عشرات الضحايا يتساقطون في البحر خلال 2021.. هنا ترقد أرواح مهاجرين حلموا بغد أفضل

عشرات الضحايا يتساقطون في البحر خلال 2021.. هنا ترقد أرواح مهاجرين حلموا بغد أفضل

 

 

قبل نهاية عام 2021 المرير على المهاجرين المتجهين إلى مناطق أكثر أمناً عبر البحار بأيام قليلة، أعلنت السلطات الفرنسية، أنّها أنقذت قبالة مضيق “با دو كاليه” في بحر المانش، 138 مهاجراً أبحروا على متن قوارب متهالكة من ساحل البلاد الشمالي.

 

المسافة بين ميناء دوفر الإنجليزي وكالاي الفرنسي الذي يعبر منه المهاجرون تزيد قليلاً على 20 ميلاً، لذا لا توجد مياه دولية عند نهاية بحر المانش، والذي يعد أحد أبرز طرق الهجرة البحرية غير الشرعية، والتي التهمت أرواح العشرات خلال عا 2021.

 

نجاة المهاجرين من الموت المحقق سلطت الضوء مجدداً على ما يتعرض له هؤلاء البشر في طريقهم للهجرة بحثاً عن غد أفضل، حيث يمتطون قوارب متهالكة، ولا يبالون بما قد يواجهون من مخاطر في سبيل الوصول إلى مبتغاهم.

 

المخاطرة بعبور المانش

ورغم المخاطر الجمة والجهود الفرنسية البريطانية الساعية لوقف محاولات المهاجرين غير الشرعية لعبور بحر المانش، إلا أن المحاولات لا تزال مستمرة، والضحايا يتساقطون في مياه البحر، تاركين هموماً كثيرة كانت على عاتقهم، ومفارقين أحلاماً أكثر كانت مرسومة في أذهانهم.

 

ففي الأسبوع الأخير من شهر نوفمبر الماضي، لقي ما لا يقل عن 27 مهاجراً مصرعهم، إثر غرق قاربهم في بحر المانش أثناء محاولتهم الوصول إلى إنجلترا، انطلاقاً من سواحل فرنسا الشمالية، بحسب أرقام الشرطة الفرنسية.

 

وقامت أعداد قياسية من المهاجرين بهذه الرحلة الخطرة من فرنسا إلى بريطانيا عبر قناة المانش في قوارب صغيرة هذا العام، وأدت عمليات العبور إلى توتر العلاقة المشحونة بالأساس بين فرنسا وبريطانيا، وتبادلت الدولتان الاتهامات بعد مأساة نوفمبر التي راح ضحيتها ما يقرب من 30 لاجئاً.

 

وسجلت محافظة كاليه البحرية منذ بداية العام 31,500 محاولة عبور إلى إنجلترا، فيما تم إنقاذ 7800 مهاجر،وأسفرت محاولات العبور هذه عن مقتل أو فقد ما لا يقل عن 40 مهاجراً منذ الأول من يناير.

 

وتتدفق أعداد قياسية من المهاجرين الذين يعبرون الحدود من فرنسا إلى إنجلترا، وقام أكثر من 25700 شخص برحلة خطرة إلى المملكة المتحدة على متن قوارب صغيرة هذا العام، أي أكثر من 3 أضعاف العدد الإجمالي لعام 2020.

 

وتتفاوت الأعداد من شهر لآخر، ولكن في نوفمبر 2021، عبر أكثر من 1000 شخص القنال في يوم واحد، وكانت هذه المرة الأولى التي يحدث فيها ذلك الرقم القياسي.

 

ويعد مضيق دوفر أكثر ممرات النقل البحري زحاماً في العالم، وقد أودى بحياة العديد من الأشخاص الذين حاولوا العبور إلى إنجلترا في قوارب مطاطية ومراكب صغيرة ومتهالكة.

 

وبموجب القانون الدولي، يحق لأي شخص طلب اللجوء في أي بلد يصل إليه، ولكن لا يُشترط أن يطلب اللجوء في أول بلد آمن تصل إليه أقدامه.

 

ويسمح قانون الاتحاد الأوروبي المعروف بقانون “دبلن الثالث”، بإعادة طالبي اللجوء إلى أول دولة عضو في الاتحاد يثبت أن الشخص دخل للاتحاد من خلالها، ليتم ترحيله فيما بعد إلى بلده الأصلي أو يبقى فيها.

 

 

مهاجرون عبر ليبيا

 

في السابع والعشرين من يوليو الماضي، غرق ما لا يقل عن 57 مهاجراًكانوا في طريقهمإلى أوروبا عبر البحر المتوسط، قبالة سواحل ليبيا، بحسب المنظمة الدولية للهجرة.

 

وتعد ليبيا نقطة عبور مهمة لعشرات الآلاف من المهاجرين الذين يسعون كل عام إلى بلوغ أوروبا عبر السواحل الإيطالية، والتي تبعد بنحو 300 كم من السواحل الليبية.

 

وقالت المنظمة في منتصف يوليو الماضي، إن عدد المهاجرين الذين قضوا في البحر المتوسط أثناء محاولتهم الوصول إلى أوروبا، ازداد أكثر من الضعف خلال 2021، وناهز 900 شخص.

 

من جانبهم، أعاد خفر السواحل الليبيون أكثر من 13 ألف شخص إلى ليبيا في النصف الأول من عام 2021، الأمر الذي يتجاوز الحصيلة الكاملة لعام 2020، بحسب المفوضية العليا للاجئين بالأمم المتحدة.

 

وباستمرار تندد منظمات حقوقية ووكالات أممية بإعادة مهاجرين تم اعتراضهم في البحر المتوسط إلى ليبيا، وذلك بالنظر للظروف الصعبة في مراكز الإيواء التي يتم إيداعهم فيها.

 

 

الهجرة عبر تونس

 

وقعت عدة حوادث غرق في عام 2021 قبالة سواحل تونس، حيث ارتفعت محاولات العبور لأوروبا عبر من تونس باتجاه إيطاليا مع تحسن حالة الجو واستقرار مياه البحر المتوسط.

 

وأقدم مئات الآلاف من المهاجرين، على خوض رحلة عبور البحر المتوسط المحفوفة بالمخاطر في السنوات القليلة الماضية ومنهم كثيرون حاولوا الفرار من الفقر والصراعات في إفريقيا والشرق الأوسط.

 

كانت أعداد المهاجرين المتجهين إلى إيطاليا تراجعت في السنوات الأخيرة بسبب مخاطرها والتشديدات الأمنية لمنع الهجرة غير الشرعية، لكنها زادت مرة أخرى في عام 2021، بحسب وكالة “رويترز” للأنباء.

 

وتعد إيطاليا واحدة من الوجهات الرئيسية التي يحلم المهاجرون بالدخول إلى أوروبا من خلالها، ووصل ما يقارب 19800 مهاجر منذ بداية عام 2021، مقابل 6700 خلال الفترة نفسها من عام 2020، حسبما ذكرت أرقام وزارة الداخلية الإيطالية.

 

 

البابا فرنسيس يصف البحر المتوسط بالمقبرة

 

وخلال فعالية أقيمت في شهر يونيو الماضي، لإحياء ذكرى مهاجرين غرقوا أثناء محاولتهم الوصول إلى القارة العجوز،قالبابا الفاتيكان، البابا فرانسيس إن البحر المتوسط تحول إلى “مقبرة في أوروبا”.

 

وقال البابا فرنسيس، إن غرق 500 مهاجر كانوا في طريقهم من ليبيا إلى إيطاليا عام 2015، يرمز لعدد كبير من المآسي في البحر المتوسط، وسيبقى يسائل ضمير كل منا ويشجع على ظهور إنسانية أكثر وحدة تتصدى لذلك التجاهل”.

 

وللبحث عن حياة أفضل في أوروبا، يخاطر آلاف الأشخاص من شمال إفريقيا سنوياً من خلال البحر المتوسط في رحلات مليئة بالمخاطر، وعادة ما تكون في قوارب متهالكة ومكتظة بالمهاجرين، يديرها عدد من المهربين مقابل المال.


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية