بنجامين فرانكلين.. للثروة طريق كيف تسلكه؟

بنجامين فرانكلين.. للثروة طريق كيف تسلكه؟

يعد بنجامين فرانكلين من أهم وأبرز مؤسسي الولايات المتحدة الأمريكية، وقد كان مؤلفاً وعالماً ومخترعاً ورجل دولة ودبلوماسياً، ومن الآباء المؤسسين الذين كتبوا وثيقة الاستقلال الأمريكية، بدأ حياته في العمل مع أخيه الأكبر في مطبعة كان يمتلكها، ولاحقاً أصبح محرراً، ثم تاجراً، ثم ناشراً لبعض الصحف الأمريكية، ولاحقاً أضحى رجلاً ثرياً يمتلك الأموال والعقارات والمشروعات، ولهذا قدم للأمريكيين والعالم هذا الكتاب التاريخي والهام، والذي يعد مصدر نجاح لكثير من رجالات المال والأعمال حول العالم، كتاب “الطريق إلى الثروة” The Way to Wealth

 

والذي نقدم لك عزيزي القارئ خلاصة ما ورد به من توصيات مالية نافعة للحياة، ولتجنب المشكلات المالية، ولتعلم الادخار، ويفيد كذلك في تعلم كيفية التصرف في الأوقات الحرجة، وعندما تقع في ضائقات اقتصادية.

 

هل تشعر أنك محظوظ؟

 

يقول “فرانكلين” إن الكد هو مصدر الحظ الجيد، لقد أشار لاعب الجولف العظيم “جاري بلاير” إلى نفس المعنى ولكن بكلمات مختلفة، ففي يوم من الأيام أخبره أحد الأشخاص أنه لاعب محظوظ، وأجاب جاري: “نعم، إنني محظوظ وكلما تمرنت أكثر زاد حظي”.

 

عند الحديث عن الشؤون البشرية لا بد دائماً من وجود عنصر الحظ، ولا يمكن استثناء الأعمال التجارية من ذلك الأمر، هذا الاجتماع غير المتوقع والذي يؤدي إلى إبرام العقد أو العثور المفاجئ على فكرة أو شريك أو ممول يمكن أن تطلق على هذا موهبة الاكتشاف بالمصادفة أو الحظ السهل، بغض النظر عن المسمى الذي تختاره، نؤمن جميعاً بأن الحظ يؤدي دوراً في حياتنا يكمن الاختلاف في أن الشخص الناجح جدياً يؤمن بأن الحظ هو شيء تصنعه من خلال العمل الجاد.

 

 

الكسالى والنشطاء وأسماك القرش:

يرى فرانكلين أن الكسل يسير ببطء شديد لدرجة أن الفقر سيلحق به قريباً، يتمثل أوضح التفسيرات الحديثة لهذه النصيحة في أن الشخص الذي سيتكاسل ويتلكأ في عمله ويفشل في تلبيه التزاماته، سيجد في النهاية أن الاضطرابات المالية ستطارده.

 

تعد حكمة “فرانكلين” من الحكم الصحيحة كما أنها حقيقية وصالحة الآن كما كانت من قبل في 1758، لكن زحف الوقت قد أضاف إليها بعض الأبعاد الجديدة، صرخ المخرج “وودي آلان” قائلاً: “أعتقد أن العلاقات تشبه سمكة القرش إلى حد كبير، هل تعرف ذلك؟ حيث إنها لا بد أن تظل تتحرك إلى الأمام وإلا ستموت، كما أعتقد أن ما نقوم به من علاقات حالية لا يشبه سوى القرش الميت.

 

 

 

الديون طريقك إلى اليأس:

إذا كان فرانكلين يعيش في العصر الحالي، فإنه كان لا بد من ظهوره ضيفاً في برنامج أوبرا وينفري التلفزيوني، وكانت نصيحته هي “يعمل العمل الشاق على تسديد الديون، بينما يعمل اليأس على زيادتها”، هذه هي الحكمة التي فشل العديد في الاهتمام بها.

 

يعد كل من الدين وإدمان المخدرات والاكتئاب من العوامل الرئيسية في انهيار الإنسان في العصر الحديث، سواء إذا جاءت هذه العوامل مجتمعة أو كانت كل واحدة منفردة لما لديها من قدرة استفزازية، لم يكن فرانكلين يشير فقط طوال هذه السنوات إلى أن العمل الشاق يسدد الديون، لكن أشار أيضاً إلى أن الجمود أو الثبات يزيد من تلك الديون، وغالباً ما ينسى الناس الحقيقة المرة التي تقول إن إقحام نفسك في العمل الشاق لن يكون كافياً لشق طريق للخروج من المأزق ولكن قد يسهم فقط في زيادة المشكلة.

 

اشترِ فقط ما هو مفيد:

قد تعتقد أن أي شخص يقوم بتأليف كتاب مثل هذا منذ قرنين مضيا لم يكن ملماً بموضوع “هوس الشراء” ومشكلاته، لكن فرانكلين تعامل مع هذا الأمر فكر في كلماته هذه: “اشترِ ما لست في حاجة إليه، وعمّا قريب ستقوم ببيع بعض الضروريات”.

 

لقد قمنا جميعاً بهذا الأمر، فقد يكون لدينا هوس بشراء أحدث هاتف محمول أو شراء أحدث موديل من نوع معين من السيارات أو في معظم الحالات شراء شركة صغيرة لكنها تنافسك بشدة، ودائماً كنت تسعى وراء شرائها، وفي كل حالة من هذه الحالات تسير عملية الشراء الكاملة مثل لعبة قطار الموت بداية من الشد العصبي المترقب، ومروراً بمتعة الشراء التي تشبه متعة التودد إلى الحبيب، وانتهاءً بهوس ما بعد الشراء، ومن هنا تنحدر المتعة تدريجياً حتى تصل إلى النقطة التي يمكن عندها نسيان أحدث هاتف محمول في مؤخرة الخزانة، بينما تراجع فواتير بطاقة ائتمانك وأنت لا تصدق هذا.

 

لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد:

 

لم يكن فرانكلين في يوم من الأيام صديقاً للمسوفين، لقد كانت الحاجة إلى بدء العمل الآن وعدم تأجيله من المواضيع المتكررة في هذا الكتاب.. يقول فرانكلين: “أدِ العمل في يومه متى طلب منك، فإنك لا تعلم مدى المعوقات التي قد تواجهك غداً”، هذا أمر جيد للغاية لكن في العالم المثالي من جميع النواحي، ومع ذلك، قد لا يكون أمامك أحيانا خياراً سوى تأجيل بعض عناصر العمل إلى الغد، قد يكون السبب أن الأطفال لا يمكنهم العودة من المدرسة بمفردهم وقد يكون السبب أن العمل البديل المتاح أمامك هو أن تفرَ من المبنى صارخاً وقد حذّرك رجال الأمن بالفعل من القيام بهذا في ظل هذه الظروف، والعديد من الظروف الأخرى قد تصبح قائمة الأعمال أحد أصدقائك.

 

كن لائقاً بدنياً بما يكفي لكسب الثروة:

 

عندما يخبرنا فرانكلين بأن “الكسل” المؤدي إلى الإصابة بالأمراض، غالباً ما يقلل من الحياة، فإنه لا يشير إلى حيوان الكسلان، أحد الثدييات التي تعيش في أمريكا الجنوبية والتي قد تتعلق على فروع الأشجار بالمقلوب، ولكنه يعني أن إدمان مشاهدة التلفاز قد يؤدي إلى فصل الشخص من منصبه مبكراً جداً عن زملائه الذين يعملون بنشاط وفاعلية.

 

لو كانت اللياقة البدنية هي العامل الرئيسي للحصول على الثروة لكان “بيل جيتس” يحصل على نصائح الاستثمار من ممثل أفلام الحركة “تشاك نوريس” ولامتلأت غرف اجتماع مجالس إدارات الشركات العملاقة بالأشخاص مفتولي العضلات وأقوياء البنية، إذا أجهدت نفسك في قراءة هذا، سترى نوعية الأشخاص الذين يجلسون في غرف اجتماعات مجالس إدارات الشركات العملاقة.

 

ادخار اليوم راحة للغد:

على الرغم من أن “فرانكلين” قد تحدث كثيراً عن أهمية العمل الشاق، إلا أنه كان واضحا بخصوص الحقيقة التي تقول إن العمل الشاق بمفرده ليس من الضروري أن يعني الوصول إلى الثروة: “إذا لم يكن الإنسان قدرة على ادخار ما يحصل عليه، فقد يستمر في العمل الشاق طوال حياته، ويموت وهو لا يمتلك أي أموال” تعلم أن تدخر أموالك وتحصل لنفسك على قسط من الراحة من العمل الشاق.

 

غالباً ما تبدو المدخرات مثل أدوات الرفاهية التي لا يمكنك تحمل نفقاتها، إنه لمن الصعب أن تجد المال لتلبية احتياجاتك، لذا دعِ المال بمفرده يدخر نفسه، لكن هذه سياسية خاطئة في الاقتصاد، لأن نفقاتك المنتظمة ما هي إلا جزءاً من العملية لكنك عاجلاً أم آجلاً ستصبح ضحية للطلبات المتزايدة، كما تعد المدخرات إحدى الطرق التي يمكنك استخدامها لتتحكم في النفقات وتظهر لها من هو الرئيس.

 


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية