"الجنائية الدولية" تبدأ أول محاكمة عن الجرائم الوحشية في دارفور

"الجنائية الدولية" تبدأ أول محاكمة عن الجرائم الوحشية في دارفور
المحكمة الجنائية الدولية

 

بدأت المحكمة الجنائية الدولية، الثلاثاء، أول محاكمة عن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في دارفور، غربي السودان، عقب نحو 20 عاما على ارتكاب أعمال عنف أودت بحياة مئات الآلاف.

وبين عامي 2003 و2004 اندلع صراع مسلح في دارفور بين متمردين والحكومة السودانية، التي ردت بحملة عنيفة من خلال تشكيل ميليشيا باسم "الجنجويد" لقمع التمرد.

وأودت أعمال العنف الدامي التي جرت إبان عهد الرئيس المعزول عمر البشير (1993-2019) إلى وقوع جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، فيما قالت منظمات محلية ودولية إنها ارتقت إلى "إبادة جماعية".

وأشارت تقديرات الأمم المتحدة إلى مقتل أكثر من 300 ألف شخص ونزوح أكثر من مليونين آخرين، خلال تلك الحملة الواسعة بالسودان.

وتنظر المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، محاكمة علي محمد علي عبدالرحمن، القائد السابق لميليشيا الجنجويد، خلال ذروة الحرب في دارفور بالسودان.

ويواجَه علي محمد علي عبدالرحمن، الشهير بلقب "علي كوشيب" بأكثر من 31 اتهاما، أبرزها جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية وتدمير ممتلكات واغتصاب النساء وشن هجمات ضد الضحايا.

وتعد هذه أول محاكمة عن الأعمال الوحشية في ولاية دارفور السودانية، عقب نحو 20 عاما على ارتكاب تلك الجرائم على نحو واسع في البلد العربي.

وللمفارقة، تتزامن المحاكمة الدولية لجرائم دارفور، مع تصاعد اقتتال قبلي عنيف في الولاية السودانية ذاتها، أسفر عن وقوع عشرات القتلى والجرحى.

وبين حين وآخر، تشهد مناطق عديدة في دارفور اقتتالا دمويا بين القبائل العربية والإفريقية، ضمن صراعات على الأرض والموارد ومسارات الرعي. 

بدوره أعلن الحقوقي المصري ناصر أمين، مدير المركز العربي لاستقلال القضاء والمحاماة، المشاركة في الجلسة الافتتاحية للمحاكمة في قضية دارفور الثلاثاء، أمام المحكمة الجنائية الدولية.

وقال أمين، عبر حسابه على موقع فيسبوك، "سوف أمثل الضحايا المشاركين في إجراءات المحاكمة، مع زميلتي ناتالي فون المحامية الألمانية كفريق واحد".

وأضاف: "ناتلي فون ستتولى كلمة فريقنا من داخل قاعة المحكمة في لاهاي، وأنا عبر الفيديو كونفرانس، ومعنا بالقطع فريق عمل رائع ومتميز".

وتابع: "سوف تستمر الجلسة الافتتاحية من 5 إلى 14 إبريل الجاري، وسوف تتولى جلسات القضية التي قد يستغرق نظرها عدة شهور أو عدة سنوات".

وأوضح ناصر: "يقتضي ذلك مني في المرحلة القادمة عدم المشاركة بالرأي في بعض الموضوعات ذات الصلة، وربما تكون مشاركتي عبر وسائل التواصل الاجتماعي قليلة بعض الشيء للانشغال في أعمال القضية".

ومضى قائلا: "عملت على هذه القضية منذ اندلاع الأحداث في عام 2003، وتمنيت أن أكون ممثلا للضحايا أمام المحكمة الجنائية الدولية، أتمنى التوفيق في القضية الأهم في حياتي، وربما قد أختم بها حياتي المهنية والحقوقية، من أجل أن يتحقق العدل والإنصاف للضحايا، ونساهم ولو جزئيا في وقف ثقافة الإفلات من العقاب".

وناتالي فون، التي ستلقي كلمة فريق الدفاع بمقر المحكمة، هي محامية بارزة من مواليد بروكسل في بلجيكا، وانتسبت إلى نقابة المحامين في برلين عام 2001، وتخصصت في الدفاع عن المتهمين في القضايا الجنائية الدولية.

ووفق بيان سابق للمحكمة الجنائية الدولية، "تفتتح القضية يوم 5 أبريل الجاري ضد علي محمد علي عبدالرحمن (علي كوشيب) أمام الدائرة الابتدائية الأولى للمحكمة الجنائية الدولية".

وأوضح البيان أن "الدائرة الابتدائية الأولى تتألف من القاضية (البريطانية) جوانا كورنر، كرئيسة المحكمة، والقاضية رين ألابيني – غانسو، والقاضية ألثيا فيوليت أليكسيس وندسور.

ونقل المتهم السوداني علي محمد علي عبدالرحمن، إلى حجز المحكمة الجنائية الدولية، في 9 يونيو 2020، بعد أن سلم نفسه طواعية في جمهورية إفريقيا الوسطى.

 


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية