لقي أكثر من 20 شخصاً مصرعهم في أقوى إعصار يضرب الفلبين خلال 2021، بحسب حصيلة جديدة نشرتها السلطات الفلبينية، اليوم السبت، مؤكدة أن الكارثة تسببت في وقوع “أضرار جسيمة”، ولا سيما في المناطق الأشد تضرراً، وسط الأرخبيل وجنوبه، بحسب وكالة “فرانس برس”.

واضطر أكثر من 300 ألف شخص للفرار من المنازل والمنتجعات السياحية منذ الخميس الماضي، بسبب الإعصار “راي”، والذي تسبب في انقطاع التيار الكهربائي والاتصالات بالعديد من مناطق البلاد، حيث دمر الإعصار أبراج اتصالات وتسبب في إسقاط الكثير من أعمدة الكهرباء، كما اقتلع أشجاراً ودمر العديد من المساكن.

وضرب الإعصار راي جزيرة سيارغاو السياحية الشهيرة، يوم الخميس الماضي، وكان إعصاراً شديد السرعة والقوة، حيث بلغت سرعة الرياح المصاحبة له 195 كيلومتراً في الساعة.

ومع تقدّم الإعصار في الأرخبيل واصطدامه باليابسة، تراجعت سرعة الرياح إلى 150 كيلومتراً في الساعة، بعدما خلّف الإعصار أضراراً جسيمة.

وقال المتحدّث باسم وكالة الكوارث الوطنية، مارك تيمبال، إن أكثر من 18 ألف فرد أمن بالجيش والشرطة وعنصر من قوات خفر السواحل وفرق الإطفاء سينضمون إلى جهود البحث والإنقاذ عن ضحايا في المناطق الأكثر تضرراً من الإعصار.

وكشف المسؤول الفلبيني عن أن “الأضرار جسيمة” في كل من سوريغاو وسيارغاو، وهما المنطقتان اللّتان ضربهما الإعصار راي بأقصى قوته قبل أن تتراجع شدته بشكل تدريجي.

ورغم انتهاء موجة الإعصار، صباح اليوم السبت، كانت الاتصالات لا تزال مقطوعة في جزيرة سيارغاو، وفي مدينة سوريغاو القريبة منها، والتي تقع في أقصى الطرف الشمالي من جزيرة مينداناو الجنوبية.

وفي السياق، قالت الوكالة الوطنية للوقاية من الكوارث بالفلبين، إن أكثر من 45 ألف شخص هربوا من منازلهم للاحتماء بالملاجئ، بمن فيهم عدد كبير من زوار البلاد، والذين قصدوا هذه المنطقة للاستمتاع بشواطئها وأماكن الغوص البحري المعروفة فيها.

يذكر أن غالبية الأعاصير المدارية تتشكل في المحيط الهادئ بين شهري يوليو وأكتوبر، ما يعني أن إعصار “راي” تأخر كثيراً عن موعده بالنسبة إلى موسم الأعاصير المعروف.

وتعد الفلبين واحدة من أكثر الدول المعرضة لتداعيات الاحتباس الحراري، حيث إنه يضربها كل عام نحو 20 إعصاراً تتسبب في أغلب الأحيان في إحداث أضرار بالمنازل والمحاصيل والبنى التحتية بمناطق هي في الأساس فقيرة.