بسبب تايوان.. توقعات بتراجع الدور الأمريكي عالمياً وبروز تكتل جديد تقوده روسيا والصين

بسبب تايوان.. توقعات بتراجع الدور الأمريكي عالمياً وبروز تكتل جديد تقوده روسيا والصين
نانسي بيلوسي في تايوان

أزمة جديدة تنضم لمجموعة أزمات يواجهها العالم مؤخرًا تُنذر بفنائه لو لم تكن هناك حلول سريعة يتكاتف فيها الجميع، فبخلاف الحرب الروسية الأوكرانية والتغيرات المناخية وأزمة الطاقة والغذاء، برزت مؤخرًا أزمة تايوان، الجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي والتي تعتبرها الصين جزءًا من أراضيها، وواحدة من أكثر القضايا إثارة للجدل بين واشنطن وبكين.

الأزمة طفت على السطح مجددًا عقب زيارة بدأتها لتايوان، الثلاثاء، رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي، في ثالث محطة من جولتها الآسيوية التي ترفع منسوب التوتر بين واشنطن وبكين الرافضة لزيارة المسؤول الأمريكية. 

وبالإضافة إلى تايوان، تشمل جولة بيلوسي الآسيوية كلاً من اليابان وكوريا الجنوبية وماليزيا وكذلك سنغافورة التي بدأت بها جولتها يوم الاثنين الماضي.

ورغم أن الإعلان الرسمي لم يشمل تايوان، لم تهدأ تحذيرات الصين من تداعيات الإقدام على مثل هذه الخطوة، حيث أعلن المتحدث باسم الخارجية أن الصين "سترد بحزم وأن أمريكا ستدفع الثمن"، بينما هدد مسؤول حزبي بأن القوات الجوية لجيش التحرير الشعبي "ستجعل زيارتها عارا على نفسها والولايات المتحدة"، بينما تحول الإعلام الصيني إلى ساحة حرب خلال الأيام الماضية، فيما اعتبرتها روسيا "زعزعة لاستقرار العالم".

وتعد بيلوسي أرفع مسؤول أمريكي منتخب يزور تايوان منذ رئيس مجلس النواب السابق نيوت غينغريتش عام 1997، في حال قامت بالزيارة، وحاولت إدارة جو بايدن طمأنة بكين بأنه لا يوجد سبب "للهجوم"، وأنه في حالة حدوث مثل هذه الزيارة فإنها لن تشير إلى أي تغيير في سياسة الولايات المتحدة.

وحول الزيارة، قالت الخبيرة الأمريكية المختصة في الشؤون الدولية الإستراتيجية عبر تصريحات إعلامية، إيرينا تسوكرمان، إن "الصين مستمرة في إصدار تهديدات بالتصعيد العسكري، ونظرًا لأن بكين أصبحت أكثر تدخلًا في الرد على الزيارة حتى بدون خطة واضحة من قبل بيلوسي، فهناك أيضًا ضغط متزايد محليًا لعدم الاستسلام للتهديدات وألا يُنظر إليها على أنها تعرضت لضغوط لإلغاء الزيارة من قبل قوة أجنبية معادية. بعد الإشارة إلى إمكانية الزيارة إلى تايوان، فإن الإلغاء المفاجئ للزيارة سيُنظر إليه على أنه تراجع عن الدعم لحليف في خضم الأزمة".

"جسور بوست" استطلعت آراء خبراء أمنيين وقانون دولي، لتحليل الأزمة والوقوف على تبعاتها على الدولتين والعالم.

تكتل جديد 

قال الخبير الأمني خليل غازي:" إن تايوان ستكون من نصيب الصين لا مفر، أمريكا لن تتمكن من حمايتها وسلبها من الصين، لقوتها ولأنها مدعومة من روسيا وإيران، وهناك تكتل سيظهر قريبًا سيقضي على أمريكا وهيمنتها على العالم، سطوة العسكري الأمريكي ستنتهي قريبًا، وسيضم ذلك التحالف روسيا والصين والهند وإيران والدول العربية، فمؤخرًا لم يحسن محمد بن سلمان استقبال رئيس الولايات المتحدة جون بايدن على الأراضي السعودية، فهناك ارتياح عربي للتكتل الروسي، ولن تتمكن أمريكا من استرداد تايوان".

وتابع: "وقع الغرب بقيادة أمريكا عقوبات على روسيا، هذه العقوبات ارتدت آثارها السلبية فقط على الغرب بينما لمع الروبل الروسي وتحسن اقتصاد روسيا، أتنبأ بتغير كامل في المناخ السياسي الدولي العام فلن تكون هناك قوة واحدة تحكم العالم تتمثل في أمريكا، والبداية كانت الحرب الروسية الأوكرانية".

وعن فكرة نشوب حرب عالمية ثالثة، قال الخبير الأمني، "إن تلك الفكرة مستبعدة تمامًا ولكن الحرب الباردة لن تحدث حروباً نووية، ولن تستطيع أمريكا التدخل عسكريا في تايوان ضد الصين، والصين قوة عسكرية لا يستهان بها، الصين إذا فتحت حدودها أمام المدنيين بدون أسلحة فستستولي على تايوان وبسهولة، المرحلة القادمة ستكون للتكتل الجديد، وهناك تحرر عربي وميل تجاه روسيا والتكتل الجديد".

نهاية أمريكا

قال أستاذ القانون الدولي، نبيل حلمي: "إلم أكن أتوقع أن ترسل أمريكا أحدًا ذا صفة سياسية، وأن ترسل أحد ممثلي سلطتها التنفيذية لإثبات الوجود الرسمي في تايوان ولكنها لم تفعل، بل أرسلت أحد السياسيين. وأعتقد أن هذا ما هو إلا جس نبض أو محاولة للظهور أمام الصين وتايوان بأن الولايات المتحدة تساند الأخيرة، لكن هذا ليس بحقيقي، فإذا أرادت المساندة فيكفي إعلانها أنها تؤيد السلام في تايوان".

وعن رد الصين قال: "إن ما أعتقده أنها لن ترد إلا في التوقيت الذي تضعه للتحرك لضم تايوان إلى الصين مرة أخرى، وأمريكا فقط تحاول بسبب الانتخابات أن تحسن من صورة حزب "بايدن" لكي يكسب مزيداً من الأصوات ولكن أعتقد أن في الولايات المتحدة مشكلات داخلية قبل أن تكون خارجية مثل التضخم وارتفاع الأسعار وأزمات الطاقة وغيرها، وأزمات العلاقات بين الولايات المتحدة والقارة الأوروبية".

وتابع: "أمريكا تحكم العالم وما تفعله سيضع نهاية لتلك الهيمنة ولكن بعد فترة، لا نعلم مدتها، لكن مشكلاتها الداخلية ومواقفها الخارجية غير المدروسة ومحاولة ضم بعض الدول لها وعدم نجاحها في ذلك فإنها تتجه إلى فقدان سيطرتها على العالم".

وأضاف، "على الأمم المتحدة التحرك بشكل مختلف في التعامل مع دول العالم الثالث أو غيرها، فلا تهدد باستخدام القوة ولا تتجه إلى الصين لأنها تحاول أن تضم كثيراً من الدول في مجال التنمية وليس التهديد بالقوة لإجبار بعض الدول على الانضمام إليها، وهذا الاتجاه استفادت منه الصين وروسيا مما تفعله أمريكا في دخولها في اتفاقيات دولية متداولة بينها وبين هذه الدول، وهذه التدخلات ستعطي الدول النامية كثيراً من المعونات وفي الوقت نفسه ستقوم الدول النامية باستخدام الصراعات الصينية والروسية، والعلاقة في هذه الحالة ستكون مستمرة".


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية