"مانويلا".. إحدى الناجيات من الاتجار بالبشر تروي رحلتها للبقاء

"مانويلا".. إحدى الناجيات من الاتجار بالبشر تروي رحلتها للبقاء

بعد دقائق من وصولها إلى ترينيداد، تم إجبار "مانويلا"، التي وعدت بوظيفة لائقة، على ركوب شاحنة من قبل بعض الرجال واقتيادها إلى مكان سري حيث تم احتجاز نساء أخريات.

لم يكن العيش في ترينيداد حلمًا لـ"مانويلا" أبدًا، لكن الجزيرة توفر الآن فرصة لبداية جديدة وحياة أفضل لعائلتها، فهي أم لثلاثة أطفال هربت على "زورق" من فنزويلا في رحلة محفوفة بالمخاطر، لكنها كانت مضطرة للقيام بذلك بعد أن جعل الوضع الاقتصادي في وطنها من الصعب كسب لقمة العيش، وأصبح ذلك مستحيلًا في عام 2019 عندما تخلى والد أبنائها عنهم.

تروي "مانويلا" لمنظمة الهجرة الدولية، ما حدث بمجرد وصولها ترينيداد قائلة: "أبقونا لمدة شهر تقريبًا، ثم أجبرونا على العمل (كعاملات في الجنس)، وعندما حاولت الهروب، انتهى بي الأمر بالاعتقال، وجدت نفسي في السجن".

ودعت المنظمة الدولية للهجرة إلى تحرير "مانويلا" وغيرها من الناجيات من الاتجار بالبشر والمتاجرة بهن واستغلالهن من أجل الربح،  من السجن، ولكن حتى بعد استعادة حريتها، كافحت "مانويلا" للتخلص من الصدمة.

تقول بهدوء: "كانت هذه التجربة الأسوأ في حياتي، حصلت على مساعدة لرؤية طبيب نفساني من خلال المنظمة الدولية للهجرة واضطررت إلى التركيز على ما هو مهم لأنه كان عليّ إعالة أطفالي، لا أريد أن يضطر أطفالي إلى تحمل نفس المخاطر وينتهي بهم الأمر في وضع مشابه كما فعلت".

وذكر التقرير العالمي لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة لعام 2020 عن الاتجار بالأشخاص (أحدث ما هو متاح): يؤثر الاتجار بالبشر بشكل غير متناسب على النساء والفتيات، حيث إن 72% من ضحايا الاتجار المكتشفين عالمياً هم من الفتيات دون سن 18، وأن 50% من الضحايا يتم الاتجار بهم من أجل الاستغلال الجنسي.

وتعد أبرز  العوامل التي تزيد من تعرض المرأة  للعنف القائم على نوع الجنس،  الفقر، والتمييز بين الجنسين، وعدم كفاية الوصول إلى التعليم، والصراع والكوارث الطبيعية، حيث تدفع هذه العوامل النساء إلى ترك المنزل بحثًا عن الفرص، وهذا يعرضهن لخطر الوقوع فريسة للمتاجرين بالبشر الذين غالبًا ما يستخدمون العنف والمخططات -مثل الوظائف المزيفة والفرص التعليمية- لخداع الضحايا.

ووجدت النساء المهاجرات، اللواتي يتم الاتجار بهن من دول أمريكا الجنوبية المجاورة، أنفسهن في "ترينيداد وتوباغو" يتعرضن للإيذاء الجنسي والجسدي والعقلي، وفي بعض الحالات، سجن.

تقول رئيسة مكتب المنظمة الدولية للهجرة في ترينيداد وتوباغو، جويل علي: "بينما أظهرت الحكومة التزامها بمعالجة هذه القضية، يجب أن تكون هناك زيادة في جهودها للتحقيق مع المتاجرين بالبشر ومقاضاتهم، والأهم من ذلك، إدانتهم".

وأضافت: "ستواصل المنظمة الدولية للهجرة التعاون مع شركائها، لتطبيق ومشاركة أفضل الممارسات، بالإضافة إلى أن تكون مبتكرة في حلولها لتوفير الحماية والمساعدة لضحايا الاتجار".

وتشجع المنظمة الدولية للهجرة الضحايا على طلب المساعدة، وتقول إن العديد من ضحايا الاتجار يعانون في صمت لأنه لم يتم التعرف عليهم رسميا، مثل حالة "مانويلا" التي تم تغيير اسمها وحذفت بعض تفاصيل قصتها لحماية هويتها.

وتقول جويل علي: "معظم الضحايا من الأجانب، وبسبب ذلك، يواجهون حواجز لغوية وثقافية، فضلاً عن قضايا أخرى، مثل نقص الوثائق التي تصبح عقبة أمام الوصول إلى الخدمات النفسية".

وتقول "مانويلا": "هناك حاجة لمزيد من فرص العمل والمزيد من الوصول إلى الدعم النفسي لأن الكثير من النساء في نفس الموقف ويحتجن إلى مساعدة نفسية للعمل من خلال كل هذه الصعوبات من أجل البقاء على قيد الحياة".

وتلعب وكالات مثل المنظمة الدولية للهجرة دورًا حاسمًا في مساعدة المهاجرين الذين يكافحون للبقاء، حيث تقدم المنظمة مجموعة متنوعة من الدعم للناجين من الاتجار بالبشر، بما في ذلك الإقامة والمساعدة في حالات الطوارئ والخدمات الصحية الطبية والتدريب المهني والدعم النفسي والاجتماعي.

وتقول "مانويلا": "الرواتب التي نتقاضاها كمهاجرين غالبًا ما تكون أقل من الحد الأدنى للأجور، وبالتالي يصعب الوفاء بتكلفة المعيشة، لذلك يُحدث الدعم فرقًا لأنني إذا حصلت على إيجار أو دعم غذائي، يمكنني استخدام الأموال المتبقية لأطفالي".

تضيف "مانويلا": "المُتّجِرون، الذين عرّضوني للاعتداء الجسدي والنفسي ما زالوا طلقاء، أريد أن يعرفوا أنني نجوت.

وتقول: "كيف يمكنك أن تشعر بالراحة في قلبك، وأنت تعلم أنك تعيش حياة من معاناة النساء الأخريات؟".. "أريد أن أكون قادرة على الدراسة وأن أفعل المزيد في حياتي للحصول على إمكانيات حقيقية"، "أما أولادي، فأريدهم أن يصبحوا أشخاصًا صالحين وأن يتمتعوا بحياة أفضل".

 


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية