رجال دين لـ«جسور بوست»: الشيخ خليفة بن زايد كان نموذجاً في احترام الأديان والثقافات

رجال دين لـ«جسور بوست»: الشيخ خليفة بن زايد كان نموذجاً في احترام الأديان والثقافات
الشيخ الراحل خليفة بن زايد آل نهيان

حوار الأديان ووثيقة "الأخوة الإنسانية" محطة مهمة في مسيرة الشيخ الراحل لتعزيز قيم السلام والتعايش المشترك بين البشر 

 

قال رجال دين مسلمون ومسيحيون، إن رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الراحل الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، كان نموذجًا ومثالا في احترام الأديان والثقافات.

وعزا رجال الدين، أسباب ذلك إلى الجهود الكبيرة التي كان يبذلها الشيخ الراحل في التوفيق بين أصحاب المعتقدات والأفكار المختلفة، بهدف نشر السلام والمحبة والتعايش لخدمة الإنسانية جمعاء.

ورحل الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، الجمعة، عن عمر ناهز 74 عامًا، مختتمًا مسيرة حافلة بالإنجازات والعطاء والتفاني داخل الإمارات وخارجها. 

لجان التسامح

وقال وكيل الأزهر الشريف الدكتور محمد الضويني، لـ"جسور بوست"، إن رحيل الشيخ خليفة بن زايد مصاب جلل للإنسانية جمعاء، فقد كان الراحل يحمل على عاتقه مسؤولية نشر السلام والمحبة ودعم قيم التسامح والإخاء.

وأوضح الضويني أن رسالة الشيخ خليفة بن زايد هي رسالة الإسلام والشرائع السماوية التي يحملها الأزهر الشريف على عاتقه أيضًا، للتوفيق بين بني البشر جميعًا والقضاء على الصراعات والأزمات التي تؤرق البشرية. 

وأضاف: "الإمارات أثبتت أنها موطن التسامح والإخاء والسلام، بتأسيس ما يعرف بـ(لجان التسامح) في جميع مؤسساتها، لأن الراحل الشيخ خليفة كان مهتمًا بشكل حقيقي بنشر قيم التسامح بين مختلفي العقائد والتوجهات".

وأكد الضويني أن وثيقة الأخوة الإنسانية، التي وقعها شيخ الأزهر الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب والبابا فرانسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية في العاصمة الإماراتية أبوظبي فبراير 2019، كانت نتاج مجهودات كبيرة بذلتها الإمارات العربية المتحدة بقيادة الراحل الشيخ خليفة بن زايد، بهدف تعزيز الحوار وقيم التعايش والأخوة بين الناس جميعًا.

وأوضح أن تلك الوثيقة أرست قيم التعايش والتسامح بين الجميع بغض النظر عن معتقداتهم وأفكارهم، مؤكدة أهمية قبول كل طرف للآخر واحترام مبدأ التعددية والاختلاف في المعتقد والدين واللون والجنس، دون تفرقة أو استثناء. 

وأشار إلى أن سعي الإمارات لجمع قيادات دينية مختلفة من العالم، لتوقيع وثيقة الأخوة الإنسانية، فتح الباب أمام العمل على إرساء قواعد تحكم العلاقة بين أتباع الأديان والمعتقدات المختلفة، بما يضمن للإنسان حياة دون صراعات قائمة على المحبة والرحمة. 

ونعى شيخ الأزهر أحمد الطيب، وفاة الشيخ خليفة بن زايد "فقيد الأمة"، مؤكدا أن الراحل كان يحب الأزهر، وظل طوال حياته رمزًا في العمل والإخلاص من أجل رفعة وطنه وأمته، ولم يدخر جهدًا في خدمة قضايا الأمة العربية والإسلامية، طوال رحلته الزاخرة بالعطاء والإنجازات. 

خدمة الإنسانية

من جانبه، قال سكرتير المجمع المقدس بالكنسية القبطية الأرثوذكسية بمصر، الأنبا دانيال، إن الراحل الشيخ خليفة قضى عمره في خدمة بلاده والإنسانية كلها.

وأوضح الأنبا دانيال لـ"جسور بوست" أن الأعمال الإنسانية التي نفذتها دولة الإمارات في عهده خير دليل على أنه كان يتمتع بحس إنساني عالٍ وأنه كان محبا لجميع البشر مهما اختلفوا في أديانهم وأفكارهم ومعتقداتهم.

وأضاف أن الشيخ خليفة واصل مسيرة والده الشيخ زايد، "زايد الخير"، وكلاهما كان رمزا للعطاء والمحبة والتسامح، مشيرًا إلى أنه يثق في أن قيادات الإمارات سيواصلون المسيرة الإنسانية التي بدأها المؤسسون.

وأكد أن حوار الأديان الذي ترعاه دولة الإمارات وما أنتجه من وثيقة الأخوة الإنسانية دليل كبير على أن الشيخ خليفة كان يسعى لنشر المحبة والتسامح، ورحيله بمثابة مصاب للإنسانية كلها مسلمين ومسيحيين وكل أبناء الأديان والطوائف.

وأشار إلى أن البابا تواضروس الثاني، بطريرك الأقباط الأرثوذكس، أكد في تصريحات صحفية، أن الراحل الشيخ خليفة بن زايد كان صاحب قلب وفكر يتسعان للجميع، ما يجعل رحيله خسارة كبيرة، ويؤكد أن الأمة العربية فقدت قائدًا محنكا في كل المجالات، امتد اهتمامه الإنساني إلى دول كثيرة. 

ونوه بأن احتضان الإمارات لعمل الكنيسة الأرثوذكسية لرعاية الأقباط على أرضها نموذج مصغر لما تفعله مع كل أصحاب الأديان والثقافات، وهو احتضان من القلب يلمسه الجميع. 

حب السلام 

وفي السياق، قال سكرتير بطريرك الأقباط الكاثوليك في مصر الأب باسكوالي، لـ"جسور بوست" إن المنطقة العربية بأسرها تتذكر الشيخ الراحل خليفة بن زايد بكل الخير، فقد كان رجلًا حكيمًا يحب السلام والتسامح ويسعى إليه بكل ما أوتي من قوة. 

وأضاف: "الراحل لم يكتفِ بالعمل على رفعة بلاده والمساواة بين مواطنيها، إنما سعى لأن يكون للإمارات دور مهم في دعم الإنسانية المكلومة في جميع أنحاء العالم، فالمساعدات الإنسانية التي تقدمها الإمارات للشعوب تؤكد إنسانية وصدق ومحبة قياداتها للسلام". 

وأكد أن حوار الأديان كان محطة محورية ومهمة في نقل أتباع الأديان المختلفة من التنافس إلى تعزيز الأخوة ونشر السلام والمحبة، فقد كان الراحل الشيخ خليفة محبًا للسلام وصادقًا في السعي إليه. 

ونعى مجلس البطارقة الكاثوليك بمصر، في بيان، الشيخ خليفة بن زايد، مؤكدًا أن "الراحل توفي بعد مسيرة حافلة بالتفاني والعطاء والمحبة، ونحن نصلي إلى الله القدير حتى يتغمد الفقيد الغالي بواسع رحمته، ولدولة الإمارات الشقيقة التقدم والازدهار".   

وأرسل رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر أندريه زكي، برقية تعزية، قال فيها "فقدنا قيادة حكيمة ومخلصة لن تنساها الشعوب العربية، فقد ترك الراحل بصمة خير وارتقاء حقيقية لبلاده والوطن العربي".

والراحل خلفية بن زايد هو ثاني رئيس للإمارات، منذ توليه المنصب عام 2004، خلفا لوالده زايد بن سلطان مؤسس الدولة، في عام 1971.

وإثر وفاته، أعلنت الإمارات الحداد الرسمي 3 أيام وتنكيس الأعلام لمدة 40 يوما، حزنا على رحيل الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، والذي نعاه مختلف قادة دول العالم.

 


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية