انتقادات صينية وروسية حادة لقمة الرئيس الأمريكي حول الديمقراطية

انتقادات صينية وروسية حادة لقمة الرئيس الأمريكي حول الديمقراطية

 

انتقدت الصين وروسيا والبعض في الولايات المتحدة، القمة الافتراضية التي نظمها الرئيس الأمريكي جو بايدن، الجمعة، حول الديمقراطية في دول العالم المختلفة.

 

وقال الرئيس الأمريكي في كلمته أمام المشاركين عبر تقنية الفيديو، إن الديمقراطية لا تعرف حدوداً، هي تتحدث كل اللغات، وتحيا بين الناشطين المكافحين ضد الفساد، وبين المدافعين عن حقوق الإنسان، وبين الصحفيين أيضاً.

 

وأشار “بايدن”، إلى أن الولايات المتحدة ستقف إلى جانب هؤلاء الذين يسمحون لشعوبهم بالتنفس بحرية ولا يخنقون شعبهم بقبضة من حديد”.

 

وقوبلت محاولة بايدن لتأكيد دور الولايات المتحدة كمرجع ديمقراطي، بانتقادات كثيرة، كما أثارت لائحة الضيوف التي تضم نحو مئة حكومة ومنظمة غير حكومية وشركة وجمعية خيرية، غضب البلدان المستبعدة عن القمة، وعلى رأسها الصين وروسيا.

 

وحققت بكين، التي كانت غاضبة بسبب دعوة الرئيس الأمريكي تايوان إلى القمة رغم اعتبارها مقاطعة صينية، انتصاراً في منتصف القمة، حيث أعلنت نيكاراغوا، الخميس، قطع العلاقات الدبلوماسية مع تايوان، واعترفت بالصين الشعبية.

 

ووصفت بكين السبت الديموقراطية الأمريكية بأنها “سلاح دمار شامل”، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية في بيان نُشر على الإنترنت إن “الديمقراطية أصبحت منذ فترة طويلة سلاح دمار شامل تستخدمه الولايات المتحدة للتدخل في الدول الأخرى”، متهماً أيضاً واشنطن بـ”إثارة ثورات ملونة في الخارج”.

 

واستُبعدت الصين من القمة الافتراضية التي استمرت يومين، إلى جانب دول أخرى مثل روسيا والمجر، واتهمت الرئيس الأمريكي صراحة بتأجيج الانقسامات الأيديولوجية الموروثة من الحرب الباردة.

 

وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية أيضاً إن القمة نُظمت “لرسم خطوط تَحامُل أيديولوجيّة، واستغلال الديمقراطية والتحريض على الانقسام والمواجهة”.

 

وتعهدت الصين من جهتها بـ”مقاومة كل أنواع الديمقراطية الزائفة ومعارضتها بحزم”.

 

وتفاقمت التوترات بين أكبر قوتين في العالم في السنوات الأخيرة، على خلفية المنافسة التجارية والتكنولوجية وحقوق الإنسان وحول قضية شينجيانغ وتايوان.

 

وقالت الخارجية الروسية في بيان، إن منظمي القمة يزعمون قيادة العالم في مجال نشر الديمقراطية وحقوق الإنسان، لكن سجلاتهم وسمعتهم بعيدة عن المثالية.

 

وأشار البيان إلى أن “الأدلة تشير إلى أن الولايات المتحدة وحلفاءها يجب ألا يزعموا أنهم «منارة» للديمقراطية، لأنهم أنفسهم لديهم مشاكل مزمنة مع حرية التعبير وإدارة الانتخابات والفساد وحقوق الإنسان”.

 

وفي إشارة إلى سياسات الولايات المتحدة بشأن أفغانستان ودول أخرى قال البيان “إن المغامرات العسكرية بهدف فرض الديمقراطية قادت إلى حروب دموية ومآسٍ وطنية”.

 

وتعرض بايدن أيضاً لانتقادات داخلية، فمن ناحية، ينتقده الجمهوريون لأنه ليس أكثر تشدداً مع الصين، ومن ناحية أخرى، وجّه دانيال إلسبيرغ الذي سرب معلومات عن حرب فيتنام، انتقادات لإدارة بايدن بسبب سعيها لتسليم بريطانيا جوليان أسانج، مؤسس موقع “ويكيليكس” الملاحق لكشفه النقاب عن معلومات حول حربي العراق وأفغانستان.

 

الحدث الذي نظمته واشنطن افتراضياً بسبب وباء كوفيد-19، هدفه -بحسب البيت الأبيض- الكشف عن الصراع بين الديمقراطيات، والأنظمة الديكتاتورية والأنظمة الاستبدادية، وهي في صلب السياسة الخارجية لبايدن.

 

وقالت مساعدة وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الأمن والديمقراطية وحقوق الإنسان أوزرا زيا: “نحن في لحظة الحقيقة من أجل الديمقراطية، بدون شك”.

 

وأضافت أن الديمقراطيات في العالم “تواجه تحديات متزايدة مصدرها التهديدات الجديدة”، وقالت: “في جميع أنحاء العالم تقريباً، شهدت هذه الدول درجات متفاوتة من التراجع الديمقراطي”.

 


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية