واشنطن بوست : النشاط الاقتصادي الأمريكي بين الإلغاء وتوقعات بموسم قوي

 واشنطن بوست : النشاط الاقتصادي الأمريكي بين الإلغاء وتوقعات بموسم قوي

 

تتوقع بعض الأنشطة التجارية موسم عطلات قويًا، بينما يغلق البعض الآخر أو يشهد عمليات إلغاء وتأجيل، مما يُظهر التأثير غير المتكافئ لانتشار المتحور الجديد لفيروس كورونا “اوميكرون”، وفقا لتقرير نشرته صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية.

 

وأوضح التقرير أن الطفرة المفاجئة في حالات الإصابة بفيروس متحور كورونا الجديد أحدثت “هزة” في بعض أجزاء الاقتصاد الأمريكي التي تعتمد بشكل كبير على التفاعلات وجهاً لوجه، بينما تستعد الشركات الأخرى لموسم الأعياد وتبدو أنها لم تتأثر حتى الآن بـ”أوميكرون”.

 

ويرجع تقرير “واشنطن بوست” ذلك إلى التأثير المتفاوت بين القطاعات والولايات للمتحور الجديد، موضحا أن ذلك يعكس كيف أصبح بعض المستهلكين وأصحاب الأعمال الأمريكيين معتادين على اتخاذ قرارات فورية لإلغاء خططهم، في حين أن البعض الآخر لم يرتدع بعد هذه الفترة الطويلة من النكسات والتأخيرات.

 

ونقلت الصحيفة عن اقتصاديين وصانعي السياسة إن الأمر قد يستغرق أسابيع حتى يظهر التأثير الكامل لمتحور “أوميكرون”  رغم أن الوضع يتغير بسرعة، مشيرين إلى أن المدن الكبرى كانت الأكثر تضررا حتى الآن.

 

وتم إلغاء بعض العروض المسرحية الكبرى، كما ألغت بعض المستشفيات العمليات الجراحية الاختيارية، وتراجعت حجوزات المطاعم مرة أخرى، وفقًا لمنصة الحجز عبر الإنترنت OpenTable، وتحالف الضيافة في مدينة نيويورك.

 

وقال المدير التنفيذي لـ NYC Hospitality Alliance أندرو ريجي: “أعرف ما لا يقل عن بضع عشرات من المطاعم التي يتم إغلاقها، وهو أمر مروع لهذه المطاعم.. الأعياد في العادة هي فرصة للعديد من المطاعم لجني أرباحها. هذه لكمة أخرى لهذا القطاع”.

 

ومنذ أوائل عام 2020، أسفر انتشار فيروس “كورونا” في الولايات المتحدة عن وفاة أكثر من 800 ألف شخص، ويرى تقرير “واشنطن بوست” أن انتشار المتحور الجديد “أوميكرون” في الأسابيع الأخيرة تزامن مع لحظة بدا فيها أن الاقتصاد الأمريكي قد استعاد قوته، مع نمو قوي وتراجع في معدل البطالة.

 

وأضاف التقرير: “لكن هذا الاقتصاد الهش يظل عرضة للتحولات المفاجئة في سلوك المستهلك، فبينما تتوقع بعض الشركات أرباحا قوية حتى نهاية عام 2021، بينما قد يضطر البعض الآخر إلى إغلاق أبوابهم”.

 

وقال المتحدث باسم مجلس السياحة في “فلوريدا كيز” آندي نيومان: “لم نشهد حتى الآن أي تأثير كبير لـ omicron فيما يتعلق بالإلغاء”.

 

في الشتاء الماضي، قبل توفر اللقاحات، تحرك الفيروس بسرعة قاتلة في الولايات المتحدة، خاصة أن العديد من الأمريكيين سافروا لقضاء العطلات، بينما من المتوقع قيام العديد من الأشخاص بـ”الضغط على الفرامل” وإلغاء خطط السفر والبقاء بالمنازل”.

 

ويتوقع صانعو السياسة في مجلس الاحتياطي الفيدرالي أن الاقتصاد سينمو بنسبة 5.5% بحلول نهاية العام، بعد أن انخفض معدل البطالة إلى 4.2% في نوفمبر، وظهرت معظم مؤشرات البورصة الرئيسية في طريقها لارتفاع يقترب من 20% لهذا العام، كما ارتفعت مبيعات التجزئة للشهر الرابع على التوالي في نوفمبر، مع توقع أن يظل الإنفاق الاستهلاكي قويًا خلال موسم العطلات.

 

ومع ذلك، يحذر مسؤولو الصحة من أن متغير “أوميكرون” يمكن أن يصل إلى ذروته في موجة هائلة من العدوى في أقرب وقت في شهر يناير.

 

في مؤتمر صحفي خلال الأسبوع الماضي، قال رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم إتش باول: “إن متغير دلتا أبطأ التوظيف وقيد سلاسل التوريد العالمية.. لكنه أضاف أن موجة تلو الأخرى، يتعلم الناس كيف يتعايشون مع هذا”.

 

وأضاف باول أنه كلما زاد عدد الأشخاص الذين تم تطعيمهم، قلت الآثار الاقتصادية التي يمكن أن تحدثها موجات الفيروس اللاحقة.


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية