الجفاف يقضي على مصدر دخل آلاف الصوماليين مسبباً أزمة غذائية حادة

الجفاف يقضي على مصدر دخل آلاف الصوماليين مسبباً أزمة غذائية حادة

وجد تقييم لمنظمة "إنقاذ الطفولة" أجري في نوفمبر 2021، وغطّى 15 من أصل 18 منطقة في الصومال، أن ما يقرب من 60٪ من الأسر المقيمة فقد شخصٌ واحدٌ على الأقل في عائلته مصدر دخله إلى حد كبير بسبب نفوق الماشية وأن أكثر من ثلث الأسر تضمنت شخصًا واحدًا على الأقل بدون طعام على مدار 24 ساعة نتيجة أزمة الجفاف التي تمر بها البلاد.

ووفقا لبيان نشره الموقع الرسمي لمنظمة "إنقاذ الطفولة"، اليوم الخميس، كشف التقييم الذي تم لأكثر من 12 ألف شخص من 15 منطقة في جميع أنحاء الصومال، أن 70٪ من الأسر لا تملك ما يكفي من الطعام، كما كشف نفوق ما يقرب من 700 ألف من الإبل والماعز والأغنام والماشية لأسباب مرتبطة بالجفاف على مدى شهرين.

ويشهد الصومال أسوأ أزمة جفاف منذ عقد، حيث يعاني الملايين من الجوع ويجبرون على ترك منازلهم بحثًا عن الطعام والماء، وبحسب "إنقاذ الطفولة"، أصبح التأثير على العائلات أكثر حدة هذا الموسم بسبب نتيجة موجات الجفاف المتعددة والممتدة في تتابع سريع، وتدهور الوضع الأمني، وانتشار الجراد الصحراوي، وارتفاع أسعار المواد الغذائية، وانخفاض التحويلات المالية، وقلة الأموال التي خصصها المانحون للاستجابة للأزمة.

وقال مدير منظمة إنقاذ الطفولة في الصومال، محمود محمد: "المانحون لديهم نافذة ضيقة لمنع وقوع كارثة إنسانية كبرى في الصومال، لقد فشلنا في عام 2011، وحققنا مكاسب في 2016/2017، ويبدو الآن أننا نعود إلى حيث بدأنا، نحن قلقون من أننا سنعود إلى الوراء، إلى وضع عام 2011، حيث لقي مئات الآلاف من الأشخاص حتفهم".

وأضاف: "نحن قلقون من أن البيئة السياسية على مستوى العالم تلقي بظلالها على المعاناة الإنسانية للشعب الصومالي.. هناك الكثير من الجوع وحاجة ماسة.. الجاني النهائي هو تغير المناخ، لطالما عانى الصومال من حالات الجفاف، والصوماليون يعرفون دائمًا كيفية التعامل معها، فهم يعانون، ويفقدون الماشية، ويحسبون خسائرهم، ثم يتعافون، لكن الفجوات بين فترات الجفاف تتقلص الآن. إنها حلقة قاتلة وهي تسرق مستقبل الأطفال الصوماليين".

يذكر أنه في أزمة الجفاف 2011/ 2012، عندما أعلنت الأمم المتحدة المجاعة في الصومال، كان 3.7 مليون شخص يعانون مستويات أزمة انعدام الأمن الغذائي، وأدت الاستجابة العالمية البطيئة للإنذارات المبكرة لتلك المجاعة إلى وفاة ما لا يقل عن 260 ألف شخص، نصفهم دون سن السادسة، من الجوع والظروف ذات الصلة في جميع أنحاء القرن الأفريقي، وبحلول نهاية الأزمة، لم يلب المانحون سوى 56٪ من نداء الأمم المتحدة للتمويل الذي تم إعداده لتلبية الاحتياجات الهائلة في الصومال.

وفي أزمة الجفاف 2016/ 2017، واجه أكثر من 2.9 مليون شخص انعدام الأمن الغذائي من مستوى الأزمة إلى مستوى الطوارئ، و أدت الاستجابة العالمية الأسرع والأكثر موضوعية إلى إنقاذ الأرواح، وبحلول نهاية الأزمة، تمت تلبية 68٪ من نداء الأمم المتحدة الجديد للتمويل من قبل المانحين.

وتُظهر أحدث توقعات الأمن الغذائي هذا العام أن 4.6 مليون صومالي سيواجهون أزمة انعدام الأمن الغذائي على مستوى الطوارئ (3 أو أسوأ)  في الفترة من فبراير إلى مايو 2022، والأهم من ذلك، أن الجهات المانحة استجابت بنسبة 2.3٪ فقط من القيمة المالية التى حددها نداء الأمم المتحدة لمواجهة الأزمة الإنسانية الحادة.


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية