«لننهض، ونقف لأن نوراً قد أضاء الليلة، إنه نور لطيف يذكرنا بأننا في صغرنا نحن أبناء محبوبون، ولنبتهج معًا، لأنه لن يطفئ أحد أبداً هذا النور، الذي ومنذ هذه الليلة يسطع في العالم»، هذا ما قاله بابا الفاتيكان، البابا فرنسيس، الليلة الماضية.

وخلال عظته التي ألقاها في كاتدرائية القديس بطرس في روما مساء أمس الجمعة، للاحتفال بليلة عيد الميلاد، تحدث البابا فرنسيس عن النقاء الإنساني وضرورة صفاء النفس رغم ما نواجهه من ظروف خلال هذه الأيام، وانشغال بالحياة ومتاعبها، أو الانشغال في البحث عن أشياء أخرى قد لا تكون ذات أهمية.

وامتدح البابا فرنسيس خلال عظة فضائل التواضع، داعياً الجميع إلى استثمار ما في أيديهم والبناء عليه من أجل مستقبل أفضل، وألا نسمح بأن نبكي على النبل الذي ليس لدينا، ولنتوقف عن الشكوى، ونمنع أنفسنا عن الجشع الذي يتركنا دائماً غير راضين عن أنفسنا وعن الحياة.

وقال البابا فرنسيس، إن عيد الميلاد هو وقت يحتاج فيه كل منا إلى البحث عن الشجاعة للتخلص من دروعنا والتخلص من زخارف أدوارنا، وعلاقاتنا الاجتماعية، وبريق هذا العالم وانتهاج التواضع.

وخلال كلمته، أكد بابا الفاتيكان على ضرورة تقديم الكنيسة الدعم للفقراء، حيث قال إن الدعوة تنطوي دائماً على الإحساس بالفقراء، أولئك المحتاجين، ليس فقط للأشياء المادية ولكن للأشياء الروحية والأخلاقية والعاطفية، مشيراً إلى أن الذين يشعرون بالجوع والحاجة للخبز، والذين يشعرون بالجوع والحاجة للمعنى أو الهدف أيضاً هم فقراء.

وقال البابا فرنسيس خلال عظة عيد الميلاد، إن الكنيسة مطالبة بدعم كل صور الفقر في العالم، نظراً لأننا جميعاً فقراء، كلنا بطريقة أو بأخرى محتاجون للدعم وللمساعدة، ولكن الكنيسة تدعم الفقراء لأننا أيضاً نحتاج إليهم، نعم نحتاج لصوتهم وحضورهم وأسئلتهم ونقدهم، نحتاج لوجودهم.

واحتفل البابا فرنسيس، البالغ 85 عاماً، بليلة عيد الميلاد، في ظل إجراءات احترازية مشددة، وفق القيود المفروضة لمكافحة جائحة كورونا للعام الثاني على التوالي، وهو ما تكهن خبراء الفاتيكان بأنه لن يجعله سعيداً بسببه.

وحضر الاحتفالات نحو 1500 من المصلين، مرتدين كمامات الاحتفال بالقداس مع مراعاتهم للتباعد الاجتماعي، حيث جلسوا حول المذبح البابوي الرئيسي ملتزمين بالإجراءات الاحترازية المفروضة لمواجهة فيروس كورونا.