«جسور بوست» تحاور الفنانة فاطمة خير صوت المرأة داخل البرلمان المغربي (1-2)

«جسور بوست» تحاور الفنانة فاطمة خير صوت المرأة داخل البرلمان المغربي (1-2)
الفنانة فاطمة خير

زواج القاصرات يؤرقنا وضحيته المرأة والمجتمع 

مشاركتي في الحياة السياسية ليست من موقع المتفرج بل الممارس بهدف الترافع عن قضايا المواطنين

أهتم بالطفل والمرأة.. والعمل بالثقافة والشباب والأسرة هي حلقات مترابطة عمودها الفقري هو التعليم

حينما تطالع الفنانة والسياسية فاطمة خير تحت قبة البرلمان المغربي، تسن القوانين وتراقب المسؤولين، يرتفع صوتها مناديًا بحقوق من أهدرت حقوقهم تحت وطأة الإهمال والتناسي، لا تظن أبدًا أن ما تراه عيناك وتطرب له أذنك مشهد سينمائي أو دور في مسلسل تجسده الفنانة الأشهر بين بنات جيلها، ما تراه حقيقة واقعة، لقد أصبحت برلمانية مُحنكة بعدما فازت بأصوات المغاربة 2021، لتكون صوت كل من بح صوته وخاصة المرأة داخل البرلمان.

ونجحت الممثلة فاطمة خير، في أن تصبح الفنانة المغربية الأولى تحت قبة البرلمان، إثر فوزها في مقعد نيابي بعد ترشحها على لائحة حزب "التجمع الوطني للأحرار" برئاسة رجل الأعمال عزيز أخنوش، والذي عمل في وقت سابق على تأسيس "فيدرالية الفنانين".

وترشحت خير وكيلة للائحة النسائية الجهوية بدائرة انفا في الدار البيضاء، حيث حصلت على 18 صوتاً من أصل 63.

وفاطمة هي ممثلة مغربية، ولدت في الدار البيضاء، عام 1967 من الجيل المعاصر وزوجة الممثل سعد التسولي، بدايتها كانت بمسلسل وفاء عام 1988 من أبرز أفلامها نساء ونساء سنة 1997, كما لعبت أدواراً في أفلام عديدة أخرى تلفزيونية وسينمائية, قدمت برنامج (أسر وحلول) وبرنامج (لالة العروسة) بالقناة الأولى بالموازاة مع عملها كممثلة.

اشتهرت الفنانة السياسية بمناصرتها للمرأة ووضعها إستراتيجيات لتطوير التعليم وأخرى لمحاربة الفرق وثالثة ترفع من خلالها صوت الفن والثقافة.

حول كل ما سبق حاورت «جسور بوست» النجمة فاطمة خير.. فإلى نص الحوار:

هل ننتظر لك عملًا يناقش قوانين تخص زواج القاصرات وأخرى تخص النساء؟

هذا الموضوع رهين بالأقلام التي تكتب، فالدراما دائمة قابلة لمناقشة كل القضايا التي تهم الحياة والإنسان، وقضايا المرأة متشعبة ولا تخصها وحدها بل هي قضية مجتمعية، وزواج القاصرات هو مشكلة تؤرقنا وتشكل معضلة اجتماعية لها آثارها السلبية، وضحيتها ليس فقط المرأة وإنما المجتمع برمته.

ماذا يعكس وجود امرأة تنتمي لمجال الفن تحت قبة البرلمان تمارس السياسة وتشارك في سير قاطرة المغرب البرلمانية؟

بكل بساطة الفنان قبل أن يكون فنانًا هو مواطن يتمتع بكل حقوقه كما أن عليه واجبات تجاه بلده وأسرته الصغيرة والكبيرة، ومن بين هذه الحقوق والواجبات الممارسات السياسية التي أنا شخصيًا لا أفصلها عن باقي التفاصيل المرتبطة بالحياة اليومية، لهذا وجودي أولًا كامرأة، ثانيًا كفنانة هو انعكاس حقيقي لما حققه المغرب ويحققه من تطور ومكتسبات على مستوى الممارسة الديمقراطية، هو أيضًا على الدور الذي تلعبه المرأة وإسهاماتها في خلق مجتمع ديمقراطي متوازن ومنسجم مع ثوابته.

ما الهدف من دخولك البرلمان المغربي، وماذا حققتِ منه حتى الآن؟

المشاركة في الحياة السياسية ليس من موقع المتفرج بل الممارس وأن ننقل ونترافع عن هموم ومشكلات وقضايا المواطنين عمومًا والفنانين خصوصًا بالصيغة والشكل اللذين يرتكزان على الحق والمعرفة والإدراك بهذه المشكلات والقضايا، وما تحقق إلى الآن هو أنني أصبحت أدرك جيدًا الدور والمسؤولية الملقاة على عاتق البرلماني سواء كان ضمن الأغلبية أو المعارضة.

وبخصوص ما الذي تحقق فإذا أردت التحدث بلغة الأرقام فطموحنا أكبر ما تحقق، لكن يكفي أن أقول إنني في انسجام تام مع الفريق البرلماني الذي أنتمي إليه والحزب الذي أمثله، والذي عُهد إليه تدبير مسؤولية هذه المرحلة بكل تعقيداتها، لقد استطعنا -مع كل الشركاء- المضي قدمًا في تحقيق بعض ما جاء في البرنامج الحكومي بما فيه العديد من القضايا التي تهم الثقافة والفنون والتي ولأول مرة خصص لها السيد رئيس الحكومة محورًا في جلسة عمومية، وهذا دليل على الاهتمام، وأيضًا المقاربة التي بها تُعالج بها الحكومة العديد من الملفات بما فيها ملف الثقافة.

قلتِ في جلسة بمجلس النواب: "إن إدماج المرأة في العملية التنموية، شكل هاجساً للسياسات العمومية ورغم الإجماع الوطني والمجهودات المبذولة لم تتمكن المرأة أن تتبوأ المكانة التي تستحقها، هل ثمة انفراجة في ما طرحتِ وما هي؟

ما صرحت به هو نابع من قناعات وبواقع نعيشه والذي ما زالت تعيشه المرأة التي تصارع من أجل إثبات فكرة المناصفة والحقوق، لأن مشكلتنا مع العقليات وبعض التمثلات التي تُشكل عائقًا أمام التنمية والتقدم خاصة في هذا المجال، لكن وجب القول وكما سبقت وأشرت أن طموحاتنا أكبر من المنجز على أن هناك وعياً مجتمعياً يتشكل بدور المرأة في تحقيق تنمية شمولية، وهو دور يتجاوز الأدوار التقليدية التي عُرف بها.

محاربة الهشاشة والفقر تبقى الحل الأمثل لتحصين التماسك المجتمعي المغربي وحماية قيَمِه من الاندثار والمزايدات.. هل لديك تصور كيف يمكن للحكومة المغربية الانتصار في معركتها تلك؟

التصور متضمن في البرنامج الحكومي مع برامج الأحزاب الثلاثة المُشكَّلة للأغلبية، وهو برنامج بُني جل مخرجاته على البعد الاجتماعي انسجاما مع النموذج التنموي، كما تضمن إجراءات عملية لتقليص الفوارق الاجتماعية والمجالية وأيضًا محاربة الهشاشة التي تعد أكبر عائق للتنمية، بالطبع البرنامج الحكومي تضمن إجراءات عملية مرتبطة بتعاقدات زمنية، وقد باشرت الحكومة في سنتها الأولى من تنزيل العديد من هذه الإجراءات وفق السقف الزمني المحدد لها.

تولين اهتمامًا خاصًا بالعملية التعليمية في المغرب، لماذا وما مشكلاته؟

التعليم هو المستقبل وأساس التنمية، لكونه مرتبطا بالأفراد وتكوين أسس تنموية واجتماعية واقتصادية، لهذا فالاهتمام بقضية التعليم، هو اهتمام في الجوهر بالمجتمع وكل قضاياه، اهتمام بالطفل والمرأة والعمل بالثقافة والشباب والأسرة، هي حلقات مترابطة عمودها الفقري هو التعليم، لهذا أرى أن قضية التعليم ليس قضية قطاع، بل قضية مجتمع، ولهذا من المشكلات الجوهرية تلك المرتبطة بالمضامين والشكل، سواء ما تعلق بالمناهج أو آلياته، كما أن الوضع الاعتباري لرجل التعليم وجب الانتباه إليه ومعالجته جذريًا.

يقال إن الفن مرآة المجتمع، كيف تعكس الدراما المغربية مشكلات المرأة؟

لابد من الإشارة إلى أن الدراما المغربية باتت تعرف تطورًا مهمًا سواء على مستوى المضامين والقضايا المطروحة، أو الجوانب الفنية أو الاختيارات الجمالية، إذ وجب الإشادة بهذه النقلة النوعية، ومن الطبيعي أن يكون للمرأة حضور يشكل فارقًا كبيرًا بين اليوم والأمس، الأمر الذي انعكس إيجابيًا على العديد من الاختيارات بما فيها النظرة للمرأة كموضوع داخل الدراما، والأسلوب والمعالجة.

بالتأكيد تناول المرأة ينسجم مع باقي القضايا الاجتماعية والنفسية والسياسية، التي تُعالجها الدراما حتى بتنا نلاحظ أن المرأة قضيتها مثل العديد من الاختيارات وبنسبة كبيرة في الأعمال خاصة التي قُدمت خلال السنوات الأخيرة بحيث لم نعد نشاهد فقط تلك الصورة النمطية والتقليدية للمرأة الدور والوظيفة والموضوع، بل أصبحنا نشاهد مقاربات جديدة مع جرأة في الطرح والتناول.

 

 


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية