الأمم المتحدة: "الانهيار المناخي" يتزامن مع أكبر موجة "تحضر" في تاريخ الإنسان

الأمم المتحدة: "الانهيار المناخي" يتزامن مع أكبر موجة "تحضر" في تاريخ الإنسان

يتزامن الانهيار المناخي الوشيك مع أكبر موجة من التحضر في تاريخ الإنسان، حيث يهاجر مئات الملايين من الناس إلى المدن، التي يعاني الكثير منها بالفعل من تأثيرات المناخ، وفقا لتقرير أصدره برنامج الأمم المتحدة للبيئة UNEP.

وكشف التقرير عن أن المدن المسؤولة عن 70% من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، هي موطن لأكثر من نصف البشرية، ومن المتوقع أن يصل هذا الرقم إلى 68% بحلول عام 2050. 

وتتسابق المدن حول العالم للتكيف مع تغير المناخ، حيث يتسبب ارتفاع درجات الحرارة العالمية، الذي تغذيه انبعاثات غازات الاحتباس الحراري من صنع الإنسان، في إحداث فوضى في النظم المناخية المضبوطة بدقة في كل مكان من المكسيك إلى الصين.

ويُنظر إلى التكيف مع هذه التغييرات على نطاق واسع باعتباره أحد أكبر تحديات القرن المقبل، والذي قد يكلف البلدان النامية وحدها ما يصل إلى 500 مليار دولار أمريكي سنويًا بحلول عام 2050.

ويفسح هذا المزيج الضار من الكثافة السكانية والمناخ غير المستقر المجال لمزيج من الكوارث الحضرية، من نقص المياه، والفيضانات الضخمة، وموجات الحر.

ويشير أحدث تقرير للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC)، الذي أعده 270 عالمًا وباحثًا، إلى أن "350 مليون شخص إضافي يعيشون في المناطق الحضرية، يُقدر أنهم معرضون لندرة المياه من الجفاف الشديد عند ارتفاع درجة حرارة 1.5 درجة مئوية".

وعلى الرغم من أن تقرير الفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ يوضح التهديد الذي تواجهه المدن، إلا أنه يرسم أيضًا مجموعة من الخيارات للتكيف الحضري، حيث يوفر التحضر العالمي فرصة محدودة زمنيًا للعمل من أجل التكيف واسع النطاق والتحولي والتنمية المقاومة للمناخ.

قالت رئيسة وحدة التكيف مع تغير المناخ في برنامج الأمم المتحدة للبيئة، جيسيكا تروني: "تعد المدن بؤرة للتهديدات المناخية وبؤرة للحلول المناخية أيضا، حيث تعمل المزيد من المدن على تطوير خطط التكيف، شهدنا ابتكارات متطورة في جميع أنحاء العالم، من أنظمة تجميع مياه الأمطار إلى البنية التحتية الخضراء.. ليس هناك شك في أن الحاجة إلى التكيف مع تغير المناخ والتحضر يمكن أن تجبرنا على إعادة تصور كيفية بناء مدننا إلى الأفضل".

ويقدم برنامج الأمم المتحدة للبيئة دعمه التقني ويساعد الحكومات في الوصول إلى تمويل التكيف بشبكة واسعة من المشاريع عبر المدن الرئيسية في العالم، حيث تعالج هذه المشاريع مجموعة متنوعة من الكوارث المناخية، مثل الجفاف والفيضانات وموجات الحر، باستخدام مجموعة من الإستراتيجيات، بما في ذلك استعادة النظم البيئية لامتصاص تأثيرات المناخ، وبناء محطات الطقس وشبكات الإنذار المبكر، وتشجيع الحكومات على تطوير خطط التكيف مع المدن، والاستثمار في تقنيات تجميع مياه الأمطار.


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية