هل يستقيل البابا؟.. الكاردينال ماتيو زوبي يجيب

هل يستقيل البابا؟.. الكاردينال ماتيو زوبي يجيب

 

 

هل يستقيل البابا من منصبه في القريب؟ سؤال تردد بقوة أثناء حفل إطلاق كتاب يحمل الفكرة نفسها ويتناول صراحة مستقبل البابوية، وما إذا كان عهد البابا فرانسيس على وشك الانتهاء.

 

وبحسب “وكالة سي إن ايه”، جاءت الإجابة على لسان الكاردينال ماتيو زوبي الذي شارك في حفل إطلاق وتوقيع كتاب “ما تبقى من البابوية؟ مستقبل الكنيسة بعد بيرغوليو”، للفاتيكاني الإيطالي فرانشيسكو أنطونيو جرانا.

 

ويبحث الكتاب في ماهية مؤسسة البابوية، وما يمكن أن تصبح عليه بعد استقالة بنديكت السادس عشر وبابوية البابا فرانسيس، ويعيد الكتاب بناء المرحلة الأخيرة من بابوية بنديكت السادس عشر، والكشف عن تفاصيل مهمة فيها وأسباب استقالته ومعرفة رئيس الوزراء الإيطالي آنذاك جيورجيو نابوليتانو بأسباب الاستقالة، ولمحات لمستقبل الأمر برمته من زاوية الفهم الخاص بالفاتيكان، ويروى الكتاب تفاصيل بعينها من قلب الأحداث.

 

بعد عودة البابا فرانسيس من سلوفاكيا في شهر سبتمبر اشتكى من سعي الأساقفة الذي لا يهدأ لمعرفة خليفته، ووجود كاردينال في حفل لتوقيع كتاب يبحث هو الآخر في الخلافة البابوية، ينظر إليه بصورة مباشرة على أنه جزء من “حملة انتخابية خفية”، خاصة أن أنتوني زوبي رئيس أساقفة بولونيا وشمال إيطاليا، ينظر إليه على أنه أحد المرشحين المؤهلين والمحتملين بشدة للخلافة البابوية.

 

ويأتي ثقل “زوبي” كمرشح للخلافة من كونه شخصية بارزة في المجتمع ومعروفاً دولياً بدوره كوسيط سلام في موزمبيق، واستطاع أن يحافظ لنفسه على مظهر الزاهد المتواضع مما جعله راعياً محبوباً في كنيسة سانتا ماريا في تراستيفيري، ثم في روما وفي الأماكن البعيدة التي كان يحرص على زيارتها.

 

بدأ صعود “زوبي” الهرمي بتعيينه أسقفا مساعدا لروما في عام 2012 ثم دعاه البابا فرانسيس ليكون رئيس أساقفة بولونيا، وهي أحد أكبر الديار الإيطالية في عام 2015، وحصل على قبعة الكاردينال الحمراء في عام 2019.

 

وأثار حضور “زوبي” لحفل توقيع الكتاب الإعجاب، خاصة وهو الكاردينال المحبوب من قبل البابا فرانسيس، وهو لا يتحدث كثيرا عن رغبته في فصل نفسه عن إرث البابا، ومدافع دائم عن أنشطته الرعوية.

 

وفي حفل التوقيع بدت كلماته منتقاة بعناية، حيث بدأ حديثه بالتعليق على عنوان الكتاب، ثم عقب على الصلاة التي أقيمت في 27 مارس 2020، والتي دعا فيها البابا فرانسيس، الله الرأفة بالإنسانية وأن ينتهي الوباء، وهي المناسبة التي أصبحت فيها اللغة الكنسية هي اللغة المستخدمة بين الكهنة.

 

وعلق “زوبي” على الأزمة في الكنيسة بقوله: “يمكننا أن نقضي حياتنا في الجدال فيما بيننا مما يؤجج الصراع أكثر، ويجعله أكثر حدة، لكن النقطة المهمة أن الأزمة تولد دوما شيئا جديدا، وأن العظماء في العطاء الإنساني دوما ما يساء فهمهم.

 

وأوضح أن البابا فرانسيس لا يقلل من أهمية المؤسسة البابوية بل يعطيها دفعة جديدة ويخبرنا أن هناك المزيد لنفعله، حيث إنه يسمح لنا أن نضع أنفسنا بطريقة مباشرة بالقرب من الناس، ويظهر لنا أولوية مخاطبة القلب وعظمة التسامح في عالم تكاد تذوب فيه الفوارق.

 

حديث “زوبي” تناول أيضا مشروع قانون “زان”، وهو قانون مقترح من قبل الحكومة الإيطالية لمكافحة المثلية الجنسية، وكان الكرسي الرسولي قد قدم رؤيته للأمر بدوره على أن القانون ينتهك الاتفاق بين الكنيسة والحكومة، في ما يخص احترام الحريات.

 

ورفض “زوبي” مرارا معالجة الجدل في هذا الأمر علنا، لذا فسر الكثيرون حديثه هذه المرة بأنه تحرك تكتيكي مختلف عن أدائه المعتاد، وتناقش حاليا الجمعية العمومية لمؤتمر الأساقفة الإيطاليين فكره من الذي سيرأسها في المرحلة المقبلة، و”زوبي” هو أكثر الأسماء المرشحة ثقلا.

 

مؤلف الكتاب “فرانشيسكو جرانا” سعى بنفسه لإخماد التكهنات التي تصاعدت حول فكرة استقالة البابا ومن هو خليفته، موضحاً أنه على الرغم من العنوان الجذاب للكتاب، إلا أنه لم يقدم دليلا يقود لأي شيء بل مجرد رؤية لكاتبه.

 


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية