"عفاف" طفلة فلسطينية تشارك في أنشطة "الأونروا" للتغلب على التوتر

"عفاف" طفلة فلسطينية تشارك في أنشطة "الأونروا" للتغلب على التوتر
عفاف صباح

تقول عفاف صباح، وهي طفلة فلسطينية تبلغ من العمر 13 عامًا في مدرسة الأونروا الإعدادية "أ" في غزة: "اكتشفت أنه يمكنني الرسم عندما بقيت في المنزل أثناء إغلاق COVID-19، كان هناك وقت فراغ أردت أن أملأه بالرسم".

ونقلت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" عن "عفاف": "وجدت نفسي أرسم، ولكن لم أستطع إخبار أي شخص أو إظهار رسوماتي لأي شخص، حتى عائلتي".

عفاف هي واحدة من آلاف أطفال فلسطين الذين عانوا عواقب 15 عامًا من الحصار، ووباء COVID-19 وتأثيره على التعليم، ودورات العنف المتكررة في غزة، وآخرها الأعمال العدائية في مايو 2021 والتي تعد الأشد منذ عام 2014.

وعانت "عفاف" صدمة نفسية بسبب الضغوط الاجتماعية والاقتصادية والمالية القائمة التي يعيشها الفلسطينيون، وخاصة بالنسبة للأطفال، حيث يحتاج حوالي 25% من الأطفال في غزة إلى الدعم النفسي.

وعلى الرغم من كل هذا، تبذل عفاف قصارى جهدها للحفاظ على التميز الأكاديمي وهي من بين الأفضل في فصلها، بدأت رحلتها نحو الفن أثناء إغلاق COVID-19 عندما اضطرت للبقاء في المنزل مع عائلتها.

تقول "عفاف": "خلال نزاع مايو 2021، شعرت أنني أريد أن أضع كل مشاعري في الرسم".

وعلقت معلمة الفن مريم المصري قائلة: "لاحظت أن خطوطها قوية وأنها تدمج الأفكار في فنها، ومع ذلك، فهي لا تثق بعد في مشاركة لوحاتها مع الآخرين، ولهذا السبب اقترحت مشاركتها في أنشطة الأونروا لما بعد المدرسة، حيث يمكن أن تساعد في تطوير موهبتها وتقوية ثقتها بنفسها".

وانضمت "عفاف" بالفعل إلى مشروع أنشطة ما بعد المدرسة (ASA) لبرنامج الصحة العقلية والخدمات النفسية والاجتماعية (MHPSS)، الذي تم تطويره من قبل متخصصين في التعليم والصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي، استجابة للحاجة المتزايدة للصحة العقلية والدعم النفسي والاجتماعي في غزة.

وتم تنفيذ ASA بنجاح خلال النصف الأول من العام الدراسي 2021/2022، واستهدف ما مجموعه 3280 طفلاً ممن طوروا مشاكل نفسية واجتماعية عبر 77 مدرسة تابعة للأونروا.

ومن بين 3280 مشاركًا سجلوا في أنشطة ما بعد المدرسة MHPSS، حضر ما مجموعه 3252 طفلا، أو ما يقرب من 94%، الأنشطة، وتحدثوا عن الأهمية الكبيرة لـ ASA.

وجعلت هذه الأنشطة عفاف تدرك أنها تريد أن تكون فنانة وساعدتها على تصور مستقبلها: "أريد أن أرسل رسالة إلى العالم من خلال فني، لأطفال غزة الحق في حياة أفضل، خالية من الصراع والعنف، كيف يمكنني الاستمتاع بطفولتي مع كل هذا العنف حولي؟ لا أحد يستطيع".

وقدمت الأونروا خدمات آمنة وشاملة مع مراعاة خصوصية وسرية الأطفال، مؤكدة أن الدعم النفسي والاجتماعي لأطفال غزة ضروري للغاية، وأنه من الحقوق الأساسية للأطفال أن يعيشوا ويتعلموا ويلعبوا في بيئة آمنة ومحفزة. 

وتمكنت "الأونروا" من الاستجابة للاحتياجات الملحة وواسعة النطاق للصحة النفسية والاحتياجات النفسية والاجتماعية لأطفال فلسطين في غزة، الذين تأثروا بشكل مباشر بالأعمال العدائية في شهر مايو، بفضل المنحة التي تلقتها من صندوق الأمم المتحدة المركزي لمواجهة الطوارئ (CERF) بقيمة 2.5 مليون دولار.

وذهب ما يقرب من 70% لدعم أنشطة الصحة العقلية والنفسية الاجتماعية بعد المدرسة، وأنشطة المدرسة الصيفية.

 


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية