في سابقة تاريخية.. الرئيس الأمريكي يعيّن قاضية سوداء في المحكمة العليا

في سابقة تاريخية.. الرئيس الأمريكي يعيّن قاضية سوداء في المحكمة العليا
كيتانجي براون جاكسون

 

أصدر الرئيس الأمريكي جو بايدن الجمعة قرارا بتعيين القاضية السمراء كيتانجي براون جاكسون، في المحكمة العليا في الولايات المتحدة، ما سيشكل سابقة تاريخية إذا تمكنت من الحصول على تأييد مجلس الشيوخ لتثبيتها في هذا المنصب.

وستحل جاكسون محل القاضي ستيفن براير الذي يحال إلى التقاعد في نهاية يونيو، لتكون عضوا في أعلى هيئة قضائية أمريكية مؤلفة من 6 أعضاء محافظين (بينهم امرأة) و3 تقدميين كلهن نساء.

 

قاضية استثنائية

وغرد جو بايدن قائلا: "إنها واحدة من ألمع العقول القانونية في أمتنا، وستكون قاضية استثنائية"، ثم قدّم القاضية في البيت الأبيض مشيدا "بمؤهلاتها الاستثنائية"، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.

وقال الرئيس الأمريكي "لفترة طويلة جدا، لم تكن حكوماتنا ومحاكمنا تشبه أمريكا، أعتقد أنه آن الأوان لكي تكون لدينا محكمة تعكس كل مواهب وعظمة أمتنا مع مرشحة تملك مؤهلات استثنائية"، مشيدا بعملها في القطاعين الفيدرالي والخاص.

 

مصدر إلهام للنساء السود

من جهته قال الرئيس الأسبق باراك أوباما إن "القاضية جاكسون تشكل مصدر إلهام للنساء السود، مثل ابنتي، يتيح لهن الطموح بأهداف أعلى".

ويعد تعيين جاكسون هو الأول للرئيس الأمريكي بايدن في المحكمة العليا، المؤلفة من 9 قضاة ومهمتها السهر على دستورية القوانين وحسم النقاشات المهمة في المجتمع الأمريكي.

 

يسار راديكالي

اختيار بايدن لخريجة هارفارد كان نقطة اعتراض بالنسبة لبعض الجمهوريين الذين نددوا بالتمثيل المفرط لقضاة من خريجي جامعات خاصة في مقدمها "آيفي ليغ" و"هارفرد" و"يال"، في المحكمة العليا.

وانتقد زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل، تعيين جاكسون قائلا: "إن القاضية جاكسون هي الخيار المفضل للمصالح المالية القاتمة لأقصى اليسار".

وانتقد السيناتور عن كارولاينا الجنوبية ليندسي غراهام الجمعة قائلا "فرع يال-هارفرد للمحكمة العليا لا يزال يعمل بشكل كامل"، ملمحا إلى أن هذا الأمر يخلق هيئة من النخب منفصلة عن واقع الحياة الحقيقية في أمريكا.

واعتبر أن الرئيس بايدن رضخ أمام "اليسار الراديكالي".

يأتي اختيار القاضية جاكسون فرصة لإدارة  الرئيس الأمريكي بايدن كي تثبت للناخبين السود الذين أنقذوا حملته للانتخابات التمهيدية في 2020، أن بإمكانه تنفيذ وعوده لهم في أعقاب الهزيمة الأخيرة للتشريع المتعلق بحقوق التصويت.

وفق استطلاع أجرته شبكة "سي بي إس" ونشرت نتائجه الأسبوع الماضي، فإن الأمريكيين السود من أهم داعمي بايدن.

وكان بايدن وعد خلال حملته الانتخابية في العام 2020 بأن يُعيّن قاضية سوداء في المحكمة الأمريكية العليا.

وعلى مدى 232 عاما من وجودها، لم تضم المحكمة العليا في الولايات المتحدة في صفوفها إلا قاضيين من السود أحدهما كلارنس توماس الذي عينه الرئيس الأسبق جورج بوش الأب ولا يزال عضوا في المحكمة.

 

كيتانجي براون جاكسون

نشأت كيتانجي براون جاكسون وهي أم لابنتين في فلوريدا ومتزوجة من جراح مشهور، حائزة شهادة من كلية الحقوق في جامعة هارفرد العريقة.

تمتلك الخبيرة القانونية اللامعة صاحبة الـ51 عاما، خبرة واسعة في النظام الجنائي، وفي حين أن غالبية القضاة على هذا المستوى يتميزون كمدعين، فإن جاكسون عملت إلى جانب متهمين، حيث عملت على مدى عامين كمحامية في خدمة المساعدات القانونية في واشنطن دافعت خلالها عن متهمين ليس لديهم الإمكانات لتوكيل محامين.

وعاشت جاكسون براون جاكسون طفولة مستقرة في كنف عائلة من المعلمين في فلوريدا، عاد والدها بعد ذلك إلى كلية الحقوق وأصبح محاميا في مجلس إدارة المدرسة، فيما رقيت والدتها إلى منصب مديرة.

فازت جاكسون بمسابقة الخطابة حين كانت في المدرسة الثانوية، ثم دخلت جامعة هارفرد العريقة واكتسبت خبرات في القطاعين العام والخاص، وعملت كمساعدة للقاضي براير.

في 2013، عينها الرئيس الديمقراطي باراك أوباما، قاضية فيدرالية في واشنطن.

 


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية