«أيقونة الخير».. الشيخ خليفة بن زايد رجل المواقف الصعبة مع شعبه والعرب

«أيقونة الخير».. الشيخ خليفة بن زايد رجل المواقف الصعبة مع شعبه والعرب

يُقال إنه عندما يرحل العظماء، تنتقص الأرض من أطرافها، وتنطفئ منارة كبرى، لطالما كانت ترسل إشعاعات الخير والنور في ربوع العالمين.. والسبب في ذلك أن عظماء كل أمة هم حماتها وحماة شعبها، ركنها الركين وصمام أمنها وسلامتها، قيمها ومبادئها وسبب رفعتها إلى مصاف الأمم الخالدة ذات الإسهامات الكبرى ليس في حياة شعبها فقط وإنما يمتد خيرها ليشمل شعوب أخرى.

ولعل هذا ما فعله ومثَّله الشيخ خليفة بن زايد رئيس دولة الإمارات، الذي رحل اليوم الجمعة، لقد كان مرسالًا للخير والإصلاح، مجسدًا قيمة إنسانية كبرى كاملة الأبعاد مكتملة الزوايا، وموسوعة سياسية ومؤسسة اجتماعية شاملة طبعت بصماتها المؤثرة في حيوات الإماراتيين، والعرب على رأسهم "أم الدنيا".

بلا شرط وبلا حد.. دَعَم مصر

قاطرة الخير التي قادها الراحل خليفة، لم تقف عند حدود دولة الإمارات، فالتاريخ لا ينسى أبطاله الذين ساندوا إخوانهم العرب في حروبهم وأزماتهم.

حظي الشيخ خليفة بمحبة خاصة في قلوب المصريين، لمواقفه العديدة الداعمة لبلادهم في أزماتها، ولعل أشهر تلك المواقف ما قام به في حرب أكتوبر 1973.

لم يتوقف الدعم الإماراتي الذي قدمه الشيخ زايد خلال حرب أكتوبر على الجانب الاقتصادي أو البترول، بل أرسل ولي عهده وابنه الأكبر الشيخ خليفة بن زايد، ليشارك في المعارك مع الجنود المصريين على الجبهة، لم تنسَ مصر ولم ينسَ المصريون مواقف الأب والابن معهم خاصة جملة الشيخ زايد الأشهر: "النفط العربي ليس أغلى من الدم العربي" مقولة تعكس موقف الإمارات الداعم وبقوة لمصر وسوريا خلال حرب أكتوبر، والذي حفر اسم المغفور لهما في قلب كل مصري.

وبعد ثورة 30 يونيو، كانت دولة الإمارات، تحت قيادة الشيخ خليفة بن زايد، أول دولة تعلن دعمها الكامل لمصر بشكل صريح، عقب الإطاحة بحكم الإخوان، ودعا وزير الخارجية الإماراتي عبدالله بن زايد، في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في 28 سبتمبر 2013، إلى تقديم الدعم للحكومة المصرية واقتصادها بما يعزز مسيرة القاهرة نحو التقدم والازدهار. 

وبادرت الإمارات في عهده بتاريخ 4 أغسطس 2013، بدعم مصر، عندما زار عبدالله بن زايد وزير الخارجية الإماراتي، القاهرة، ليعلن تقديم الإمارات مساعدات مالية وعينية لمصر بقيمة 3 مليارات دولارات، ضمن مساعدات خليجية بلغت وقتها 12 مليار دولار.

وأمر الشيخ خليفة بإنشاء أكثر من 50 ألف وحدة سكنية في 18 محافظة مصرية وبناء 100 مدرسة، واستكمال مجموعة من المشروعات في مجالات الصرف الصحي والبنية التحتية، وشاركت الإمارات في مارس 2015، بفعالية في المؤتمر الاقتصادي المصري، وأعلنت دعم مصر بـ4 مليارات دولار، بواقع إيداع مبلغ ملياري دولار في البنك المركزي، وتوظيف مليارين لتنشيط الاقتصاد عبر مبادرات اقتصادية.

لبنان 

استطاع الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، أن يسطر بحكمته المعهودة ورؤيته الثاقبة أمجادًا تضاف إلى تاريخ الإمارات، فدعم لبنان دعمًا كبيرًا خلفًا لوالده الشيخ زايد القائل: "إعمار لبنان هو إعمار الإمارات وكل الدول العربية" جملة قالها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، قبل نحو 27 عاماً وتحديداً حين دعا إلى إعادة إعمار لبنان عام 1993 بعد انتهاء الحرب الأهلية، لتبقى هذه الجملة حتى اليوم توجهاً ونهجاً لدولة الإمارات بالوقوف مع الشقيقة لبنان في مختلف الظروف. 

وخلال السنوات الماضية ركزت المساعدات الإماراتية في لبنان على الشأنين الصحي والتعليمي باعتبارهما أولوية مطلقة وركيزة أساسية من ركائز بناء المجتمعات كما تم تضمين القطاعين في خطط المساعدات المستقبلية.

وفي محنه المتتالية أمر الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان بتحرك فوري لتقديم مساعدات عاجلة إلى لبنان في إطار التضامن مع الشعب اللبناني الشقيق، خاصة خلال المحنة التي ألمّت به جراء الانفجارات العنيفة التي شهدتها العاصمة بيروت. 

وعملت الإمارات في هذا الإطار على تقديم مساعدات طبية عاجلة إلى لبنان تشمل أدوية وإمدادات طبية بهدف التخفيف من آثار الحادث الأليم، حيث تم إرسال نحو 30 طناً من الإمدادات الطبية تم شحنها من المدينة العالمية للخدمات الإنسانية في دبي، وساهمت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، في تقديم مساعدات إنسانية عاجلة للمتأثرين من انفجار مرفأ بيروت في لبنان، حيث وصلت إلى العاصمة اللبنانية طائرة إماراتية تحمل على متنها 40 طناً من الأدوية والمستلزمات الطبية والمواد الغذائية، إضافة إلى مكملات غذائية للأطفال. 

وشكلت السفارة الإماراتية في بيروت منصة تنسيقية بين المساعدات الإماراتية والجهات الخيرية من ناحية وأولويات المساعدات في لبنان من ناحية ثانية، حيث تشكل الأولويات الإنسانية محور عمل سفارة الإمارات العربية المتحدة في بيروت منذ إنشاء "ملحقية الشؤون الإنسانية والتنموية" ووفق خطة ورؤية هدفها تقديم المساعدة للبنانيين والسوريين والفلسطينيين دون تمييز للعرق أو الدين أو الجنس.

وكان لمؤسسة "خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية" حصة وازنة من هذه المشاريع خاصة في "حملة الشتاء" بتوجيهات من الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان.

مساعدات إنسانية عديدة لمؤسسة خليفة

تنوعت المساعدات الإنسانية لمؤسسة خليفة وشملت مشاريع عديدة منها، إفطار الصائمين داخل وخارج الإمارات، كذلك مساندة المتضررين من الكوارث الطبيعية والحروب، أيضًا شملت المساعدات برنامج العلاج الصحي ومبادرة دعم الأسر المواطنة.

وامتدت آثار العمل الإنساني لمؤسسة خليفة الإنسانية، حتى تركت بصمات واضحة في العطاء الإنساني والتنموي في اليمن، شملت بحسب الموقع الرسمي للمؤسسة دعم قطاعات عديدة، منها الصحي والسكني وترميم وصيانة المساجد والتعليمي، والزراعي، إلى جانب عمليات الإغاثة الدائمة، فأرسلت طائرات ما يزيد على 32 رحلة جوية على خلفية الأحداث التي شهدتها اليمن في السنوات الأخيرة.

دعم عالمي

خصصت الإمارات نحو 38 مليون دولار لبرنامج الغذاء العالمي، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونسيف"، منذ يناير 2014، واستفاد من ذلك مجموعة من المشاريع التي تضم الأمن الغذائي للنازحين السوريين، إلى جانب تخصيصها 6 ملايين دولار لمكتب الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، لدعم جهود التنسيق من قبل موظفي الأمم المتحدة في عدد من مخيمات اللاجئين.

لقد آمن الشيخ خليفة بشعبه إيمانا مطلقا، فعمل بهم ولأجلهم ولم يدخر جهداً لنجدة كل من يطلب نجدته فقد كان رحمه الله يستمتع وهو يمد يد العون والمساعدة للآخرين.

 


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية