حذرت المنظمات الاقتصادية الدولية الكبرى، بينها البنك الدولي وصندوق النقد الدولي وبنك الاستثمار الأوروبي والبنك الأوروبي لإعادة البناء والتنمية، من تبعات سلبية "واسعة النطاق" للحرب الروسية الأوكرانية على الاقتصاد العالمي.

وأعربت المنظمات في بيان مشترك عن "قلقها الشديد" حيال الحرب في أوكرانيا، موضحة أنها اجتمعت الخميس الماضي لبحث وطأتها والرد الجماعي الواجب عليها.

وذكرت المؤسسات الموقعة أنه "إلى جانب الكارثة الإنسانية المدمرة في أوكرانيا، فإن الحرب تبلبل سبل المعيشة في المنطقة وما بعدها".

وأوضحت أن الحرب تحد من إمدادات الطاقة والمواد الغذائية وتتسبب بارتفاع الأسعار وزيادة الفقر، ما "سيضر بالانتعاش الاقتصادي في مرحلة ما بعد الوباء في العالم".

وأشار البيان إلى أن الاقتصاد العالمي برمته سيشعر بالتبعات من خلال نمو أبطأ وبلبلة في المبادلات التجارية، وسيكون الأكثر فقرا وهشاشة الأكثر تضررا، مؤكدا أن دول جوار أوكرانيا ستعاني بصورة خاصة من بلبلة التجارة وسلاسل الإمداد وستواجه موجات لجوء.

وستطال الأضرار الأسواق المالية حيث سينعكس غموض الآفاق على أسعار الأصول وسيتسبب بتشديد الشروط المالية، وقد يؤدي حتى إلى تدفق رساميل خارج الأسواق الناشئة.

ونوه البيان بالتدابير المتخذة حتى الآن، حيث قدمت رزمة مساعدات بقيمة ملياري يورو (2 مليار و214 مليون دولار) من البنك الأوروبي لإعادة البناء والتنمية يغطي بصورة خاصة أمن الطاقة والأمن النووي، ورصد 668 مليون يورو (740 ملين دولار) من بنك الاستثمار الأوروبي، ومساعدة طارئة بقيمة 1,4 مليار دولار من صندوق النقد الدولي، و925 مليون دولار من البنك الدولي.

دخلت الحرب الروسية الأوكرانية، يومها الرابع والعشرين على التوالي، اليوم السبت، حيث قتل آلاف الجنود من الطرفين وشرد أكثر من 3 ملايين من الجانب الأوكراني، وذلك منذ بدء العمليات الروسية على الأراضي الأوكرانية في 24 فبراير الماضي. 

وفرضت دول عدة عقوبات اقتصادية كبيرة على موسكو طالت قيادتها وعلى رأسهم الرئيس فلاديمير بوتين، وكذلك وزير الخارجية سيرجي لافروف، فيما ردت روسيا بفرض عقوبات شخصية على عدد من القيادات الأمريكية والكندية، على رأسها الرئيس الأمريكي جو بايدن.