"النواب الأمريكي" يقر تشريعاً لمنع "الإرهاب الداخلي" عقب حادث بوفالو

"النواب الأمريكي" يقر تشريعاً لمنع "الإرهاب الداخلي" عقب حادث بوفالو
مجلس النواب الأمريكي

أقر مجلس النواب الأمريكي تشريعا من شأنه أن يعزز الموارد الفيدرالية لمنع الإرهاب الداخلي، وذلك عقب حادث إطلاق النار العنصري الذي وقع مؤخرا في بوفالو بولاية نيويورك.

جاء التصويت والذي شهد موافقة 222 مقابل رفض 203، على أساس حزبي تقريبا، بعد ضغوط متزايدة يواجهها الكونجرس للتعامل مع مشكلة عنف السلاح وهجمات القوميين البيض، وهي الأزمة التي تصاعدت في أعقاب حادثي إطلاق نار جماعي هذا الأسبوع بحسب وكالة أسوشيتدبرس الأمريكية.

وكان النائب أدم كينزنجر، عضو لجنة التحقيق في أحداث اقتحام الكونجرس، هو الجمهوري الوحيد الذي صوت لتأييد الإجراء، إلا أن جهود التشريع من قبل الديمقراطيين ليست جديدة، بحسب ما تقول الوكالة الأمريكية، فسبق أن مرر مجلس النواب إجراءً مماثلا في عام 2020 ليتعثر في مجلس الشيوخ. 

ويصر الديمقراطيون على أن يضعوا جهودهم في محل تركيز فيدرالي أوسع على الإرهاب المحلي، في ظل افتقاد المشرعين للدعم في الشيوخ للمضي قدما في أي تشريع يتعلق بالحد من الأسلحة يرونه ضروريا للحد من إطلاق النار.

وقال النائب الديمقراطي براد شيندلر، الذي كان أول من قدم الإجراء في عام 2017، إنهم في الكونجرس لا يستطيعون أن يوقفوا أمثال توكر كارلسون، مذيع فوكس نيوز، عن نشر الكراهية ونظرية الاستبدال الخطيرة عبر موجات البث. 

وأوضح أن الكونجرس غير قادر على حظر بيع الأسلحة الهجومية، لذا فإن قانون منع الإرهاب الداخلي هو ما يمكن أن يفعله الكونجرس هذا الأسبوع لمحاولة منع حوادث مستقبلية مثل حادث بافالو.

وكانت منطقة بوفالو بولاية نيويورك الأمريكية قد شهدت يوم السبت الماضي استهداف شاب لمتجر في منطقة يغلب عليها السكان السود، وفتح النار عليهم مما أدى إلى مقتل 10 أشخاص.

سم الكراهية

ووصف الرئيس الأمريكي جو بايدن، إطلاق النار على جمع من الأمريكيين ذوي البشرة السوداء، والذي أودى بحياة 10 منهم في بوفالو بولاية نيويورك، بأنه "إرهاب داخلي" منددا بأصحاب نظرية تفوق العرق الأبيض. 

وتحدث الرئيس الأمريكي عن عمل "إرهابي" وعن نشر "سم" الكراهية في كلمة ألقاها في المدينة، الثلاثاء، حيث ارتكب الجريمة بسلاح ناري شاب يروج لنظرية "الاستبدال العظيم" التي تتحدث عن حلول مهاجرين محل السكان البيض.

وقال بايدن بصوت حزين وبتأثر "إنني أدعو جميع الأمريكيين إلى رفض هذه الكذبة وأدين كل من ينشرها من أجل كسب السلطة والأصوات والمال".

وكرر بايدن الثلاثاء الدعوة إلى ضبط مسألة الأسلحة، وقال "لست ساذجا، أعرف أن المأساة ستتكرر... لكن هناك أشياء يمكننا القيام بها، يمكننا حظر الأسلحة الهجومية في شوارعنا".

إطلاق نار جماعي

أحصت منظمة "غان فايولنس أركايف" هذه السنة أكثر من 200 "عملية إطلاق نار جماعية" قُتل أو أصيب خلالها 4 أشخاص على الأقل، بمعدل 10 قتلى كل أسبوع.

قضية حيازة السلاح

وتعد قضية حمل الأشخاص سلاحاً في الولايات المتحدة الأمريكية، واحدة من القضايا التي يختلف حولها الحزبان الرئيسيان في البلاد، بل ويتخذانها سنداً في الدعاية الانتخابية، ما بين الديمقراطيين الذين يطالبون بإعادة النظر في أمر امتلاك السلاح للجميع، ويريدون اقتصاره على الولايات المكونة للاتحاد الأمريكي، والجمهوريين الذين يرون امتلاك السلاح حقاً دستورياً، بل يعتبرونه هوية أمريكية.

ويقدَّر عدد الأسلحة النارية المتاحة للمدنيين الأمريكيين بأكثر من 393 مليون سلاح، يستحوذ عليها 40% من السكان فقط، وتتسبب في أكثر من 40 ألف حالة قتل سنوياً.

وينتظر المطالبون بتقييد الحق في حمل السلاح، قراراً من المحكمة العليا الأمريكية في شهر يونيو 2022، آملين أن يأتي قرارها بإنهاء المأساة التي تحدث جراء حوادث إطلاق النار في الولايات المتحدة، في حين يترقب آخرون القرار للطعن عليه واللجوء للدستور، للحفاظ على حقهم في امتلاك السلاح.


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية