كريستيان ساينس مونيتور: المصالحة والحوار ربما يكونان الحل لعنف الجماعات الإسلامية في إفريقيا

كريستيان ساينس مونيتور: المصالحة والحوار ربما يكونان الحل لعنف الجماعات الإسلامية في إفريقيا

في نيجيريا، تستمر التوترات بين المزارعين والرعاة، بسبب التنافس على الأرض والمياه، والتي تفاقمت بسبب النمو السكاني وتغير المناخ، وتحظى تلك المناوشات باهتمام أقل من حركات الجماعات الإسلامية المتطرفة في المنطقة، ومع ذلك، يتسببون في خسائر أكبر من خلال عمليات القتل والاضطرابات في القرى، وذلك بحسب معهد الولايات المتحدة للسلام "USIP" وقد يكونون أيضًا أحد مفاتيح إحلال السلام في المنطقة.

 

الحوار والمصالحة: 

وفي ولايتين نيجيريتين على الأقل، تعمل وكالات السلام المحلية بهدوء مع الزعماء التقليديين لإعادة تشكيل المجتمعات معًا، وبدلاً من توفير الأمن عن طريق القوة العسكرية، فإنهم يبنون ما يسميه الوسيط في ولاية كادونا "جوا من التفاهم" من خلال الحوار والمصالحة، وتُظهر نجاحاتهم طريقًا للمضي قدمًا في الجهود المبذولة لقمع جماعات مثل "بوكو حرام" وتنظيم “داعش” وفقا لـ كريستيان ساينس مونيتور.

 ولأكثر من عقد من الزمان، وقعت القرى الواقعة عبر الشريط السفلي من الصحراء الكبرى والتي تسمى منطقة الساحل في مرمى النيران بين الجماعات المتطرفة، والقوات العسكرية التي تقاتلها، وكانت المدارس أهدافًا رئيسية للجهاديين الباحثين عن زوجات ومجندين، لكن المدنيين تعرضوا أيضًا للعنف من قبل أولئك الذين كان من المفترض أن يقوموا بحمايتهم، وفقًا لجماعات حقوق الإنسان، ورغم وجود 12 ألف جندي من قوات الأمم المتحدة وآلاف القوات الأمريكية والأوروبية، استمرت المشكلة في الانتشار.

 

فشل القوات الدولية في احتواء التطرف في مالي

وأدت تلك الاضطرابات في المجتمعات إلى خلق ظروف جعلت الناس، وخاصة الشباب، أكثر عرضة للتطرف، كما تسببت في أزمة إيمان بالديمقراطية، وفي مالي -على سبيل المثال- أدى فشل القوات الدولية في احتواء التطرف إلى تحول الرأي العام لصالح المجلس العسكري الحاكم على الرغم من أن 75٪ من الناس يقولون إنهم يفضلون الديمقراطية، وفقًا لاستطلاع أجرته مؤسسة أفروباروميتر، كما تفاقمت الأزمة في قمة زعماء أوروبيين وأفارقة في فرنسا مؤخرا، حيث أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنه سيسحب 4 آلاف و600 جندي فرنسي متمركزين في مالي في إطار عملية دولية لمكافحة الإرهاب.

 ووصف المعارضون هذا الإجراء بأنه اعتراف بالفشل، فقد كان لفرنسا قوات في مالي لمحاربة الجماعات المتطرفة منذ عام 2013، لكن ماكرون قال إنه لم يعد بإمكانه الوقوف مع من أسماهم بـ"سلطات الأمر الواقع" التي تبنت مؤخرًا وصول نحو 800 من المرتزقة الروس، كما سحبت الدنمارك وألمانيا والنرويج دعمها العسكري، ووقف القادة الأفارقة في القمة إلى جانب ماكرون، ما عكس معارضتهم للمجلس العسكري في مالي، واقتناعًا مشتركًا بأن الفوضى من خلال الحكم العسكري ليست الرد على الخروج على القانون.

 

مبادرات السلام توجد أرضية مشتركة للحوار

وبالعودة إلى نيجيريا، قد يكون لدى المجتمعات التي تستجيب للنزاع العرقي والديني من الداخل جزء من الإجابة، فمبادرات السلام مثل تلك التي تجمع الرعاة والمزارعين معًا هي أداة تستحق التطبيق في أماكن أخرى لتقوية الديمقراطيات ضد العنف والتطرف، وبحسب معهد السلام الامريكي، فإن التفاوض يبدأ ببطء، ويجتمع الوسطاء الذين ترعاهم الدولة، مع الزعماء التقليديين للبدء في نزع فتيل الأزمة، وتدريجيا يشارك الآخرون، ويساعد سرد قصص المشاركين على إيجاد أرضية مشتركة للحوار. 

 

وأسفر عقد من محاربة الجماعات المتطرفة في غرب إفريقيا عن مقتل الآلاف وتشريد الملايين من ديارهم، بينما يعيد القادة الغربيون والإفريقيون تقييم النهج العسكري لمكافحة الإرهاب، ويظهر الناس في المجتمعات التي اجتاحها هذا العنف أنه يمكن التغلب على الانقسامات القائمة على الهوية، وذلك من خلال استعادة الثقة والاحترام، فإنهم يتعلمون كيفية وضع أسلحتهم جانبا.


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية