إعلاميون عرب لـ«جسور بوست»: مقتل شيرين أبو عاقلة «جريمة» ولا بد من محاسبة مرتكبيها

إعلاميون عرب لـ«جسور بوست»: مقتل شيرين أبو عاقلة «جريمة» ولا بد من محاسبة مرتكبيها
شيرين أبو عاقلة

مطالب بفرض الحماية القانونية على الصحفيين العاملين في مناطق النزاع والاعتراف بـ"شارة دولية” موحدة للصحفيين 

جريمة تضاف إلى سجل إسرائيل المليء بانتهاكات حقوق الإنسان واستهداف الصحفيين والأبرياء بالقتل والسجن

ضرورة محاسبة المسؤول وإجراء تحقيق سريع ومستقل لتقديم الجناة إلى العدالة

 

أدان جموع الإعلاميين والصحفيين في الوطن العربي، الجرائم الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني، والتي نتج عنها استشهاد الصحفية الفلسطينية ومراسلة قناة "الجزيرة" الفضائية في فلسطين، شيرين أبوعاقلة، (51 عاماً)، على يد القوات الإسرائيلية صباح اليوم الأربعاء.

وفي تصريحات خاصة لـ"جسور بوست" حمّل العديد من الصحفيين العرب، الجيش الإسرائيلي المسؤولية كاملة، وطالبوا بضرورة فرض الحماية القانونية على الصحفيين العاملين في مناطق النزاع والاضطرابات، والاعتراف القانوني بشارة دولية موحدة للصحفيين تحول دون استهدافهم، أيضًا بوجوب فتح تحقيق دولي لمحاسبة المسؤول عن تلك الجرائم.

وأدانت مؤسسات فلسطينية وعربية ودولية رسمية وفصائل فلسطينية الحادث، ودعوا في بيانات إلى ضرورة المحاسبة وإجراء تحقيق سريع ومستقل لتقديم الجناة إلى العدالة.

وقالت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية في بيان لها، إن القوات الإسرائيلية تستهدف وأد صوت الحق والحقيقة وصوت الحرية والدفاع عن قضايا العدل والعدالة الإنسانية، وذلك من خلال العدوان المستمر والاستهداف المتواصل لمحافظة جنين والحرب المتصاعدة على الشعب الفلسطيني. وحملت حكومة إسرائيل المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة البشعة التي تستدعي المساءلة الدولية. 

ودعا الاتحاد الدولي للصحفيين والاتحاد العام للصحفيين، ومنظمات وهيئات حقوق الإنسان الدولية والعربية إلى أوسع حملة لاستنكار الجريمة والتنديد بها، وتقديم الدعاوى ضد السلطات الإسرائيلية أمام المحاكم الدولية بغرض إدانتها على فعلتها المخزية والبشعة. 

واعتبرت وزارة الخارجية القطرية، في بيان صحفي، ما جرى "جريمة شنيعة وانتهاكاً صارخاً للقانون الإنساني الدولي، وتعدياً سافراً على حرية الإعلام والتعبير، وحق الشعوب في الحصول على المعلومات". 

 من جانبها، دعت السفارة الأمريكية في القدس إلى إجراء تحقيق في حادث مقتل الصحفية شيرين أبوعاقلة وإصابة زميلها علي السمودي. وأكد السفير الأمريكي لدى إسرائيل دعوته لتحقيق "جدي" في ملابسات مقتل شيرين أبوعاقلة التي تحمل الجنسية الأمريكية. 

الصراع لا يزال قائماً بين الإسرائيليين والفلسطينيين، بعد جولات طويلة من المفاوضات التي باءت بالفشل ولم تصل إلى حل بناء الدولتين، والذي أقر عقب انتهاء الحرب العربية الإسرائيلية عام 1967، حيث تم رسم خط أخضر يضم الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية كحدود لدولة فلسطين. وسيطرت إسرائيل على الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية في عام 1967، وضمت القدس الشرقية لاحقاً في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي، والتي يعيش فيها أكثر من 200 ألف مستوطن إسرائيلي، فضلاً عن 300 ألف فلسطيني.

شارة دولية موحدة للصحفيين

طالب الصحفي والمدرب الدولي، ياسر الزيات، بضرورة فرض الحماية القانونية على الصحفيين العاملين في مناطق النزاع والاضطرابات، والاعتراف القانوني بشارة دولية موحدة للصحفيين تحول دون استهدافهم.

وقال الزيات في تصريحات لـ«جسور بوست»: “‏يريد المجرم دائما إخفاء الحقيقة أو قتل الشهود، ويساعده عدم وجود حماية قانونية على ذلك، وأعيد التذكير بأن الصحفيين ليسوا مشمولين بالحماية القانونية التي تحظى بها الأطقم الطبية في القانون الدولي الإنساني، وبأن السترة التي يرتدونها ليست شارة معترفاً بها قانوناً، بل إنها قد تسهل تمييزهم واستهدافهم، في ظل غياب الحماية القانونية المطلوبة”.

وتابع: "إن ما يتحجج به المعارضون لمنح الصحفيين في مناطق النزاع المسلح والاضطرابات حماية دولية والاعتراف بشارتهم، هي أنهم مشمولون بالحماية المكفولة للمدنيين، وهي حماية قوية، ولكن الصحفيين -استثناء من المدنيين- مضطرون للعمل في بيئة معادية وخطرة، لأن هناك دائما من يريد إعدام الحقيقة أو قتل الشهود".‎

 

وصمة عار لكل حقوقيي العالم

 وأدان الإعلامي اليمني صادق القدمي الحادث، وقال: "إن ما حدث مقصود، وما زلت شخصيًا لا أستطيع استيعابه، ولا أفهم مدى الإجرام الذي وصلت إليه عناصر ذلك الكيان في فلسطين وكيف يتم قتل صحفية بهذه الطريقة الوحشية، إن استشهاد الزميلة شيرين أبوعاقلة برصاص القوات الإسرائيلية جريمة تضاف إلى سجل الكيان الإسرائيلي المليء بانتهاكات حقوق الإنسان وانتهاك حرية الصحافة واستهداف الصحفيين والأبرياء بالقتل والاعتقال".

واستنكر القدمي في تصريحات لـ«جسور بوست»، ما وصفه بالجريمة النكراء التي ترفضها جميع الأديان والأعراف السماوية لإنسانة بريئة ذنبها فقط أنها صوت للحرية، تنقل حقيقة جرائم الكيان الإسرائيلي للعالم، ودائما ما وقفت بالكلمة الحرة إلى جانب القضية العادلة؛ القضية الفلسطينية.

وطالب “القدمي”، المجتمع الدولي الذي أوجع رؤوسنا بالتنظير عن حقوق الصحافة والصحفيين، بسرعة التحقيق في هذه الجريمة البشعة ومحاسبة مرتكبيها والاقتصاص من المجرمين، مشددا على أن حادثة مقتل الصحفية شيرين أبوعاقلة سيظل وصمة عار لكل حقوقيي العالم ولعنات تلاحق القتلة والمجرمين في ذلك الكيان الإجرامي ولا نامت أعين الجبناء.

غدر اعتاده جنود إسرائيل

أدان الصحفي اللبناني سامر الحلبي مقتل الصحفية الفلسطينية، قائلا: إن خبر استشهاد الزميلة في قناة الجزيرة شيرين أبوعاقلة صادم بالنسبة لي، أتى برصاص غادر من جنود إسرائيل التي اعتادت الغدر والمكر في كل أساليبها، ولكن لم أكن أتوقع أن تستهدف صحفية وإعلامية تؤدي واجبها من أرض الميدان وتغدر بها برصاصة "قاتلة" تنهي حياتها بهذه البشاعة التي شاهدها العالم. 

وأضاف في تصريحات لـ«جسور بوست»: كل الرحمات لروح الزميلة أبوعاقلة التي كانت على مدى سنوات تؤدي عملها بصدق وحب وإخلاص وتنقل للعالم صورة الواقع المرير التي تعيشه الأراضي الفلسطينية متنقلة بين الأزقة والأحياء وهي تواجه الموت كل مرة، وتحاول إيصال صوت كل فلسطيني مقهور ومقموع في وطنه وبيته وعلى كرسيه، لقد كانت بالفعل إعلامية متميزة وأحدثت طيلة فترة عملها فارقا في العمل الصحفي والمهني والتغطيات المباشرة المحفوفة بالمخاطر. 

ما حدث خرق للمعاهدات الدولية

وبدورها، أدانت الصحفية ألفت محمد الحادث، ووصفته بـ"المتعمد"، وقالت:" إن ما حدث جريمة ضد الإنسانية، ويعد خرقًا خطيرًا لمعاهدات جنيف ولائحة مجلس الأمن الدولي حول حماية الصحفيين، وليست المرة الأولى التي يُستهدف فيها ناقلو الحقيقة الذين يقومون بواجباتهم.

وأضافت في تصريحات لـ«جسور بوست»، نحن نعرف أن الصحفية شيرين أبوعاقلة كانت السباقة في نقل الانتهاكات التي تحدث في فلسطين من قبل القوات الإسرائيلية، لذلك ندين هذه الجريمة ونطالب بالتحقيق فيها ووقف الانتهاكات ضد من يحملون حرية الكلمة وأن يوضعوا أمام العدالة الدولية.


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية