في ظل تتالي الأزمات المتشعبة، التي تُثقل كاهل غالبية السكان في لبنان وتغرقهم في براثن العوز الشديد، أطلق قطاع التغذية في لبنان نتائج مسح جديد حول التغذية، جرى على مستوى البلاد.

وأظهرت نتائج البحث، الذي شمل النساء والأطفال دون سن الخامسة، سوء التغذية الشديد في البلاد، وانعدام الأمن الغذائي، وسوء الممارسات الصحية والتغذوية المعتمدة، والافتقار إلى الوصول إلى خدمات نوعية. 

وشارك في البحث كل من اليونيسف ووزارة الصحة العامة بالتعاون مع فريق "سمارت" التابع لمنظمة العمل ضد الجوع بكندا، واشتمل البحث على عشرة استطلاعات في الفترة من يوليو إلى سبتمبر 2021. 

واستهدف المسح الوطني المحافظات الثماني، ومخيمين للاجئين السوريين والفلسطينيين، وكان الهدف الرئيسي للمسح هو تحديد حالة تغذية الأمهات والأطفال دون سن الخامسة.

وضم المسح مجموعة من الأهداف المحددة منها: تقدير انتشار سوء التغذية الحاد (الوزن مقابل الطول)، وتقدير انتشار التقزم، وتقدير انتشار نقص الوزن، وتقدير نسبة الأطفال من سن 0-59 شهرًا الذين تلقوا لقاحات تحتوي على لقاحات ضد شلل الأطفال والحصبة.

استندت أدوات جمع البيانات إلى المبادئ التوجيهية الوطنية والعالمية ووافقت عليها اللجنة الفنية للبحث، وتم استخدام استبيان SMART القياسي في مجموعة ODK في الأجهزة اللوحية لجمع البيانات في 8 مناطق، بينما تم استخدام الاستبيان ذي النسخة المطبوعة في طبقتين (الجنوبية والنبطية).

وتقدر الأمم المتحدة أن 78% من اللبنانيين يعيشون تحت خط الفقر، وأن 36% من السكان يعيشون في فقر مدقع، ويبلغ متوسط هذا المبلغ بين الأسر الفقيرة 700 ألف ليرة لبنانية شهريًا، وحتى أكثر من مليون ليرة لبنانية شهريًا.

يعاني لبنان تداعيات أزمة مالية نتج عنها العديد من الأزمات، وقد شهد الفترة الماضية تدهورا في قيمة العملة اللبنانية، انخفضت معه إلى أكثر من تسعين بالمئة، وهو ما أدى بدوره إلى ارتفاعات هائلة في الأسعار، وتدهور في القوة الشرائية، وبحسب مرصد الأزمات في الجامعة الأمريكية ببيروت، فإن تكلفة الغذاء قفزت بنسبة 700% في العامين الماضيين، بالنسبة للمواطنين اللبنانيين، الذين تعيش نسبة 78% منهم حاليا تحت خط الفقر، في مقابل أقل من 30% قبل الأزمة، بحسب تقديرات الأمم المتحدة.