المرصد الأوروبي: ثلثا القارة العجوز عُرضة لتهديد الجفاف

المرصد الأوروبي: ثلثا القارة العجوز عُرضة لتهديد الجفاف
أزمة الجفاف

حذر المرصد الأوروبي لمراقبة الجفاف، من أن قرابة ثلثي القارة الأوروبية مهدد بأزمة الجفاف، منبها إلى أن أحدث البيانات التي تم جمعها في القارة العجوز أظهرت أن 60% من أوروبا وبريطانيا معرضون حاليا للخطر.

وأوضح المرصد في تقرير أصدره الثلاثاء، بهذا الشأن أنه تم التوصل إلى هذه الاستنتاجات استناداً إلى بيانات تم جمعها أواخر شهر يوليو الماضي، حيث تبين أن 45% من أراضي القارة الأوروبية تعرضت للجفاف بحلول منتصف شهر يوليو، وفقا لوكالة أنباء الشرق الأوسط.

عجز مائي 

وبحسب التقرير تم توجيه إنذار يحذر من حدوث عجز مائي شديد في 15% من القارة، حيث تم تسجيل رقم قياسي في الجفاف في إسبانيا خلال الفترة ما بين شهري مايو ويوليو مما أدى إلى انخفاض منسوب المياه في الخزانات بنسبة 40% بالمقارنة بالفترة السابقة.

وأشار التقرير إلى أن الحكومة الهولندية أعلنت رسميا عن حدوث نقص في المياه، وذلك في الوقت الذي أعلنت فيه رئيسة الوزراء الفرنسية "إليزابيث بورن" عن فرض قيود لم يسبق لها مثيل على استخدام المياه تضمنت منع مزارعين من ري محاصيلهم وحظر غسيل السيارات بالمياه، نتيجة تسجيل رقم قياسي للجفاف في فرنسا خلال شهر يوليو، حيث شهدت جفافا لم تشهد مثله منذ أكثر من 60 عاماً، ونتج عن ذلك حرمان أكثر من 100 بلدية فرنسية من مياه الشرب الجارية ويجري إمدادها حاليا بالمياه عن طريق عربات نقل المياه.

وكان مركز الاتحاد الأوروبي للبحوث المشتركة قد ذكر في تنبؤات نشرها مؤخراً أن ارتفاع درجة الحرارة والجفاف ربما يؤديان إلى انخفاض إنتاج الحبوب في أوروبا بنسبة تتراوح ما بين 8 و9%، مضيفاً أن حركة النقل النهري تأثرت أيضا من جراء انخفاض منسوب المياه، وأن المنسوب يواصل الانخفاض عبر أنحاء القارة الأوروبية.

ولفت المرصد الإخباري الأوروبي إلى أن ظروف الجفاف أدت أيضا إلى تزايد حرائق الغابات، خاصة في المناطق المطلة على البحر المتوسط، حيث التهمت النيران منطقة يزيد حجمهما على حجم مدينة روما الإيطالية بأكثر من الضعفين خلال شهر يوليو فقط، وأن تقديرات شبكة معلومات الاتحاد الأوروبي بشأن حرائق الغابات تشير إلى أن الحرائق اجتاحت منطقة إجمالي مساحتها 587 ألفا و868 هكتارا في دول الاتحاد منذ بداية العام، وذلك مقابل حوالي 158 ألف هكتار فقط خلال الفترة ما بين عامي 2006 و2021.

تدمير المحاصيل

وفي سياق الأزمة تعرضت محاصيل الذرة وعباد الشمس في مولدوفا للدمار بسبب الجفاف.

وذكرت شبكة "البلقان" الإخبارية المتخصصة في شؤون شرق أوروبا وأوراسيا أن دائرة الأرصاد الجوية المائية الحكومية في مولدوفا عدلت التوقعات الخاصة بمتوسط العائد لكل هكتار للذرة وعباد الشمس العام الجاري، مقارنة بالتوقعات السابقة الصادرة في أوائل شهر يوليو الماضي.

وأضافت أن هناك طلبا مرتفعا على كلا المحصولين؛ نظرًا للاضطراب الذي تشهده أسواق الحبوب الدولية الناتج عن العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، وهو الوضع الذي تفاقم بسبب الجفاف في أجزاء من أوروبا.

ونظرا لأن أوكرانيا تُعد أيضًا منتجًا رئيسيًا لزيت عباد الشمس، فقد أدى التدهور الذي تعرضت له إلى تقييد صادرات زيت عباد الشمس إلى بعض البلدان.

ظاهرة التغير المناخي

وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض.

وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.

وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، ​أنطونيو غوتيريش​، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء ​الفيضانات​ والجفاف والعواصف الشديدة وحرائق الغابات​"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".

ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة، لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.

 


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية