الحكومة الأوكرانية تفبرك الأخبار.. والغرب يقدمها كحقيقة!

الحكومة الأوكرانية تفبرك الأخبار.. والغرب يقدمها كحقيقة!

لماذا يسعى الإعلامُ الغربي باستماتة إلى (شيطنة) روسيا في الحرب الأوكرانية؟ يفعل ذلك لأكثر من سبب، ولكن السبب الرئيسي هو توفيرُ (حصانةٍ غربية) للمجتمعاتِ والشعوب الأوروبية والأمريكية حتى لا تنحاز إلى جانبِ روسيا في الحرب، أي بتعبير آخر يسعى الغربُ من خلال تصريحات قادته السياسيين اللاذعة لروسيا، ومن خلال فبركات الإعلام الغربي لأخبار زائفة ضد روسيا في ساحة المعارك، لتوفير أمصالٍ مضادة وبيئة محصنة إعلاميًّا ضد (الرواية الروسية) لسرد الأخبار والمعلومات وتكذيبها باستمرار، ويوجد هناك تواطؤ (أوكراني – غربي) في الحرب الإعلامية ضد روسيا، أي أن الحكومةَ الأوكرانية تقومُ بتزوير الأخبار وفبركتها وتوثيق ذلك بأفلام (فيديو) وصور مزيفة، وترسلها إلى الإعلام الغربي ليتم تعميمُها إعلاميًّا على مستوى العالم على أنها حقائق!

وقد بدا ذلك مؤخرا حين اتهمت أوكرانيا روسيا بارتكاب (إبادة) غداة العثور على عشرات الجثث في مدينة (بوتشا) الواقعة شمال غرب (كييف) بعد استعادة السيطرة عليها.. ومن جانبه نفى الجيش الروسي قتل مدنيين في (بوتشا) واتهم أوكرانيا بفبركة الصور.. وقالت وزارة الدفاع الروسية: (في وقت كانت هذه المدينة تحت سيطرة القوات المسلحة الروسية لم يتعرض أي مواطن محلي للعنف، وإن الجيش الروسي وزع 452 طنا من المساعدات الإنسانية على المدنيين في هذه المنطقة)، وتابعت الوزارة في بيانها: (إن جميع السكان أتيحت لهم الفرصة للمغادرة بحرية من المنطقة نحو الشمال، في وقت كانت الضواحي الجنوبية للمدينة تتعرض لإطلاق نار من القوات الأوكرانية على مدار الساعة)، واعتبرت (الصور ومقاطع الفيديو التي انتشرت لجثث في شوارع بوتشا فبركة جديدة قام بها نظام كييف لوسائل الإعلام الغربية).

كما نفت وزارة الخارجية الروسية يوم الأحد الماضي ارتكاب الجيش الروسي فظائع في صفوف المدنيين في (بوتشا)، ووصفت التقارير عن ذلك بأنها (حملة إعلامية مخططة ومزيفة)، وظهرت قصص عن بوتشا في العديد من وسائل الإعلام الأجنبية في وقت واحد، والتي تبدو كأنها حملة إعلامية مخططة.. مع الأخذ بعين الاعتبار أن القوات الروسية غادرت مدينة بوتشا في 30 مارس، أين كانت هذه المقاطع المصورة في الأيام الأربعة الماضية؟ اختفاؤها هذه المدة يؤكد فقط أنها مزيفة).

وهذه ليست المرة الأولى التي يفبرك فيها الإعلام الغربي والحكومة الأوكرانية مثل هذه الأخبار الزائفة، فقد سبق أن تناقلت وسائل إعلام غربية (خبر قصف القوات الروسية لمستشفى ولادة للنساء في مدينة أوكرانية)! وقدمتا على أنها شكل من أشكال البشاعة الحربية الروسية! وقدمت تصريحا موجزا لامرأة أوكرانية تحمل رضيعها المولود خارج المستشفى التي ادعت السلطات الأوكرانية أن الطائرات الروسية قصفته!

لكن اتضح بعد ذلك زيف هذه الادعاءات الإعلامية الغربية، حين التقت شبكة (آر. تي) الروسية بهذه المرأة الأوكرانية، فكانت شهادتها تأكيدا لزيف الرواية الإعلامية الغربية.. حيث قالت (المستشفى لم يتعرض لقصف طائرات، ولكن ما حدث بسبب انفجارات من الخارج، وبينما كنت أساعد النساء نزيلات المستشفى على الخروج، فجأة ظهر أمامنا صحفيون أجانب يصورون وتقدم بالقرب مني مصور من الوكالة الأمريكية (أسوشيد برس) وطلبت منه عدم تصويري مع طفلي، ولكنه لم يستجب إلى طلبي، وراحوا يصورون كل ما في المستشفى! ثم جاء جنود أوكرانيون واستولوا على طعام المستشفى الخاص بالنساء الحوامل والممرضات.. وحين اعترضت على سلبهم الطعام قال لي الجنود: (نحن لم نأكل منذ أيام)، وأخذوا الطعام معهم!

ومن جهة أخرى لم يكترث الإعلام الغربي بشريط فيديو مسرب لجنود وضباط من قوات (آزوف) النازية الأوكرانية وهم يطلقون النار على أجساد جنود أسرى روس ويركلونهم بوحشية لانتزاع اعترافات عسكرية منهم، وقد احتجت روسيا على تلك المعاملة اللاإنسانية للأسرى، والتي تحرمها اتفاقية جنيف الدولية بينما كان الجيش الروسي والأطقم الطبية الروسية توفر الطعام والأسرة للنوم والبطانيات للأسرى من الجيش الأوكراني الذين استسلموا للجانب الروسي أثناء المعارك، بل تلقى الكثير منهم العلاج من الإصابات وتضميد جراح الآخرين على يد الأطباء والممرضات الروس.

باختصار الإعلام الغربي لا ينقل الأخبار بحيادية وموضوعية أثناء تغطية الحرب الدائرة حاليا في أوكرانيا، هو فقط يتلقى فبركات الحكومة الأوكرانية ويقدمها للعالم على أنها الحقيقة! وحتى الآن الإعلام الغربي لا يزال يشكك في الرواية الروسية بخصوص الوثائق التي كشفتها موسكو حول (المختبرات البيولوجية) والجرثومية التي تورط فيها (البنتاجون) الأمريكي مع الحكومة الأوكرانية، لنشر الأوبئة والأمراض والفيروسات الفتاكة بالبشر حول العالم!


 صحفي وكاتب ومدير تحرير صحيفة أخبار الخليج

نقلا عن أخبار الخليج


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية