البرهان: الحوار السياسي بالسودان فرصة تاريخية لإكمال المرحلة الانتقالية

البرهان: الحوار السياسي بالسودان فرصة تاريخية لإكمال المرحلة الانتقالية

يدخل السودان، اليوم الأربعاء، مرحلة جديدة في تاريخه الحديث، تأتي في أعقاب ثورة أطاحت بالرئيس السابق عمر البشير، ومرحلة انتقالية متعثرة مرت بالكثير من الصعوبات والتظاهرات والمسيرات الاحتجاجية التي اندلعت في مختلف أنحاء البلاد، للمطالبة بإرساء الحكم المدني، وإبعاد الجيش عن أي صراعات سياسية.

وأكد رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، أن الحوار الذي سينطلق، الأربعاء، فرصة تاريخية لإكمال المرحلة الانتقالية حتى تمضي وفق ما يرجوه الشعب السوداني.

وقال البرهان، في خطاب مساء الثلاثاء، إن السودان يمر بمرحلة انتقالية، نجم عن عدم التوافق فيها، ما يهدد أمن وسلامة الوطن والمواطن، مما حدا بكثير من أبناء الوطن وكياناته المختلفة، مستشعرين المخاطر الوشيكة، إلى تقديم المبادرات واقتراح المعالجات والحلول التي تعيد للدولة تماسكها وتبث الطمأنينة في نفوس شعبها.

دعوة الحوار

وأشار إلى أن معظم القوى الوطنية بمختلف أطيافها استجابت إلى دعوة الحوار التي تسهلها الآلية الثلاثية المكونة من الاتحاد الإفريقي ومنظمة الإيجاد وبعثة الأمم المتحدة (يونيتامس) والتي أعلنت عن بدء فعالياته اليوم.

وقال البرهان، إن المكون العسكري، التزم وتعهد منذ إبريل 2019، بالعمل مع كل مكونات الشعب السوداني، من أجل ضمان تحقيق أحلامه وتطلعاته في بناء دولة الديمقراطية والكرامة.

وشدد رئيس مجلس السيادة السوداني، على الالتزام التام بالعمل مع الجميع حتى الوصول بالمرحة الانتقالية إلى نهايتها بأسرع ما يمكن، وهي انتخابات حرة وشفافة يختار فيها الشعب من يحكمه، لافتا إلى دعم العملية التي دعت إليها الآلية الثلاثية وتقديم التسهيلات اللازمة لتهيئة البيئة للحوار.

التحول الديمقراطي

وطلب من المكونات المختلفة المعنية بهذا الحوار أن تبادر بالاستجابة وألا تقف حجر عثرة في طريق استدامة الانتقال والتحول الديمقراطي، لأن السودان وشعبه يستحقان أن نسمو فوق خلافاتنا ونعلي شأنه ووحدته وأمنه فوق أي اعتبارات.

وقال البرهان: "نحن في المنظومة العسكرية والأمنية، ومن منطلق إيماننا بالتحول الديمقراطي، نجدد التزامنا بالعمل على تنفيذ مخرجات الحوار، ونجدد مسبقا الحرص على النأي بالمؤسسة العسكرية من المعترك السياسي، فور توفر المطلوبات لذلك وهما التوافق الوطني الذي تيسره الآلية الثلاثية أو الانتخابات التي هي الأداة الشرعية لتداول السلطة".

وأعرب رئيس مجلس السيادة السوداني عن شكره لأصدقاء السودان الذين يدعمون الانتقال وإكمال التحول الديمقراطي، وخاصة دول الجوار التي تقف إلى جانب شعب السودان، والآلية الثلاثية وكل من سعى وساهم في مسيرة الانتقال المفضي إلى دولة العدالة والسلام والحرية.

أزمة معقدة

ومنذ الخامس والعشرين من أكتوبر 2021، يعيش السودان أزمة معقدة، حيث تسببت موجة من الاحتجاجات المستمرة في تعطيل العديد من مناحي الحياة، كما علقت الولايات المتحدة ومؤسسات التمويل الدولية وبلدان الاتحاد الأوروبي مساعدات بمليارات الدولارات احتجاجا على إجراءات الجيش.

وحذرت الأمم المتحدة وممثلو الولايات المتحدة وعدد من الدول الأوروبية في مجلس الأمن الدولي من مخاطر تحيط السودان، بسبب العوائق الموضوعة أمام عملية التحول المدني واستمرار العنف ضد المحتجين.

وقال مجلس الأمن الدولي قبل نحو أسبوعين إن هنالك مخاطر تحيط بالأوضاع العامة في السودان، بما في ذلك الاستقرار السياسي والاجتماعي والاقتصادي، محذرا من إضاعة فرصة تخفيف الديون والدعم الدولي إذا لم يتم التوصل بنهاية يونيو إلى حل للأزمة.

 


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية