وسط مخاوف من العطش.. 90% من الصوماليين يواجهون نقصاً حاداً في المياه

وسط مخاوف من العطش.. 90% من الصوماليين يواجهون نقصاً حاداً في المياه

 

يعاني ما يقرب من 90% من الصوماليين جفافاً شديداً، بعد ثلاثة مواسم متتالية من الأمطار الشحيحة، حيث تواجه بعض المناطق موسمها الأكثر جفافاً منذ 40 عاماً.

 

وفي الوقت الذي يعاني ما يقرب من 3.5 مليون شخص بالفعل انعدام الأمن الغذائي الحاد، ويتعرض ملايين آخرين لخطر الجوع بحلول بداية العام المقبل، تمكنت منظمة أوكسفام وشركاؤها من الوصول إلى ما يقرب من 185 ألف من الأشخاص الأكثر ضعفًا في البلاد، من خلال توفير المياه النظيفة والصرف الصحي والغذاء وبرامج إعادة التأهيل، وفقا لبيان صدر، اليوم الثلاثاء، عن المنظمة.

 

وأشار البيان إلى أن الناس في جوبالاند في الجنوب (جدو ومودوغ ونوجال وباري وتغدير وسول) هم الأكثر تضرراً، وقد عانى البعض بالفعل الجفاف الشديد منذ أكثر من عام، واضطروا إلى مشاهدة ماشيتهم ومحاصيلهم ومدخراتهم تتلاشى أمام أعينهم.

 

وقال المدير القطري لمنظمة أوكسفام في الصومال، أمجد علي: “إنهم بحاجة ماسة إلى الماء والغذاء والنقود المنقذة للحياة”، مبينا أن أكثر من ثلث النداء الإنساني للصومال هذا العام غير ممول.

 

وأضاف: “في أزمة الجفاف عام 2011، فقد ما يقدر بنحو 50 ألف إلى 100 ألف شخص حياتهم، وعلى الرغم من التحذيرات، فإن النظام الإنساني الدولي لم يفعل الكثير بعد فوات الأوان، يجب أن نتأكد من أن التاريخ لا يعيد نفسه، يجب أن نتحرك الآن”.

 

وروى العديد من المزارعين والرعاة لمنظمة أوكسفام قصصًا مروعة عن كيف دمر الجفاف حياتهم، قالت مريان عبدالله، مزارعة تعيش في ضواحي قرية دودومالي: “لم تصلنا الأمطار لمدة موسمين، ماشيتنا وحياتنا في خطر، جميع أحواض المياه فارغة حاليا، ثمن برميل الماء 4 دولارات وهو مبلغ لا نستطيع تحمله”.

 

وجفت معظم مصادر المياه الطبيعية، مما أدى إلى ارتفاع أسعار المياه الصالحة للشرب، حيث قفز سعر برميل المياه سعة 200 لتر فوق متوسط ​​السنوات الخمس الماضية بنسبة 45%.

 

وفي غالكاسيو، أدى استمرار الجفاف الناجم عن المناخ، والذي تفاقم بسبب الصراع المستمر والجراد وجائحة كورونا، إلى تغذية الجوع في الصومال وسيترك 7.7 مليون شخص -ما يقرب من نصف السكان- في حاجة ماسة إلى المساعدة الإنسانية بحلول عام 2022.

 

ويحتل الصومال المرتبة الأولى في مؤشر الجوع العالمي، حيث يعاني أكثر من نصف سكانه من مستويات خطيرة للغاية من الجوع وسوء التغذية.

 

وقالت النازحة، خضرة يوسف صليبان، 48 عاماً، من مخيم بالي دوكول: “لدي مخاوف كثيرة من عدم وجود الماء والطعام لأولادي ووالدي، ماشيتنا هي العمود الفقري لحياتنا، لقد فقدت كل شيء في الجفاف الأخير، بدون الماء والطعام سيكون هناك موت لماشيتنا ولأسرنا، ولا سيما الأطفال وكبار السن”.

 

وقال المدير التنفيذي لـ WASDA، أيدروس دار، إحدى المنظمات المحلية الشريكة لأوكسفام: “لقد شاهدت حالات الجفاف منذ عام 1991 ولم أشاهد أبدًا جفافاً أثر على الناس بشكل سيئ مثل هذا.. فقد العديد من الرعاة 100% من مواشيهم، قلقنا الأكبر هو المجاعة الوشيكة”.

 

وأعلنت “أوكسفام” أنها بحاجة ماسة إلى 15 مليون دولار، للمساعدة في تعزيز استجابتها الإنسانية في الصومال وإنقاذ الأرواح.


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية