لا تخف.. الخوف لا يمنع الموت بل الحياة

لا تخف.. الخوف لا يمنع الموت بل الحياة

 

 

هل يمكن أن يكون الخوف قوة مدمرة للغاية في حياة الشخص؟

ياتي أصل كلمة FEAR في اللغة الإنجليزية بمعنى الخوف من الكلمة الإنجليزية القديمة FERA  والتي تعني حرفياً الهجوم المفاجئ والتي تضارع الكلمة الألمانية القديمة جداً FARA  والتي تعني يهاجم أو يوقع في الفخ ،فهذا الأمر هو ما يفعله الخوف فينا، يهاجمنا ويوقعنا في الأسر ولهذا قال الطبيب النفسي “فيكتور فرانكل” الذي نجا من معسكر الاعتقال النازي “الخوف يجعل ما تخاف منه يصبح حقيقياً” .

إن القوة المدمرة للخوف إذا تركت بلا رقابة يمكن أن تكون مهلكة.

ولعل السؤال ما هي أخطر الأشياء السلبية التي يمكن أن يتسبب بها الخوف في حياة الشخص “؟

إن أسوأ شبء بشأن الخوف هو قدرته على تضخيم نفسه وقد قال “سي إفريت كوب ” وزير الصحة الأمريكي السابق: يتمتع الناس بحس خاطئ حول ما هو خطير، فإذا لم تكن مقتنعاً بهذه العبارة فكر إذن في هذا السؤال:” هل تخاف من الطيران ؟ هل تعلم أنه من المرجح أكثر أن تموت مختنقاً بقطعة من الطعام أكثر من احتمال موتك من تحطم طائرة ؟

أتخاف من الموت في حادث سرقة؟

إن احتمالات موتك بينما تمارس الرياضة ضعف احتمالات موتك بسبب طعن اللص لك.

وهل تخاف من أسماك القرش ؟

كل عام تقتل الخنازير اشخاصاً أكثر ممن تقتلهم أسماك القرش .

أتخاف من إجراء عملية جراحية ؟

احتمالات موتك في حادث سيارة تفوق بستين مرة احتمالات موتك بسبب مضاعفات العملية الجراحية .

نادراً مايحدث الشيء الذي نخاف حدوثه، ففي عقولنا نتخيل كوارث قادمة من الأرجح أنها لن تحدث أبداً وعندما لا تحدث نفكر قائلين الحمد لله لقد كانت وشيكة الحدوث في حين أن أفكارنا هي الشيء الوحيد الذي يصنع خطراً محتملاً بالنسبة لنا.

هل الخوف يتسبب في التوقف عن العمل؟

كان هناك شخص يجمع بيانات الإحصاء على وشك الذهاب إلى منطقة ريفية من أجل إنهاء العمل في المنطقة الخاصة به، وبينما كان يقود سيارته على الطريق الريفي رأى العديد من المنازل واضعة لوحات مكتوباً عليها ” احترس من الكلاب ” وعند بوابة العنوان الأخير في قائمته رأى لوحة أخرى تحمل عبارة “احترس من الكلاب “، و  عندما دخل فناء مزرعة بالقرب من مخزن حبوب ولخوفه من الخروج من سيارته ضغط على بوق السيارة وسريعاً خرج رجل من مخزن الحبوب معه كلب صغير من نوع الشيواوا يسير بجواره.

وعندما انتهى جامع البيانات من طرح أسئلته واستيفاء أوراقه ذكر أنه رأى عدداً كبيراً من لوحات التحذير من الكلاب وسأل ” هل هذا الكلب هو الكلب الذي تحذر منه اللوحات؟

فأجاب المزارع نعم بالتاكيد هو وحمل الكلب اللطيف ولكن الكلب لا يستطيع إخافة أي شخص “.

فقال المزارع أعلم ذلك ولكن اللوحات تفعل الأمر ” والدرس هنا هو أن الخوف مثل اللوحة التحذيرية التي تجعلنا نخاف من الكلب الذي لا يمكنه أن يؤذينا .

والأشخاص الذين يسمحون لبعض أنواع الخوغ بالسيطرة عليهم يجدون أنفسهم أكثر خوفاً بشكل متزايد ويمكن أن يؤدي هذا الأمر إلى الوقوع في دائرة مفزعة موهنة للقوى.

ان الخوف يجعلنا خائفين من القيام بشيء قد يفيدنا فالقيام بالعمل سوف يتطلب منا التحرك نحو المجهول وقد يكون هذا المجهول مرعباً ولكن إذا استسلمنا إلى الخوف فلن نتقدم للأمام ولن نتلقى فائدة ما تجنبنا عمله ولن نكتسب الخبرة القيمة التي تجعلنا أفضل علماً ونتيجة لذلك نظل جاهلين بشأن هذا المجال من الحياة والجهل دائماً ما يولد المزيد من الخوف، ما يزيد من صعوبة التقدم والقيام بالعمل .

لا يمكننا أن نسمح للخوف بإصابتنا بالشلل وكما قال “جون إف كيندي ” هناك مخاطر وتكلفة للأفعال ولكنها أقل للغاية من مخاطر وتكلفة الركون لعدم العمل “إذا كنا خائفين كثيراً من الإخفاق فلن نفوز أبداً على الأرجح وإذا كنا خائفين من الموت فلن نستطيع الاستمتاع بحياتنا فكل شيء في الحياة ينطوي على بعض درجات الخطر .

قال هاري ترومان الرئيس الثالث والثلاثون للولايات المتحدة “أسوأ الأخطار التي نواجهها هو خطر أن نصاب بالشلل جراء الشكوك والمخاوف وهذا الخوف يجلبه الأشخاص الذين يتخلون عن الإيمان ويسخرون من الأمل ويجلبه الأشخاص الذين ينشرون مذهب الشك والتشتيت ويحاولون أن يعمونا عن أفضل فرصنا لفعل الخير لكل البشرية.

والخوف والقلق شعوران موهنان فهما فائدة تدفعها مقدماً على مال لم تحصل عليه بعد وكلاهما يقوض الإيمان بانفسنا وبالآخرين والإيمان بالله.

يقول المثل الألماني القديم الخوف يجعل الذئب أكبر من حجمه الحقيقي ويسبب ذلك عندما يسمح الناس للخوف بالسيطرة عليهم يهدرون طاقة قيمة بطرق يجب ألا يهدروها فيها كيف ذلك ؟ أحياناً يتجنبون أشياء لا يمكن أن تؤذيهم حقاً مثل الشخص الذي عاد إلى الكوخ الذي يقضي فيه إجازته من رحلة التنزه مشياً مصاباً بخدوش وكدمات شديدة.

فسألت زوجته ماذا حدث ؟

فاجاب الرجل صادفت ثعباناً في الطريق.

ردت عليه المرأة ألا تذكر ؟ قال لنا حارس المنطقة بالأمس إن الثعابين الموجودة هنا ليست سامة.

لا ينبغي أن تكون سامة كي تجعلك تقفزين من فوق جرف بارتفاع عشرين قدماً.

من الواضح أن خوف الرجل وليس الثعبان كان هو المشكلة .


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية