كاكار وفردوس وإرشاد.. رجال أفغان يعملون من أجل حقوق المرأة

كاكار وفردوس وإرشاد.. رجال أفغان يعملون من أجل حقوق المرأة

"كاكار"، و"فردوس "، و"إرشاد"، أفغان ينتمون إلى خلفيات متنوعة، ومع ذلك يمثل كل منهم نموذجاً للرجل الأفغاني الذي تحدث عن حقوق المرأة وعمل من أجل مجتمع عادل بين الجنسين في أفغانستان.

ركزت أغلب التحليلات التي أجريت على حقوق المرأة والمساواة بين الجنسين في أفغانستان تاريخيًا على: "الرجل الأبوي" و"الرجل المحافظ" الذين يقاومون النساء الطموحات، وأهملت هذه التحليلات العديد من الرجال الذين عملوا من أجل مجتمع عادل بين الجنسين في أفغانستان.

وتضم الرابطة النسائية الدولية للسلام والحرية (WILPF) في أفغانستان ما يصل إلى 10 آلاف عضو نشط، منهم ما يقرب من 3 آلاف من الرجال، وقد تكون هذه الأرقام، بالنسبة للكثيرين، بمثابة مفاجأة.

ومع ذلك، تشير هذه الأرقام أيضًا إلى أنه في حين يتم الحكم على الرجال الأفغان إلى حد كبير من خلال عدسة الذكورية الأبوية الصارمة، لا يتم إيلاء اهتمام كبير للرجال الذين يعملون بانتظام جنبًا إلى جنب مع الناشطات لتحقيق المساواة بين الجنسين في بلادهم.

وتم تصوير الرجال الأفغان تاريخيًا على نطاق واسع على أنهم أفراد قساة يتغاضون عن العنف وغير متحضرين، وتتعارض قيمهم وأعرافهم الثقافية والدينية مع "القيم الليبرالية (الغربية)، حتى عندما وجدت دراسة حديثة أن ثلثي الرجال في أفغانستان يعتقدون أن النساء الأفغانيات لديهن الكثير من الحقوق، فشلت وسائل الإعلام في استكشاف آراء ومواقف الثلث الآخر الذي لم يوافق.

وفي حالة WILPF أفغانستان، اختار ما لا يقل عن 3000 رجل أفغاني الانضمام إلى منظمة تهتم بـ"النهوض بحقوق المرأة"، و فهم قصصهم الشخصية ومواجهة الأساطير والقوالب النمطية الرئيسية عن الرجال الأفغان، تحدثت WILPF إلى بعض حلفائها الذكور للحصول على فهم أفضل لعملهم ودوافعهم.

وذكرت WILPF أن ردود جميع من قابلتهم، ومنهم الدكتور فضل غني كاكار، وفردوس، وإرشاد، تشير إلى أن الافتراضات حول "الرجل الأفغاني النموذجي" يمكن أن تكون خاطئة وأنه من المهم تسليط الضوء على كل من القصص الشخصية لحلفائنا وصراعهم داخل مجتمع أبوي إلى حد كبير.

الدكتور كاكار هو أحد حلفاء WILPF ومؤسس مشارك لمنظمة "نهضة العلماء في أفغانستان" (NUA)،  تمثل حياته وعمله سردًا مضادًا لكيفية فهم الإسلام وكيف غالبًا ما يتم وضعهما بين قوسين من العنف والتطرف في شمال الكرة الأرضية، وذلك لأن آراءه ورسالته للمساواة بين الجنسين متجذرة بقوة في "تعاليم الإسلام". 

ويؤكد كاكار أن "الإسلام يعني السلام والتضامن"، وفي سعيه لتحقيق المساواة بين الجنسين في أفغانستان، يعمل الدكتور كاكار مع الشباب المحليين لتعزيز حقوق المرأة ونزع السلاح والالتزام بالسلام والمصالحة في البلاد.

إرشاد، الذي تمتد مسيرته المهنية في مختلف المناصب الحكومية وغير الحكومية على مدى عقدين من الزمن، يجادل بقوة في أن القرآن والإسلام يدعوان إلى المساواة بين الجنسين والتعليم للجميع.

وعلى جانب آخر، ليس الدين وحده هو الذي يلهم الرجال الأفغان للعمل من أجل المساواة بين الجنسين، حيث يروي "فردوس" كيف أنه خلال أيام دراسته الجامعية في التسعينيات، لم يُسمح للنساء بمتابعة التعليم العالي خلال نظام طالبان الأول (1996-2001).

وشهد فردوس بنفسه كيف كان هذا الحظر مدمرًا على شقيقاته الثلاث اللائي أصبن بخيبة أمل وإحباط لعدم تمكنهن من مواصلة تعليمهن، ما جعله يتساءل لماذا يتم بشكل منهجي تجاهل واستبعاد النساء، اللواتي كن أمهات وأخوات وزوجات ونصف سكان أفغانستان.

وكان لهذه الخلفية دور حاسم في تشكيل نظرته للعالم ووضعه على طريق أن يصبح مدافعًا عن حقوق النوع الاجتماعي والمساواة بين الجنسين في أفغانستان، حيث  كان العمل مع الناشطات مثل "العمل مع شقيقاته"، اللاتي كن يكافحن من أجل الوصول إلى الأمن المالي والصحة والتعليم في وطنهن.

ويتوقع هؤلاء الرجال الثلاثة الأوقات الصعبة المقبلة، يريد "إرشاد" مواصلة دعمه للمساواة بين الجنسين، ولا سيما "التعليم للجميع" في أفغانستان، ومع ذلك، وبسبب الوضع السياسي الحالي، فإنه يجد صعوبة بالغة في متابعة عمله.

أما "فردوس"، فيواجه تحديات مماثلة إلى جانب تهديدات مستمرة من حركة طالبان والجماعات التابعة لها بسبب معتقداته ونشاطه، في الوقت الحالي، ينصب تركيزه الأساسي على الانتقال إلى بيئة أكثر أمانًا تسمح له بمواصلة عمله.

ويأمل الدكتور "كاكار أن تمكنه سيطرة طالبان شبه الكاملة على أفغانستان، على عكس الحكومات السابقة، من السفر إلى أجزاء أخرى من البلاد ومواصلة عمله، وتتجذر آماله في شبكته الدينية من العلماء، الذين قد يكونون في وضع أفضل لإقناع طالبان، من خلال التعاليم الإسلامية، بالمساواة بين الجنسين.

ويشجع المجتمع الدولي على التعامل مع الزعماء الدينيين المعتدلين، الذين يحظون بالاحترام داخل مجتمعاتهم، لتعزيز المساواة بين الجنسين من خلال التعاليم الإسلامية في أفغانستان.

وعلى الرغم من أن هؤلاء الحلفاء الذكور يعتبرون استيلاء طالبان في أغسطس 2021 بمثابة خطوة إلى الوراء لتحقيق المساواة بين الجنسين في البلاد، فإنهم يعتقدون أنه لا يزال هناك أمل ولم يفقد كل شيء بعد.

وتتعرض الناشطات في أفغانستان باستمرار للمضايقة والاعتقال، ولم تُبدِ حركة طالبان، حتى الآن، مرونة تذكر في ضمان الحريات المدنية للنساء، في الوقت الذي تقف البلاد على أعتاب كارثة إنسانية كبرى.

يذكر أنه تم إخفاء الأسماء الحقيقية للمشاركين بسبب الوضع السياسي والأمني ​​الحالي في أفغانستان.


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية