بعد انتحار تلميذ أمريكي.. التنمّر السبب الرئيسي وراء انتشار الظاهرة بين الأطفال

بعد انتحار تلميذ أمريكي.. التنمّر السبب الرئيسي وراء انتشار الظاهرة بين الأطفال

أقدم طفل أمريكي مؤخرًا على الانتحار، بعدما تعرض لتنمر شديد على مدار أشهر، في أحدث دليل يظهر خطورة هذه الظاهرة المنتشرة في المدارس حول العالم. 

ووجدت دراسة أن 1 من بين 8 شباب حول العالم لديهم سلوكيات انتحارية، حيث يرتبط التنمر بقوة بمحاولات الانتحار، وذلك وفقا لما جاء في صحيفة "الإندبندنت" البريطانية. 

وقالت الدراسة التي أجراها علماء في جامعة "ولفرهامبتون" البريطانية وجامعة "قوانجتشو" الطبية في الصين، إن هناك حاجة إلى تعزيز السياسات والإجراءات للحد من ظاهرة التنمر، من أجل معالجة السلوكيات الانتحارية بين الشباب. 

وعن عدد الأشخاص الذين ينتحرون كل عام قالت الدراسة إن هناك 800 ألف شخص ينتحرون كل عام في جميع أنحاء العالم، ويحتل الانتحار المرتبة الثانية في الأسباب الرئيسية للوفاة للأفراد البالغ عمرهم بين 10 إلى 24 عامًا، أما انتحار الأطفال فقد وصل عدد المنتحرين منهم سنويا إلى 220 ألفا. 

وأثبتت الدراسة أن من بين 83 دولة، كانت أعلى نسبة للسلوكيات الانتحارية في الدول الإفريقية، وبشكل عام، فقد تعرض أكثر من ثلث المراهقين للتنمر.

وبحسب منظمة الصحة العالمية، يعد الانتحار رابع سبب للوفاة بين اليافعين من الفئة العمرية بين 15-19 عاما. 

وعربيًا تحل مصر المرتبة الأولى من ناحية معدلات الانتحار، متفوقة في ذلك على دول تشهد نزاعات مسلحة وحروبا أهلية.

ويليها السودان ثم اليمن فالجزائر، ففي عام 2019، انتحر في مصر وحدها 3022 شخصا، بحسب إحصاءات المنظمة، وتشكك المؤسسات الحكومية المصرية في هذه الأرقام وتصفها بالتقديرات غير الدقيقة، لكنها لا تنفي الظاهرة.

التنمر سبب انتحار الطفل الأمريكي

وعلى حسب عائلته فإن سبب وفاة الطفل الأمريكي كان التنمر، وتقول عائلة الطفل نيت برونستاين "15 عاما" إن ابنها كان من الممكن أن يظل على قيد الحياة، في حال لو اتخذ مدير المدرسة في شيكاغو إجراءات رادعة بحق المتنمرين عليه، ولذلك، تريد العائلة أن يتم إقصاء مدير المدرسة من منصبه الجديد، نظرا لفشله في منع وقوع المأساة وتأديب المتنمرين، وفق ما أوردت صحيفة "نيويورك بوست" الأمريكية. 

وقالت الأم روزلين إنها رفعت دعوى قضائية ضد المدرسة ومديرها السابق، تطالب بتعويض قدره 100 مليون دولار، وأوضحت في الدعوى أن المدرسة والمدير تجاهلا معاناة ابنها الراحل لشهور، حيث كان يتعرض لتنمر لا رحمة فيه.

وشنق الطفل نفسه في يناير الماضي، بعد أشهر من تنمر زملائه عليه، وبدأ الأمر جزئيا، كما يقول الوالدان، بإشاعة أكاذيب بين طلبة المدرسة أن نيت لم يأخذ اللقاح المضاد لكورونا. 

 وبعدها بدأ زملاء نيت يضايقونه بسؤال متكرر حول التطعيم، وإذا ما كان والداه مناهضين للتطعيم، وتقول الأم إنها تواصلت مع إدارة المدرسة لوضع حد لهذا التنمر، لكن لم يحدث أي تحسن، بل زادت الأمور سوءا، إذ إن معلما في المدرسة قام بتوجيه كلام قاسٍ له أمام الطلبة في الفصل الدراسي.

والغريب في هذه القصة أنها وقعت في مدرسة مرموقة بمدينة شيكاغو الأمريكية، وبعدما ترك المدير المدرسة في شيكاغو، انتقل إلى نيويورك حيث سيتولى إدارة مدرسة مرموقة هناك. 

وتقول الأم: "أحذر جميع أولياء أمور، سيحدث هذا مرة أخرى "التنمر والانتحار"، لن يتمتع أطفالهم بالحماية في تلك المدرسة تحت قيادة هذا المدير"، وأضافت أن المدير لا يهتم بالطلبة، بل يهتم فقط بمصالحه.

ليس الأخير.. انتحار طالبة تعرضت لمضايقات عنصرية

أعلنت منطقة تعليمية بولاية يوتا الأمريكية، الجمعة، عزمها فتح تحقيق مستقل في تنمر مزعوم على فتاة تبلغ من العمر 10 سنوات، انتحرت بعد أن قالت أسرتها إنها تعرضت لمضايقات من زملائها الطلاب كونها من أصول إفريقية ومصابة بالتوحد.   

وتتهم أسرة إيزابيلا تيتشينور المنطقة التعليمية بعدم القيام بما يكفي لحماية ابنتهم، بعد أن أبلغوا المدرسة عن تعرض طفلتهم للتنمر، ويمثل التحقيق الخارجي تصعيدا للإجراءات بعد أن قالت منطقة ديفيس التعليمية في وقت سابق من هذا الأسبوع إنها تجري تحقيقا خاصا بها، وإنها استجابت بشكل مناسب و"عملت على نطاق واسع مع الأسرة" بشأن الشكاوى التي تقدموا بها، وقالت المنطقة التعليمية في بيان أرسلته المتحدثة شونا لوند إن "وفاة إيزابيلا مأساوية ومدمرة"، حسبما نقلت "الأسوشيتد برس"، وأضافت "سوف نجري تحقيقا مستقلا لمزيد من البحث في هذا الأمر ومراجعة طريقة تعاملنا مع المشكلات الحرجة، مثل التنمر، لتوفير بيئة آمنة ومرحبة لجميع الطلاب".

ووفقًا لتقارير صحفية، فقد صرح تايلر أيريس، وهو محامٍ يمثل أسرة إيزابيلا ووالدتها بريتاني تيتشينور كوكس، بأن الفتاة تعرضت للتنمر من قبل مجموعة صغيرة من الطلاب الآخرين في مدرسة فوكسبورو الابتدائية في شمال سولت ليك، الذين أطلقوا عليها لفظ "زنجية"، وقالوا لها إنها كريهة الرائحة وسخروا منها كونها مصابة بالتوحد. 

وأشار أيريس إلى أن الأسرة أبلغت المعلمين ومديري المدارس والمنطقة التعليمية بالتنمر، لكن لم يتم فعل أي شيء لوقف المضايقات، ووجهت وزارة العدل الأمريكية مؤخرا توبيخا للمنطقة التعليمية، حيث يمثل الطلاب من أصول إفريقية حوالي 1% فقط من حوالي 73 ألف طالب شمال سولت ليك سيتي، لفشلها في معالجة التمييز العنصري المنتشر على نطاق واسع.

لماذا يقدم المراهقون على الانتحار؟

أكدت منظمة الصحة العالمية، أن أسباب الانتحار تختلف من بلد إلى آخر بسبب الثقافات المختلفة وطبيعة الأشخاص، بالإضافة إلى اختلاف الانتحار في البلاد المتقدمة عنها في البلاد النامية، حيث ترتفع نسب الانتحار في البلدان المتقدمة عن غيرها من البلدان ذات الدخل المتوسط، كما أن اختلاف الثقافات والضوابط الدينية والإيمان بالغيبيات غالبا ما يؤثر على السلوك الشخصي للمقدم على الانتحار، ولكن حين تتراكم الأزمات الاجتماعية الضاغطة على الأفراد تبدأ فكرة الانتحار تراود الشباب كمخرج سلبي سريع من الأزمة التي يعانون منها، ويرصد التقرير التالي عوامل تؤدي إلى الانتحار. 

العوامل التي تؤدي إلى زيادة خطورة انتحار المراهقين:

الإصابة باضطراب نفسي، مثل الاكتئاب، وجود محاولات انتحار سابقة أو تاريخ عائلي من السلوك الانتحاري، وجود تاريخ عائلي من الإصابة باضطراب المزاج، وجود تاريخ من التعرض للاعتداء البدني أو الجنسي، التعرض للعنف، مثل الإصابة بسلاح ما أو التهديد به، سهولة الوصول إلى وسائل الانتحار، مثل الأسلحة النارية، فقدان الأصدقاء المقربين أو أفراد العائلة أو الخلاف معهم، تناول الكحوليات أو المخدرات، حدوث حمل عن علاقة غير شرعية، العزلة الاجتماعية سبب للتعرض للانتحار.

إرشادات للوقاية من الانتحار

 تصدر منظمة الصحة العالمية إرشادات بشأن تنفيذ نهجها في الوقاية من الانتحار بعنوان "عش الحياة"، وأكد مدير عام المنظمة أن الإرشادات الجديدة ترسم مسارا واضحا لتعزيز جهود الوقاية من الانتحار. 

 وتشتمل الإرشادات على 4 إستراتيجيات رئيسية، أولها تقييد الوصول إلى وسائل الانتحار مثل المبيدات شديدة الخطورة والأسلحة النارية. 

 وتثقيف وسائل الإعلام بشأن الصياغة المسؤولة للتقارير عن الانتحار، وتعزيز مهارات الحياة الاجتماعية-العاطفية لدى اليافعين، والتعرف المبكر على حالات تبدي أفكارا أو سلوكا انتحارية، وتقييمها وإدارتها ومتابعتها. 

ينبغي التعجيل في الوقاية من الانتحار

 تشجّع إرشادات "عش الحياة" على تنفيذ إجراءات تشمل تعزيز الصحة النفسية وبرامج مكافحة التنمر والربط بخدمات الدعم، ووضع بروتوكولات واضحة للعاملين في المدارس والجامعات عند التعرّف على مخاطر تتعلق بالانتحار. 

ووفقًا للمبادرة "عش الحياة"، قالت خبيرة الوقاية من الانتحار لدى منظمة الصحة العالمية الدكتورة ألكسندرا فلايشمن، إنه "في حين ينبغي التطلع إلى وضع إستراتيجية شاملة للوقاية من الانتحار كهدف أسمى لجميع الحكومات، فإن الشروع في جهود الوقاية بتنفيذ التدخلات الواردة في إرشادات عش الحياة من شأنه إنقاذ الأرواح ومنع المعاناة المفجعة لأولئك الذين يغيّب الانتحار أحبتهم". 

وتتضمن الإرشادات الجديدة أمثلة على تدخلات الوقاية من الانتحار الجاري تنفيذها حول العالم، في بلدان مثل أستراليا وغانا وغيانا والهند والعراق وجمهورية كوريا والسويد والولايات المتحدة الأمريكية.


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية