أعلنت الحكومة النمساوية، اليوم الأربعاء، عن تخصيص 7 ملايين يورو (نحو 7 ملايين و135 ألف دولار) مساعدات إنسانية لأفغانستان، بعد الزلزال المدمر الذي وقع في البلاد مؤخرا، وتسبب في مصرع أكثر من ألف شخص. 

وقال وزير خارجية النمسا ألكسندر شالنبيرج، في تصريحات له، إنه سوف يتم تمويل المساعدات من صندوق الكوارث الأجنبية للحكومة، موضحا أن المساعدات سوف توجه لمنظمات الإغاثة في أفغانستان والمنطقة المحيطة بها، وفق وكالة أنباء الشرق الأوسط.

وأشار إلى أن هذا يضمن مساعدة فعالة للنازحين واللاجئين الأفغان، ويسهم في منع حركات الهجرة إلى أوروبا، موضحا أنه سوف يتم إرسال أموال المساعدات مباشرة إلى منظمات الإغاثة لمنع الاستيلاء عليها من قبل نظام طالبان، حيث سيتلقى مكتب المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين 4 ملايين يورو والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر مليون يورو ومنظمات المعونة النمساوية في أفغانستان مليوني يورو.

ولفت الوزير إلى أن أفغانستان تعاني من تداعيات الزلزال إلى جانب صعوبات أخرى، أهمها عقود من الصراع المسلح وآثار جائحة كورونا التي أدت بالبلاد إلى حالة من الجمود الاقتصادي وأزمة الغذاء العالمية التي سببتها الحرب الروسية على أوكرانيا.

وسبق أن أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية، عن تقديم مساعدات إنسانية لأفغانستان بما يقرب من مليون دولار، لدعم البلاد في استجابتها للزلزال، وجاء في بيان لوزارة الخارجية الأمريكية، "أن الزلزال المدمر الذي ضرب شرق أفغانستان في 22 يونيو أدى إلى تفاقم كبير في الأزمة الإنسانية المستمرّة التي يعاني منها الشعب الأفغاني منذ زمن طويل".

وأضاف البيان: "استجاب الشركاء المموّلون من قبل الولايات المتحدة والموجودون على الأرض بسرعة وقدّموا الرعاية الطبية، بينما أصدر الرئيس بايدن تقييما للاحتياجات الإضافية في أعقاب الكارثة الطبيعية".

وتابع أنه "وفي استجابة للكارثة، ستقدّم الولايات المتحدة ما يقرب من 55 مليون دولار مساعدات إنسانية فورية إضافية من خلال الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، ستصل بشكل عاجل إلى الأشخاص الأكثر تضرّرا من الكارثة الطبيعية، يرفع هذا التمويل الجديد إجمالي المساعدة الإنسانية الأمريكية إلى أكثر من 774 مليون دولار في السنة الأخيرة".

زلزال مدمر

ووقع زلزال بلغت قوته 5,9 درجة على عمق 10 كيلومترات قرابة الساعة 1,30 بالقرب من الحدود مع باكستان، وفقا لمعهد رصد الزلازل الأمريكي.

وضرب زلزال ثانٍ بقوة 4,5 درجة المكان نفسه تقريبا في الوقت ذاته، وفقا للمصدر نفسه.

وشعر السكان بالزلزال في عدة ولايات بالمنطقة، وكذلك في العاصمة الأفغانية كابول الواقعة على بعد حوالي 200 كيلومتر شمال مركز الزلزال.

وشعر بها السكان أيضا في باكستان المجاورة، وغالباً ما تضرب زلازل شمال أفغانستان وخصوصا محيط سلسلة هندوكوش الجبلية حيث تتصادم الصفائح التكتونية الأوراسية والهندية.

وتلحق الهزات الأرضية أضرارًا بالمباني والمنازل المبينة بشكل سيئ في أفغانستان الفقيرة.

في أكتوبر 2015، لقي ما يقارب 200 شخص حتفهم في البلاد بعد زلزال بلغت قوته 7,5 درجة وأودى بحياة عدد أكبر من الأشخاص في باكستان المجاورة.

وكان من بين الضحايا الأفغان 12 فتاة قضين في حادث تدافع أثناء محاولتهن الخروج من المدرسة.

وتشهد أفغانستان منذ وصول طالبان إلى السلطة في أغسطس الماضي، أزمة مالية وأمنية وإنسانية خطرة نتيجة تجميد مليارات الأصول في الخارج والتوقف المفاجئ للمساعدات الدولية التي دعمت البلاد لأكثر من 20 عامًا، والتي باتت تقدم الآن بشكل محدود جدا.