تركيا تنقذ نحو 8 آلاف مهاجر أبعدتهم اليونان منذ بداية العام

تركيا تنقذ نحو 8 آلاف مهاجر أبعدتهم اليونان منذ بداية العام
إنقاذ مهاجرين

أنقذت قوات خفر السواحل التركية 8 آلاف مهاجر “غير شرعي”، منذ بداية العام الحالي، كانوا يحاولون اللجوء عبر بحر إيجة.

وبحسب ما نقلته وكالة الأنباء التركية، الاثنين، فإن عناصر القوات اليونانية التي تضبط المهاجرين “غير النظاميين” في مياهها الإقليمية، تدفع بهم نحو المياه الإقليمية التركية، وتصادر محركات قواربهم لشل حركتهم في البحر بدلًا من التحرك لإنقاذهم من احتمالية الموت.

وأفادت الوكالة بأن خفر السواحل التركي، أنقذ هؤلاء المهاجرين الذين أبعدتهم القوات اليونانية، بعد التواصل معهم.

وأشارت الوكالة إلى أن القوات التركية قدمت المساعدة لهؤلاء المهاجرين، وبدأت بالإجراءات اللازمة معهم.

وأضافت أنه جرى إحضار هؤلاء إلى الموانئ الموجودة في ولايات أيدن وإزمير وموغلا بالإضافة إلى تشاناكالي وباليكسير، ضمن مئات حوادث الإنقاذ.

وتعلن السلطات التركية بشكل دائم عن عمليات ضبط مهاجرين غير شرعيين، وعن عمليات إنقاذ للاجئين أجبرتهم اليونان على العودة في أثناء محاولتهم الوصول إلى أوروبا، وسط اتهامات من اليونان لتركيا بالتصعيد ضدها، بمرافقة خفر السواحل التركي قوارب اللاجئين القادمة إلى الحدود اليونانية.

أما السلطات اليونانية فقد أكدت عبر مسؤوليها، في 19 مايو الماضي، أن خفر السواحل واصل عمليات البحث عن 4 مهاجرين مفقودين قبالة جزيرة “ميكونوس”.

ومنذ بداية العام الحالي وحتى إبريل الماضي، منعت السلطات اليونانية حوالي 40 ألف مهاجر من دخول البلاد عبر نهر “إيفروس”، وفقًا لوزير الحماية المدنية اليوناني، تاكيس ثيودوريكاكوس.

وتستمر حالات العبور بالازدياد بالتزامن مع تشديد الحراسة لمنع المهاجرين من دخول البلاد “بشكل غير قانوني”.

ومن أجل حماية الحدود اليونانية و”منع تدفقات الهجرة غير الشرعية”، وقع ثيودوريكاكوس، في الأول من مايو الماضي، قرارًا بتعيين 250 آخرين من حرس الحدود على النقاط التي يعبر منها المهاجرون.

ويتعرض المهاجرون في أثناء عبورهم النهر لممارسات عنيفة من قبل حرس الحدود اليوناني، لصدهم وإعادتهم إلى الضفة التركية، وينتهي بهم الأمر أحيانًا متروكين على جزر صغيرة تتوسط النهر، دون مساعدة أو دعم.

وتعتبر اليونان الطريق الرئيسي إلى الاتحاد الأوروبي لطالبي اللجوء القادمين من تركيا.

سوء الأوضاع باليونان

من ناحية أخرى دفع سوء الأوضاع الكثير من اللاجئين الذين وصلوا إلى اليونان وتقدموا بطلب لجوء هناك وحصلوا على حق الإقامة، لطلب لجوء في دول أخرى في الاتحاد الأوروبي، آلاف منهم تقدموا بطلب لجوء في ألمانيا. 

وتقدم نحو 50 ألف طالب لجوء في اليونان بطلب لجوء آخر في دول الاتحاد الأوروبي، ووفقاً للمكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين في ألمانيا تقدم حتى نهاية شهر مايو نحو 48756 شخص -حصلوا على حق اللجوء في اليونان- بطلب لجوء آخر في ألمانيا، حسبما أكدت وزارة الداخلية الاتحادية في ردها على سؤال من قبل مجموعة صحف فونكه الألمانية، وفق مهاجر نيوز.

تم تعليق البت في طلبات اللجوء تلك لبضعة أشهر، والآن تم البت في بعض الحالات والتي يبلغ عددها نحو 7943 حالة حسبما أكدت الوزارة الداخلية، أغلب الذين حصلوا على حق الحماية في اليونان سيحصلون على حق الحماية في ألمانيا. 

ووفقاً لوزارة الداخلية، فإن 89% من طلبات اللجوء المقدمة تم البت فيها بالإيجاب، وما زال نحو 41000 طلب لجوء لم يتم البت بها حتى الآن.

ووفقا للحكومة الفيدرالية، فإن أغلب مخيمات اللاجئين في اليونان تم إفراغها من ساكنيها، إذ يعيش حالياً نحو 2000 لاجئ فقط فيها، وفقًا لقانون الاتحاد الأوروبي، يمكن لأولئك الذين يسعون للحصول على الحماية -والذين تم الاعتراف بهم بالفعل في اليونان- السفر إلى دولة أخرى في الاتحاد الأوروبي لمدة تصل إلى 90 يوماً، لكن من غير المسموح لهم التقدم بطلب للحصول على لجوء في دولة أخرى، وهو ما تصفه السلطات الأمنية بـ"الهجرة الثانوية غير النظامية".

وفي تصريح لمجموعة صحف فونكه الألمانية، انتقد ألكسندر ثروم -الخبير في الشؤون الداخلية في المجموعة البرلمانية للاتحاد الديمقراطي المسيحي في البوندستاغ- الهجرة الثانوية بالقول إن "الهجرة الثانوية من اليونان هي مشكلة خطيرة جداً في سياسة اللجوء، والحكومة الحالية لا تتخذ أي إجراءات لمنع الدخول إلى ألمانيا وتقديم طلب لجوء آخر"، مشيراً إلى ضرورة زيادة الضغط على اليونان لتتمكن من توفير "المعايير الاجتماعية الملائمة".

وأشارت وزارة الداخلية الاتحادية إلى أن "الحد من الهجرة الثانوية غير النظامية في الاتحاد الأوروبي" كان “هدفها الواضح”، في الوقت نفسه، أكد متحدث باسم الوزارة أن "كل دولة عضو بالاتحاد الأوروبي" عليها واجب “ضمان الامتثال للمتطلبات الأوروبية”، وهو ما ستعتمد عليه الدول الأخرى في الاتحاد الأوروبي، وقالت الوزارة "إن الأمر متروك للمفوضية الأوروبية، بصفتها" الوصي على المعاهدات "، وذلك لضمان الامتثال لقانون الاتحاد الأوروبي".

توقعات وأزمات

وتتوقع دول البحر المتوسط الواقعة على الطرق الرئيسية للهجرة إلى أوروبا، وصول أكثر من 150 ألف مهاجر إليها هذا العام في الوقت الذي تهدد فيه أزمات الأغذية الناجمة عن حرب أوكرانيا بموجة هجرة جديدة خاصة من إفريقيا والشرق الأوسط.

وطبقاً لوكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة وصل بالفعل 36400 من طالبي اللجوء والمهاجرين إلى الدول الخمس؛ إيطاليا وإسبانيا واليونان وقبرص ومالطا هذا العام مقابل 123318 في عام 2021.

ومع ذلك ما زالت الأعداد الإجمالية أقل بكثير من مثيلتها في عام 2015 عندما وصل أكثر من مليون مهاجر إلى الدول الخمس فرارا من الفقر والصراعات في إفريقيا والشرق الأوسط.


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية