وقع بكفه الشريفة على هذه الرسالة، وهي معلقة في معرض الأيقونات والرسومات بالدير، كما يوجد جامع بناه رهبان الدير لمسلمي سيناء.

 

 

 

أديرة وادي النطرون

 

تعد أديرة وادي النطرون من أهم المعالم الدينية المسيحية في مصر، ويقصدها الملايين من شتى أنحاء العالم، ومنها دير أبو مقار ودير الأنبا بيشوي ودير السريان، ويقع وادي النطرون عند الكيلو 100 على طريق مصر- إسكندرية الصحراوي.

 

وتوجد داخل هذه الأديرة كنائس أثرية ورفات عدد من القديسين والرهبان الذين يجلهم المسيحيون، ومن أهمها رفات النبي يحيى الموجودة في دير أبومقار والمعروف لدى المسيحيين باسم يوحنا المعمدان.

 

ويعد دير أبو مقار أحد أكبر الأديرة المصرية حيث تم بناؤه على مساحة 2700 فدان، ويقيم في هذا الدير 120 راهبا أشهرهم الأب «متى مسكين» -84 عاماً- أحد أبرز القيادات في الكنيسة المصرية الذي كانت تربطه علاقة وطيدة بالرئيس السادات.

 

ومن الأديرة التي تقع في الصحراء الشمالية المجاورة للإسكندرية، والتي تعد من المزارات السياحية الدينية دير مارمينا والذي توجد فيه رفات البابا كيرلس الذي ترأس الكنيسة القبطية قبل البابا شنودة، والذي يقدسه المسيحيون المصريون ويعتقدون أنه كان يمتلك قدرات روحية خاصة.

 

وبعيدا عن الإسكندرية توجد نحو 250 كنيسة ودير على امتداد المسافة من القاهرة إلى أسوان، يتعامل معها المسيحيون باعتبارها مزارات سياحية، من أهمها منطقة الكنائس بمصر القديمة، والتي تضم عدداً من الكنائس الأثرية والمتحف القبطي ودير مار جرجس للراهبات وكنيسة أبي سرجة.

 

 

دير السيدة العذراء بالمحرق

 

وفي الجنوب وعلى بعد نحو 450 كم من القاهرة، يوجد دير السيدة العذراء بالمحرق، والذي يعد من أهم المزارات المسيحية ويوجد داخل الدير أقدم كنيسة مصرية.

 

ويقال إن زيارتها تأتي من حيث الأهمية الدينية في المرتبة التالية مباشرة لزيارة القدس وكنيسة القيامة، التي يقال عنها إن الحجر الذي وضع كحجر أساس لهيكل الكنيسة جلس عليه السيد المسيح عند زيارة العائلة المقدسة إلى مصر.

 

ويحتل دير السيدة العذراء بجبل درنكة بأسيوط أهمية خاصة لدى المسيحيين، ويقع على مساحة 8 كم جنوب غرب أسيوط بصعيد مصر على طريق الغنايم، ويضم كنائس أثرية ومغارة يقال إن السيدة العذراء والسيد المسيح وهو طفل اختبئا داخلها في نهاية رحلتهم إلى مصر قبل عودتهم إلى فلسطين.

 

 دير الأنبا هدرا

 

 

في أقصى جنوب مصر في أسوان يوجد دير الأنبا هدرا، والذي يقع في الصفة الغربية من نيل أسوان خلف قبر أغاخان ويبعد عنه نحو حوالي كيلو متر شمالا.

 

 

 دير الأنبا انطونيوس

 

كان القديس أنطونيوس أحد أشهر “آباء الصحراء”، وهم مجموعة من الرهبان المسيحيين الذين عاشوا في الصحراء المصرية الشرقية في القرن الثالث الميلادي.

 

كان القديس أنطونيوس يجول الصحراء عندما صادف واحة محاطة بأشجار، وفي هذا المكان تم دفنه لاحقاً وتم بناء ديره بعد بضع سنوات.

 

يعد دير القديس أنطونيوس، أقدم دير مسيحي مأهول في العالم، وهو موطن لوحات يرجع تاريخها إلى القرنين السابع والثامن، فضلاً عن 1700 وثيقة قديمة.

 

 

دير الأنبا بولا

 

يعد من أقدم الأديرة في العالم، والتي تعود للعصور البيزنطية، حيث تأسس في القرن الرابع الميلادي بواسطة تلاميذ الأنبا «أنطونيوس»، وتم تشييده على هضبة مرتفعة.

 

ويضم الدير ثلاث كنائس، الأولى كنيسة القديس «مرقوريوس»، الثانية كنيسة «الملاك ميخائيل» ثم كنيسة القديس «بولا»، وهي مشيدة فوق المغارة التي عاش فيها القديس «بولا»، والثلاث كنائس أثرية وأقدمها كنيسة القديس بولا الأثرية.

 


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية