إندونيسيا.. 8.6 مليون مواطن يعيشون في نطاق 10 كيلومترات من بركان نشط

إندونيسيا.. 8.6 مليون مواطن يعيشون في نطاق 10 كيلومترات من بركان نشط

يعيش أكثر من 70% من سكان إندونيسيا، أي حوالي 175 مليون شخص، على بُعد 100 كيلومتر من واحد أو أكثر من البراكين النشطة البالغ عددها 130 في البلاد، فيما يعيش 8.6 مليون إندونيسي في نطاق 10 كيلومترات من بركان نشط، وفقا لتقرير صادر عن مؤسسة "ماندالا جديدة".

ويشير التقرير الذي نشرته "ماندالا جديدة"، وهي مؤسسة أكاديمية لها دور رائد في رقمنة دراسات جنوب شرق آسيا، أنه بعد الانفجارات البركانية، غالبًا ما يتم تشجيع المجتمعات على "إعادة البناء بشكل أفضل"، ولكن هل من الممكن إعادة البناء بشكل أكثر أمانًا، وإذا كان الأمر كذلك، فكيف؟ ما هي الخطوات التي يمكن اتخاذها بعد وقوع الكارثة لتطوير القدرة على الصمود ضد الأخطار المستقبلية؟

وأشار التقرير إلى أن الثوران الأخير لجبل سيميرو في ديسمبر 2021 في جزيرة جاوة الإندونيسية يحمل أوجه تشابه مذهلة مع ثوران جبل ميرابي 2010، باعتباره البركان الأكثر نشاطًا في إندونيسيا، وهو يقع في واحدة من أكثر مناطق جاوة كثافة سكانية.

وتسبب ثوران عام 2010 في نزوح 350 ألف شخص وتسبب في مقتل 353 وإصابة 577 آخرين، وتضرر ما يقرب من 4000 منزل بسبب تدفقات المواد البركانية، كما هو الحال مع جبل سيميرو، تسببت الأمطار الغزيرة قبل وبعد الثوران البركاني في حدوث حالة من الانهيارات التي جرفت الرماد والصخور إلى المدن ودمرت البنية التحتية الحيوية.

ومن المثير للقلق أن الفجوة بين توافر المعونة العالمية والطلب عليها آخذة في الاتساع، مع توقع عجز قدره 15 مليار دولار في الأموال اللازمة لتلبية الاحتياجات الإنسانية العالمية. 

وتوصلت دراسة أجراها مركز أبحاث وبائيات الكوارث إلى أن أكثر من 116 مليون منزل على مستوى العالم تضررت أو دمرت بسبب الكوارث بين عامي 1994 و2013، وعلى مدى السنوات العشرين التالية من عام 2000 إلى عام 2019، تضاعفت الخسائر الاقتصادية العالمية تقريبًا، وبلغت قيمتها حوالي 2.97 دولار أمريكي تريليون دولار مقابل 1.63 تريليون دولار.

وفي المتوسط، يكون الأشخاص الذين يقيمون في البلدان منخفضة الدخل (مقارنة بالدول ذات الدخل المرتفع) أكثر عرضة للإصابة 6 أضعاف، أو يفقدون منازلهم، أو ينزحون، أو يحتاجون إلى مساعدة طارئة بعد وقوع كارثة.

ويتمثل أحد المكونات الرئيسية للتخفيف من هذه الآثار في الاستثمار في مساكن أكثر أمانًا ومرونة، قبل وقوع الكوارث وبعدها. 

يُعد (Build Back Better (BBB ​​شعارًا أساسيًا لرؤية التعافي بعد الكوارث لإطار سنداي لتقليل التعرض للكوارث المستقبلية ودعم مرونة المجتمع لمواجهة الصدمات المادية والاجتماعية والبيئية والاقتصادية.

في سياق الضرر الناجم عن الانفجارات البركانية في إندونيسيا، يوفر BBB الفرصة لإعادة بناء البنية التحتية والأنظمة التي تكون أقوى وأكثر أمانًا وأكثر مقاومة للكوارث، قد يشمل ذلك إدخال قوانين ولوائح البناء، ووضع وتنفيذ قوانين تخطيط استخدام الأراضي التي تحد من إعادة الإعمار في المواقع عالية الخطورة، أو استبدال الأصول التالفة ببدائل حساسة للسياق ومحدثة تقنيًا، وبالتالي، فإن التعافي بمثابة فرصة للبنية التحتية ذات الحجم المناسب لتلبية احتياجات المجتمع بشكل أفضل.
 


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية