هل تشعل الأزمة الأوكرانية صراعات مسلحة بالعالم على رأسها طهران وإسرائيل؟

هل تشعل الأزمة الأوكرانية صراعات مسلحة بالعالم على رأسها طهران وإسرائيل؟

أثارت الحرب الروسية الأوكرانية المخاوف، من اندلاع صراعات عسكرية في مناطق عدة حول العالم، فبنظرة عابرة على خريطة العالم ستجد عددا من المناطق المرشحة للانفجار، حيث تُعرف في دوائر صناعة القرار بـ"مناطق الصراعات المجمدة". 

وتعد أبرز البؤر الملتهبة تايوان، وإقليم كشمير المتنازع عليه بين الهند وباكستان، وأخيرًا ما حذر منه تقرير لصحيفة "ديلي بيست" الأمريكية من ارتفاع فرص اندلاع مواجهة مباشرة بين إسرائيل وطهران بأبعاد عالمية خاصة بعد تصاعد التوتر حول البرنامج النووي الإيراني وانتهاج سياسة الاغتيال الإسرائيلية بمبدأ الأخطبوط. 

قضية تايوان تعود للساحة من جديد   

 عادت قضية تايوان للظهور على الساحة الدولية من جديد عقب التحركات الأمريكية في المحيط الهادئ، والتحالفات التي أقامتها مع دول اليابان وأستراليا والهند، ما أثار حفيظة الصين والتي بدورها تحاول رسم خارطة مستقبلها السياسي، ما يؤكد أن الملف التايواني مرشح للعودة على الساحة الدولية بشكل دراماتيكي.

واعتبرت صحيفة ديبلومات الدولية، أن الرئيس الأمريكي جو بايدن كشف الأمور فيما يسمى بــ"الغموض الإستراتيجي" حول تايوان، وقوله إنه سيتدخل لصالح الدفاع عن الدولة الجزيرة في حال غزوها من قبل الصين، مؤكدًا أن هذا التزام أمريكي قاطع.

وفي تقارير صحفية أكد خبراء أن نجاح روسيا في أوكرانيا سيجشع الصين على الأرجح للقيام بالتحرك ضد تايوان، لكن ذلك ليس في حكم الأمر النهائي، لأن الصين تعاني من مشكلات اقتصادية وقد ترجح الحاجة لإنعاش اقتصادها على القيام بخطوة ستكلفها كثيرًا.   

ويرى بعض المراقبين أن رد الفعل الضعيف من جانب الولايات المتحدة وحلفائها في أوروبا سيشجع شي جين بينج، على القيام بالسيطرة العسكرية على الجزيرة.

إقليم كشمير وأهميته الإستراتيجية

يُعد إقليم كشمير بؤرة ملتهبة نظرًا لما له من أهمية إستراتيجية لكل من الهند وباكستان، إذ تعول عليه الهند في لعبة توازن القوى مع الصين، في حين تنبع 3 أنهار من أصل 6 في باكستان منه، في وقت ينبع الـ3 الأُخر من الهند، بالإضافة إلى ترابط الإقليم اقتصادياً بباكستان عبر ميناء كراتشي، إلى جانب العرقية الدينية التي تميل إلى باكستان ذات الغالبية المسلمة.

وتقيم باكستان حجتها في أحقيتها بضم الإقليم، بأن غالبية السكان من المسلمين، إلى جانب أن سيطرة الهند على الإقليم تعرض نُظم الري ومشروعات القوى الكهربائية في باكستان إلى الخطر، بالإضافة إلى أنه يُعرض مشروع طريق الحرير مع حليفتها الصين إلى الخطر، ما يهدد علاقات البلدين، الأمر الذي لا تحبذه باكستان، في حين تستند الهند إلى موافقة حكومة كشمير الشرعية بالانضمام إليها في 1947، ما دفعها للقيام بمشروعات تنموية ضخمة لتطوير اقتصاد الإقليم وربطها بطرق النقل في الهند، وذهبت إلى أن مطالب باكستان لاستغلال مياه الأنهار للري أو لتوليد القوى الكهربائية يمكن أن تنظمه اتفاقية دولية.

 المساعي الهندية لضم الإقليم توازيها تحركات اقتصادية على الأرض في محاولة لتوطيد الربط بين الإقليم والهند وكسب ولاء السكان، الأمر الذي لم تقابله باكستان باهتمام مماثل.

صوت العقل ما يحتاجه العالم

 قال أستاذ الاقتصاد السياسي والعلاقات الدولية، رشاد عبده: "إن الخلل عند حدوثه يعم كل شيء، والعالم يعيش في فوضى وحالة من عدم اليقين، لقد تفاءلنا بالإدارة الأمريكية الجديدة وما قد تعقده من ترابطات مع إيران ولكن للأسف يحكم أمريكا رجل ضعيف خائف يحاول صنع توازن، فبعد إقدامه على إزالة إيران من قوائم الإرهاب رفضت إسرائيل، كذلك خوفه من رفض الجمهوريين ما أثار حفيظة إيران، هي دوامة شديدة يقبع فيها العالم".

وتابع: "تمارس إسرائيل ضغوطا من جانبها على طهران في صورة خطف وقتل، يتصورون أنهم أسياد الكون يأمرون والجميع ينفذ، ورغم كل ذلك هل تستطيع إسرائيل ضرب إيران وهل هذا وقت مناسب، وماذا سيكون رد الفعل، وهل ستتدخل أمريكا في المعادلة وما شكل تدخلها، وهل ستشكل إيران خطورة حقيقية على إسرائيل، ما يظهر أن إيران ليست بخصم ضعيف وما يحدث جس نبض لاختبار مدى قوتها".

وأكد الخبير الاقتصادي أن العالم يعيش صراعًا يسمى بـ"الجيوسياسي"، تترتب عليه مرحلة عدم اليقين وهي مرحلة لها تداعياتها السلبية على الاستثمار وارتفاع أسعار النفط والغاز، يحتاج العالم إلى تحكيم صوت العقل "نحن في مرحلة صعبة وما هو آتٍ خراب على العالم، وهناك مؤشر خطير وهو رفض بعض الدول تصدير المواد الغذائية، مما يُنذر بحدوث مجاعة".

 

 لا حرب ثالثة لهذا العالم

وقال الخبير الأمني ورئيس جهاز أمن الدولة المصرية سابقًا، فؤاد علام: "إن المنتظر حدوثه نتيجة للحرب الروسية الأوكرانية سيكون على كافة المستويات، وسيخلف آثارًا مدمرة لكل دول العالم، وليس بشرط أن ينال الخراب الدول الصغرى فقط، إن ألمانيا معرضة بدورها لأزمة اقتصادية طاحنة وكذلك إنجلترا".

وتابع الخبير الأمني: "أستبعد حدوث حرب عالمية ثالثة، فما وجدته الدول من الحرب العالمية الثانية يجعلها ترتعد من مجرد الفكرة، خاصة أنه إذا حدثت ستقود حتمًا إلى حرب ذرية يفنى بسببها العالم بأجمعه".

وأكد علام أن رغم ما يعانيه العالم من حالة ارتباك شديد إلا أنني أستبعد تمامًا الاقتراب من حرب عالمية، فليس هناك من دولة تتجرأ على شن تلك الحرب، فكلما اقتربوا من تلك الفكرة سنجدهم يتراجعون على الفور.

 

 

 


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية