تجارة الملابس المستعملة.. طوق نجاة للفقراء في دول عربية

تجارة الملابس المستعملة.. طوق نجاة للفقراء في دول عربية
تجارة الملابس المستعملة

شهدت تجارة الملابس المستعملة رواجا واسعا خلال السنوات الماضية في العديد من الدول العربية، لا سيما في ظل الارتفاع المطرد في أسعار الملابس الجاهزة.

وأوضح البنك الدولي أن العملية العسكرية الروسية على أوكرانيا، أدت إلى ارتفاع الأسعار في جميع الدول العربية، ما سيشكل ضغوطا تضخمية على تلك الدول وعلى بعض العملات في المنطقة.

وتعرف تجارة الملابس المستعملة بـ"البالات"، والتي يتم استيرادها من الدول الأجنبية وخاصة الأوربية منها، وعادة ما تزن حوالي 50 كيلوغراما، وتحتوي على ملابس من ماركات عالمية (brand's). 

وانتشرت تجارة "البالات" في معظم الدول العربية، كونها تقدم الملابس من جميع الأصناف وفي مختلف المواسم بجودة مرتفعة وأسعار زهيدة، ما يوفر للأسر محدودة الدخل كساء بأسعار مناسبة طوال أيام العام. 

وتخضع الملابس المستعملة لعدة مراحل بدءًا من عملية الفرز بإصلاح العيوب -إن وجدت- تليها عملية الغسل والتنظيف ثم المرحلة الأخيرة وهي الكي بالبخار.

 

الإمارات

تعد إمارة الفجيرة أكثر الإمارات السبع توسعا في تجارة الملابس المستعملة، حيث تقبل عليها العمالة الوافدة من كافة الجنسيات لجودتها المرتفعة وأسعارها المنخفضة، مقابل الماركات العالمية باهظة الثمن.

وتقوم إدارة البلدية بشن حملات دورية على محال تجارة الملابس المستعملة، لمراجعة كافة التراخيص والتأكد من سلامة المنتج وطرق تعقيمه حفاظا على صحة وسلامة المستهلك.

السعودية

تنتشر أسواق الملابس المستعملة في عدة مناطق بالمملكة، أكثرها رواجا في الرياض وجدة، ويزخر سوق الحراج الواقع في أطراف العاصمة، بهذه التجارة التي تعمل بها العمالة الوافدة من إفريقيا وآسيا وغيرها.

وعادة لا يقبل السعوديون على شراء الملابس المستعملة، لكن تلك التجارة تلقى رواجا واسعا بين العمالة الوافدة والراغبة في اقتناء سلع منخفضة السعر بجودة مناسبة.

مصر

تنتشر تجارة الملابس المستعملة منذ عشرات السنين، وهناك أماكن تكتسب شهرتها من بيع ملابس "البالات" أبرزها محافظة بورسعيد (شمال شرق) ومنطقة بولاق أبوالعلا "الوكالة" وسط العاصمة القاهرة.

وخلال السنوات القليلة الماضية، اتسعت تلك التجارة لتشمل معظم الأحياء والمناطق في مختلف محافظات الجمهورية (عددها 27) كما انتشرت بكثافة أيضا على منصات التواصل الاجتماعي.

لبنان

على وقع الأزمة الاقتصادية التي حلت بالبلاد منذ نحو عامين، انتشرت أسواق الملابس المستعملة في معظم محافظات لبنان بعد أن كانت حكرا على محافظتي طرابلس (شمال) والعاصمة بيروت.

ومؤخرا بات يتردد على أسواق بيع الملابس المستعملة اللبنانيين من مختلف الشرائح الاجتماعية، إذ تحولت إلى ملجأ للباحثين عن جودة المنتج بأسعار زهيدة.

الكويت

تنتشر تجارة الملابس المستعملة في الأسواق التجارية والشعبية، أبرزها أسواق المباركية والسالمية وواجف "الحريم" وغيرها.

ومؤخرا تأسست العديد من الشركات لاستيراد الملابس المستعملة من الخارج أو جمع تلك الملابس من المواطنين، والعمل على تنظيفها وتعقيمها وإعادة توزيعها على تجار التجزئة وأصحاب المشاريع الصغيرة لبيع الملابس المستعملة.

سوريا

خلال سنوات الحرب الـ11، ازدهرت أسواق الملابس المستعملة في دمشق ومناطق أخرى في البلاد، وباتت الخيار الوحيد لاقتناء الملابس الجيدة، على وقع ارتفاع أسعار الملابس الجاهزة.

وتشتهر بعض الأسواق في المناطق الشعبية ببيع الملابس المستعملة، سيما في العاصمة دمشق ومدينتي حلب وحماة وغيرها. 

العراق

تنتشر تجارة الملابس المستعملة في مختلف المحافظات العراقية (عددها 18) وبعضها يتخذ اسم "الهرج" ويتخصص في بيع كل ما هو مستعمل من أدوات وتحف وملابس.

وتلقى تلك الأسواق رواجا من المواطنين محدودي الدخل وذوي الدخول المرتفعة أيضا، بسبب الأزمة الاقتصادية التي تشهدها البلاد منذ عدة سنوات.

المغرب

تنتشر بكثافة أسواق الملابس المستعملة في مختلف أنحاء البلاد، و التي يأتي أبرزها سوق "القريعة" في الدار البيضاء، وسوق "كاساباراطا" في مدينة طنجة.

ويجرم القانون المغربي استيراد الملابس المستعملة "البالات"، غير أنها تدخل البلاد عبر جزيرتي مليلية وسبتة، الواقعتين تحت حكم إسبانيا.

 

بديل وحيد

بدوره قال الناشط في مجال التنمية الثقافية بالعراق، محمد رشيد، إن أسواق البالات باتت قبلة المواطنين الباحثين عن ملابس بجودة مرتفعة وأسعار زهيدة.

وأضاف رشيد لـ"جسور بوست" أن تلك الأسواق انتشرت بكثافة خلال فترة الحصار في تسعينيات القرن الماضي، عقب انتهاء حربي الخليج الأولى والثانية.

وأوضح أن أسعار الملابس في أسواق البالات تتراوح بين دولار و5 دولارات على حسب نوعية القطعة وجودتها، وهي أسعار لا تقارن بالملابس الجديدة.

وأوضحت، الخبيرة التنموية بالمغرب أمال الراغ، أن أسواق البالات تنتشر في بلادها رغم الحظر القانوني، بسبب إقبال المواطنين من مختلف الشرائح الاجتماعية على شرائها.

وأضافت راغ لـ"جسور بوست" أن ارتفاع الأسعار الجنوني جعل من تلك الأسواق خيارا وحيدا أمام شريحة عريضة من الشعب المغربي.

ولفتت إلى ارتفاع أسعار الملابس المستعملة أيضا، على وقع زيادة أسعار الوقود ومعظم السلع والخدمات في المغرب.


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية