احذر.. واتساب و أبل لا يحميان الخصوصية

احذر..  واتساب  و أبل  لا يحميان الخصوصية

 

قامت شهرة ونجاح شركتي “واتسب” و”أبل” على أساس فكرة “حماية الخصوصية”، لا سيما عندما يتعلق ذلك بسرية الرسائل والمحادثات وهو ما جعل تلك الشركات تحقق مكاسب ضخمة من وراء خدماتها، أصبحت بموجبها شركات عملاقة تقدر قيمتها بملايين الدولارات.

 

وقال كبير مسؤولي التكنولوجيا في مركز الديمقراطية والتكنولوجيا بواشنطن، مالورى كنودل، إن مستنداً حديثاً ظهر من مكتب التحقيقات الفيدرالية لأول مرة يدعي أنه من السهل بشكل خاص جمع البيانات من التطبيقين من خلال فيسبوك طالما أن مكتب التحقيقات الفيدرالي لديه أمر استدعاء، وبالاستناد لهذا المستند يمكن الحصول على أي معلومات، بحسب مجلة “رولينج ستون”.

 

كان مؤسس شركة “فيسبوك” مارك زوكربرج، قد أوضح أن رؤيته تركز على الخصوصية واحترامها، وعلى أساس هذه الفكرة قامت فكرة خدمة واتساب وهي الخدمة الأكثر شعبية في العالم.

 

وهو ما أكده الرئيس التنفيذي لشركة أبل بقوله: “الخصوصية حق أساسي من حقوق الإنسان”، وشركة أبل “تؤمن بمنح المستخدم الشفافية والتحكم” وهي فلسفة الشركة التي تمتد لباقي خدماتها، وذلك حفاظاً على فئات بعينها مثل الصحفيين والنشطاء ومنتقدي الحكومة الذين يقلقون بشأن المراقبة الجماعية الحكومية والانتقام السياسي.. وأدوات المراسلة الآمنة تعني لهم الكثير.

 

تأتي هذه التصريحات في حين أن وثيقة مكتب التحقيقات الفيدرالي لا تحمل أي إشارة واضحة على أن التطبيقات المذكورة قادرة على حماية المعلومات الواردة فيها من المتطفلين والمتسللين.

 

وتصف الوثيقة وكالات إنفاذ القانون بأنها قادرة من خلال مسارات قانونية متعددة على استخراج بيانات المستخدم الحساسة من تطبيقات المراسلة الشائعة.

 

وتفتح الوثيقة التي تحمل عنوان “الاختراق القانوني” والتي تم إعدادها بشكل مشترك من قبل فرع العلوم والتكنولوجيا التابع للمكتب وقسم التكنولوجيا التشغيلية، الباب على مصراعيه أمام فكرة قدرة مكتب التحقيقات الفيدرالي في الحصول بشكل قانوني على البيانات من تطبيقات المراسلة الشائعة.

 

الوثيقة المذكورة مؤرخة في يناير 2021، وهي دليل داخلي لمكتب التحقيقات الفيدرالي حول أنواع البيانات التي يمكن أن تطلبها وكالات إنفاذ القانون في الولايات المتحدة لتسعة من أكبر تطبيقات المراسلة.

 

ويقول الخبراء القانونيون إنه من النادر الحصول على وثيقة كهذه، تحتوي على معلومات تفصيلية حول اختراق وسائل الاتصال.

 

من قبل كانت هناك فضيحة إعطاء “فيسبوك” بيانات شخصية لأكثر من 50 مليون مستخدم تم جمعها لإنشاء ملفات تعريف نفسية للناخبين الأمريكيين، وسعى بعدها مارك زوكربرج لإعادة تسمية وتسويق عملاق الوسائط الاجتماعية للتغطية على الفضيحة.

 

كان فيسبوك من البداية يروج لنفسه كشركة تكنولوجية مبنية على حماية الخصوصية ومن هذه الفكرة جاء تطبيق واتساب كأحد منتجات هذه الشركة المعبرة عن سياساتها والذي حصلت على حقوقه مقابل 19 مليار دولار في عام 2014 وهو أحد أكثر التطبيقات شعبية الآن في العالم مع استخدام ملياري شخص له حول العالم.

 

وقال زوكربرج بعد استحواذه على واتساب في 2014: “أعتقد أن مستقبل الاتصالات سيتحول بشكل متزايد إلى الخدمات المشفرة حيث يمكن للناس أن يكونوا واثقين من أن محادثاتهم آمنة، هذا هو المستقبل الذي آمل أن نساعد في تحقيقه”.

 

من وجهة نظر مكتب التحقيقات الفيدرالي تطبيق واتساب هو مصدر لبيانات المستخدمين قادر على توفير معلومات عملية حول المستخدم ونشاطه الفعلي أكثر من أي تطبيق آخر، حيث يمكن لواتساب تسليم الجهة الأمنية دفتراً كاملاً بالعناوين التي يراسلها الشخص وأيضا نصوص المحادثات وكل ذلك بسرعة فائقة من خلال تقنية تعرف باسم “سجل القلم”.

 

المتحدثة باسم تطبيق واتساب لم تنفِ أياً مما جاء بالوثيقة، لكنها قالت إن هناك مبالغة في حجم البيانات التي تنتقل تلقائيا من خلال تقنية “سجل القلم” إلى مكتب التحقيقات الفيدرالي، ودافعت عن تشفير الرسائل.

 

وقالت: “نحن نراجع بعناية طلبات تطبيق القانون ونتحقق من صحتها ونستجيب لها بناء على القانون المعمول به، ونحن واضحون بشأن ذلك على موقعنا الإلكتروني وفى تقارير الشفافية المنتظمة”، مضيفة أن تطبيق القانون لا يعني كسر التشفير التام للتحقيق في الجرائم بنجاح.

 

وما يتم تطبيقه على الخدمات المقدمة من فيسبوك ينطبق أيضا على تطبيقات أبل، والأخطر يكمن في النسخة الاحتياطية التي يحصل عليها تطبيق أبل المعروف باسم أي كلاود وهو منصة التخزين عبر الإنترنت التي تقدمها أبل، لأنه من الجائز لمكتب التحقيقات الفيدرالي الحصول على نسخة كاملة من خلال النسخة الاحتياطية، بما في ذلك الرسائل الفعلية المرسلة والمستلمة من خلال تقنية “أي مسدج”، بينما تقول أبل إن نسختها هذه مشفرة تماما.

 

ويقول التقنيون تعليقا على ثغرات برامج أبل، إنها كما لو كنت تعطي شخصاً لا تعرفه مفتاح بيتك للاحتفاظ به.

 

 


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية