خبير أممي يدعو إلى وضع حد للإفلات من العقاب في إفريقيا الوسطى

خبير أممي يدعو إلى وضع حد للإفلات من العقاب في إفريقيا الوسطى
بعض أسلحة الجماعات المسلحة التي يتم جمعها

 

دعا خبير الأمم المتحدة المستقل المعني بحالة حقوق الإنسان في جمهورية إفريقيا الوسطى، ياو أغبيتسي، الجماعات المسلحة في البلاد إلى ضرورة إلقاء أسلحتها جانبا والانخراط في حوار سياسي، ووضع حد للإفلات من العقاب.

ونقل الموقع الرسمي لأخبار الأمم المتحدة عن "أغبيتسي" بيانا، في ختام زيارة رسمية إلى جمهورية إفريقيا الوسطى، استمرت عشرة أيام، حث فيه المجتمع الدولي على تعزيز الجهود لاستعادة سلطة الدولة وإنهاء الإفلات من العقاب في البلاد.

وأدان الخبير الأممي، بشدة، ما وصفه بـ"عناد تحالف الوطنيين من أجل التغيير والجماعات المسلحة الأخرى التي تواصل نشر الرعب وانعدام الأمن والمعاناة بين السكان المدنيين وضحايا الانتهاكات والتجاوزات".
وأبدى "أغبيتسي" استياءه من التقارير الواردة من سكان بلدة بريا، عاصمة محافظة هوت-كوتو، واصفا سهولة اتصال الجماعات المسلحة بالسودان المجاور.

وقال الخبير المستقل إن المدارس في مناطق أوادا ويالينجا وسام- واندجا ظلت مغلقة لمدة أربع سنوات.

وأكد أن الجماعات المسلحة في محافظتي مبومو وهوت- كوتو، مسؤولة عن العديد من الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، بما في ذلك العنف الجنسي، ولا سيما الاغتصاب والاستعباد الجنسي، ومعظمها للفتيات اللاتي تتراوح أعمارهن بين 11 و17 عاما.

وأشار "أغبيتسي" إلى أن محمد صالح أحد قادة الجبهة الشعبية لنهضة إفريقيا الوسطى متورط في عدة قضايا اغتصاب وانتهاكات خطيرة أخرى لحقوق الإنسان.

ودعا الخبير الأممي الجماعات المسلحة إلى إلقاء أسلحتها بما يخدم مصلحة سكان إفريقيا الوسطى، وحث هذه الجماعات على الانخراط في حوار سياسي وعملية السلام والمصالحة التي تقودها لجنة الحقيقة، والعدالة والجبر والمصالحة.

 وفي إشارة إلى الهجوم الوحشي والمنظم على قرية بويو في ديسمبر 2021، وصف الخبير الأممي انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبها الجيش الوطني لجمهورية إفريقيا الوسطى وقوات الأمن الداخلي وأعوانهما بأنها "غير مقبولة".

يُزعم أن الحلفاء الروس والقوات المسلحة الكونغولية قدموا الدعم والمساندة لميليشيا "أنتي بالاكا" التي ارتكبت فظائع في بويو، بما في ذلك قطع الرؤوس والعنف الجنسي، وأجبرت آلاف السكان على الفرار.

وقال "أغبيتسي": "إن خطورة هذه الحقائق تتطلب ردود فعل مناسبة من السلطات الوطنية تجاه الضحايا، وأوصي بأن تقوم بعثة الأمم المتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في جمهورية إفريقيا الوسطى (مينوسكا) بإنشاء نظام تحذير أكثر تفاعلية وعمليات مشتركة منتظمة مع القوات المسلحة الكونغولية لمنع المآسي مثل تلك التي حدثت في بويو".

ودعا خبير الأمم المتحدة المرتزقة الروس التابعين لمجموعة "فاغنر" الأمنية إلى الامتناع عن عرقلة التعاون والعمليات المشتركة بين القوات المسلحة وقوات الأمن وقوات حفظ السلام الأممية في جمهورية إفريقيا الوسطى.

وأضاف: "يجب ألا تمنع مجموعة فاغنر نشر عمليات الحماية التابعة لبعثة الأمم المتحدة في جمهورية إفريقيا الوسطى وألا تعرقل التحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان وانتهاكات القانون الإنساني الدولي".

وأوصى "أغبيتسي" سلطات جمهورية إفريقيا الوسطى بالتحقيق، بشكل منهجي وشامل، في جميع مزاعم انتهاكات حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي، وشدد على ضرورة إنشاء صندوق تعويضات لضمان تحقيق العدالة للضحايا.

وأوصى بشدة بعقد جلسات قضائية استثنائية لمعالجة العبء الثقيل لجرائم العنف الجنسي المرتبطة بالنزاع، وقال "أغبيتسي" إن التسويات الودية في حالات العنف الجنسي المرتبط بالنزاع غير منصفة للضحايا ويتعين وقفها.

وأشار الخبير الأممي إلى أن عدة إفادات وتقارير أشارت إلى انعدام الرقابة والمساءلة داخل جهاز الدولة، بما في ذلك القضاء والشرطة والخدمة المدنية بشكل عام، داعيا السلطات إلى معالجة قضية خطاب الكراهية والتحريض على العنف.

ودعا المجتمع الدولي إلى تعزيز دعمه لجمهورية إفريقيا الوسطى لضمان استعادة سلطة الدولة بشكل فعال.


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية