البابا فرانسيس يحذر من الشعبوية والنعرات القومية

البابا فرانسيس يحذر من الشعبوية والنعرات القومية

 

قال بابا الفاتيكان، البابا فرانسيس، السبت، إن الإجابات السهلة للشعبوية المتطرفة والاستبداد تهدد الديمقراطية في أوروبا، داعياً إلى تكريس جديد لتعزيز الصالح العام، حيث حذر البابا فرانسيس السياسيين والثقافيين اليونانيين بشأن التهديدات التي تواجه القارة، مشيرًا إلى أن التعددية الفكرية التي فقط بإمكانها معالجة القضايا الملحة في الوقت الحاضر تبدأ من قضايا البيئة إلى مكافحة الوباء والفقر.

 

وبحسب وكالة “أسوشيتدبرس”، قال البابا فرانسيس، عقب وصوله إلى اليونان، إن السياسة تحتاج إلى تغليب الاحتياجات المشتركة الكبرى على المصالح الفردية والخاصة، وإنه على الرغم من ذلك لا يمكننا تجنب التساؤل بقلق كيف يشهد العالم اليوم وليس في أوروبا فقط حالة التراجع الحاد في الديمقراطية.

 

وقالت الوكالة إن البابا تعرض أثناء زيارته لمقر رئيس الأساقفة وأثناء لقائه زعيم الكنيسة الأرثوذوكسية إلى مضايقات، حيث صرخ عليه قس أرثوذكسي مسن ثلاث مرات “بابا، أنت زنديق”، وذلك قبل أن تأخذه الشرطة بعيداً، وبدا الأمر كما لو أن البابا فرانسيس لم يلاحظه، لكن الاضطراب الذي أحدثه القس بصراخه بدا كما لو كان تذكرة بالتوترات المستمرة بين الكاثوليك والمسيحيين الأرثوذكس في اليونان.

 

وحذر البابا الذي عاش حقبة الشعبوية في الأرجنتين وكذلك ديكتاتوريتها العسكرية مراراً وتكراراً من تهديد الاستبداد والشعبوية وما يمثله من خطر على الاتحاد الأوروبي وعلى الديمقراطية نفسها، ولم يذكر أسماء دول أو قادة معينين خلال خطابه، ومع ذلك يخوض الاتحاد الأوربي نزاعاً مع كل من بولندا والمجر حول قضايا سيادة القانون، حيث تصر وارسو على أن القانون البولندي له الأسبقية على سياسات وأنظمة الاتحاد الأوروبي.

 

ويضغط خارج الكتلة الأوربية القادة الشعبويون في البرازيل وإدارة الرئيس السابق دونالد ترامب على السياسات القومية بشأن البيئة وهو ما يتناقض مع دعوة البابا المتكررة للاهتمام بـ”البيت المشترك”.

 

وفي ثاني محطات البابا فرانسيس والتي تستمر على مدار خمسة أيام إلى قبرص واليونان، ذكر البابا فرانسيس أنه في اليونان ووفقاً لأرسطو، أصبح الإنسان مدركاً لكون “حيوان سياسي وعضو في مجتمع مع الآخرين” حيث قال للرئيس اليوناني “هنا ولدت الديمقراطية هنا المهد بعد آلاف السنين كان سيصبح منزلا للشعوب الديمقراطية إنني أتحدث عن الاتحاد الأوربي وعن حلم السلام والأخوة الذي يمثله للعديد من الشعوب”.

 

وقال البابا إن هذا الحلم معرض للخطر وسط الاضطرابات الاقتصادية التي خلفها وباء كورونا الذي بإمكانه إثارة النعرات القومية ويجعل من الاستبداد مقنعا والإجابات الشعبوية السهلة كذلك تبدو جذابة.

 

وتابع: لا يمكن العثور على العلاج في السعي الحثيث للحصول على الشعبية والتعطش للظهور، في موجة من الوعود غير الواقعية.. لكن في السياسات الجيدة.

 

وأشاد البابا فرانسيس بحملة التطعيم التي روجت لها مختلف الحكومات لترويض فيروس كورونا، واستشهد البابا فرانسيس بقسم أبقراط ليس فقط على القيام بما هو أفضل للمرضى ولكن للامتناع عن كل ما هو ضار ومهين للآخرين وكبار السن، وذلك في معرض رده على المشككين في جدوى اللقاح.

 

وتعاني اليونان من مستوى متقدم في عدد الإصابات بفيروس كورونا، منذ بدء الوباء واقتراب الوفيات من مستويات قياسية، حيث لا يزال ربع البالغين في اليونان غير محصنين، ووافق البرلمان مؤخراً على تلقيح من هم فوق الستين.

 

وركزت زيارة فرانسيس لقبرص على محنة المهاجرين، بينما تشدد أوروبا سياستها لمراقبة الحدود، ومن المقرر أن يسافر البابا اليوم إلى جزيرة ليسبوس المطلة على بحر أيجة للقاء معسكر للمهاجرين، ومن المتوقع أن تسعى زيارة البابا فرانسيس إلى المزيد من التعافي في العلاقات الكاثوليكية الأرثوذوكسية التي ما زالت تعاني من شقاق كبير وعمل البابا فرانسيس بدوره على تسريع الحوار بين الأديان بين الكنيستان الكاثوليكية والأرثوذوكسية للتحول من المنافسة إلى التعاون.

وتم تجهيز ما يصل إلى 4000 من ضباط الشرطة لتأمين زيارة البابا وحظرت السلطات الاحتجاجات والتجمعات العامة والكبيرة في وسط أثينا خلال عطلة نهاية الأسبوع.

 

 


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية