الصحافة النسائية الإيطالية تنتقد موقف أوروبا من الحجاب والإسلاموفوبيا

الصحافة النسائية الإيطالية تنتقد موقف أوروبا من الحجاب والإسلاموفوبيا

يأتي الجدل المثار حاليا حول مشروع القانون الذي يمنع ممارسة الرياضة بالحجاب، ومظاهرات نساء محجبات لرفض هذا المشروع، ليفتح من جديد ملف تعامل فرنسا مع مسلميها، الذين يشكلون حوالي 5% من إجمالي عدد السكان كما يعد الإسلام الدين الثاني في فرنسا، وهي القضية الشائكة التي تنتشر في كل أوروبا، ومنها إيطاليا.

لذلك اهتمت وسائل الإعلام الإيطالية بتغطية ما يجري على الأراضي الفرنسية، ومنها الصحافة النسائية التي ابتعدت عن الحيادية واتخذت موقفا واضحا ينتقد طريقة تعامل فرنسا والقارة العجوز كلها مع المسلمين، وتساءلت مجلة "إيل" في نسختها الإيطالية حول ظاهرة الإسلاموفوبيا وتعامل الأحزاب والسياسيين معها.

وأوضحت المجلة الشهيرة أنه في الوقت الذي نطالب المسلمين بالاندماج في المجتمعات الغربية، نجد على الطرف الآخر تعنتاً وحالة من عدم تسامح بعض الدول الأوروبية تجاه حرية العقيدة، وهو ما يتجلى داخل فرنسا، التي كانت أول دولة تفرض الحظر على ارتداء الحجاب في المدارس والكليات منذ عام 2004، ثم قانون حظر النقاب في الأماكن العامة منذ عام 2010.

وحاليا تسعى لفرض مشروع قانون يمنع الرياضيات من المشاركة في المسابقات وهن مرتديات الحجاب، وكل ذلك تحت شعار الحفاظ على مبادئ علمانية الدولة.

وتنتقل المجلة إلى بريطانيا العظمى، وتشير إلى أنه رغم التعددية الثقافية البريطانية لكن في الواقع كل فئة تعيش في عوالم منفصلة، فلدينا عمدة أغنى وأهم مدينة في العالم، لندن، صادق خان الذي ينتمي لحزب العمال وهو بعيد كل البعد عن التطرف وصاحب ملامح هادئة، لذلك كان أول مسلم يتولى منصب عمدة مدينة في الاتحاد الأوروبي، عندما انتخب عام 2016.

لكن على الجانب الآخر لدينا النائبة البريطانية في حزب المحافظين، نصرت غني، التي أعلنت من قبل أن السبب وراء إقالتها من الوزارة هو كونها مسلمة وأكدت أن من أخبرها بذلك هو مسؤول عن الانضباط البرلماني، وصرحت وزيرة النقل السابقة أنها التزمت الصمت حفاظا على حياتها المهنية وسمعتها، وفقاً للتحذيرات التي تلقتها بعد التعديل الوزاري، وعلقت المجلة أن هذه الاتهامات أعادت إشعال الجدل حول ما إذا كان حزب المحافظين البريطاني مؤسسة معادية للإسلام.

ونقلت المجلة عن نائبة حزب العمال ووزيرة حكومة الظل للصحة العقلية، روزينا ألين خان، حوارها حول ما روته عن حياتها ومحاولات البعض إقناعها بالتخلي عن دينها وأنه ليس هناك فرصة لدخول مجال السياسة إذا كانت مسلمة، لكنها قالت إنها فخورة بتراثها وعائلتها، وأكدت أن طريقة التغلب على هذا النوع من الكراهية ضد المسلمين هي التركيز على الإيجابيات ومحاولة الاستمرار في تقديم نموذج للتكامل والتعايش معا.

وفي النهاية علقت المجلة الإيطالية أن وضع البلد لا يختلف كثيرا عن وضع جيرانه، بل ربما يكون أسوأ من حيث انخراط المسلمين في السياسة والأحزاب الإيطالية.

أما مجلة "Io donna" فقد ابتعدت عن السياسة ونظرت لموضوع الحجاب نظرة إنسانية، تتعلق بحقوق المرأة، وكما كتبت المجلة "المشكلة ليست في الحجاب أو الجوارب الطويلة لممارسة الرياضة بل في حرية الاختيار أو عدم القدرة على اللعب بحرية".

وأضافت المجلة أن الأمر لا ينطبق فقط على المهاجرين وأبناء المهاجرين الذين يعيشون في أوروبا ولكن أيضا على اللاجئات اللاتي يبحثن عن الأمان وعيش حياة طبيعية يشعرن فيها بالمتعة وفي نفس الوقت احترام مفاهيمهن ومعتقداتهن الدينية، فلم يعد عليهن الاختباء أو تغيير هويتهن بعد الآن، طبقا لما ذكرته المجلة الإيطالية. 

 


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية