"كريستيان إيد" تدعو بريطانيا لمنع تحول الأوضاع بأفغانستان إلى كارثة إنسانية

"كريستيان إيد" تدعو بريطانيا لمنع تحول الأوضاع بأفغانستان إلى كارثة إنسانية

دعت منظمة "كريستيان إيد" الخيرية للتنمية، رئيس الوزراء البريطاني المقبل، للعمل على إنهاء انحراف حكومة المملكة المتحدة في التعامل مع أفغانستان.

بمناسبة مرور عام على إطاحة قوات طالبان بالحكومة المنتخبة، تقول منظمة "كريستيان ايد" الخيرية للتنمية، إنه من الضروري أن يعمل من يصبح رئيسًا للوزراء في المملكة المتحدة على منع تحول الوضع المأساوي الحالي في أفغانستان إلى كارثة إنسانية، مدفوعًا أساسًا بالارتفاع الشديد في أسعار المواد الغذائية والوقود من الحرب في أوكرانيا.

وأجرت المنظمة الخيرية مقابلات مع أسر أفغانية في عدة مقاطعات لمعرفة كيف تغيرت حياتهم بعد عام من استيلاء طالبان على السلطة، وتحث المنظمة الدولية، رئيس الوزراء المقبل لإنهاء تقاعس حكومة المملكة المتحدة وتأخيرها بشأن أفغانستان.

تقول المنظمة، أخبرتنا "شيبة"، وهي أرملة لديها 7 أطفال تعيش في كابول، كيف كان زوجها وسط حشد من الناس وقتل على يد انتحاري العام الماضي، وأنه لا يمكنها الذهاب إلى السوق بدون مرافقة رجل بسبب قرارات طالبان الأخيرة التي تحد من تحركات النساء.

وتضيف: "ليس لدينا المال لشراء الطعام كل يوم، أنا وأولادي نعيش فقط مع القليل من المساعدات الغذائية التي يقدمها لنا ممثل القرية".

واعتادت "بيبي"، وهي أم أرملة تبلغ من العمر 39 عامًا، إعالة أسرتها من خلال بيع منتجات الألبان من بقرتها ولكنها اضطرت إلى بيعها لسداد الديون بعد مقتل زوجها برصاص طالبان.

تقول "بيبي": "أحلم بوجود غرفة معيشة آمنة لنا جميعًا، سأواجه كل الصعوبات ولكن أتمنى أن يكون لأولادي مستقبل أكثر إشراقًا وأن يصبحوا متعلمين، بالنسبة لي، أود أن أتعلم مهنة جديدة حتى أتمكن من العمل".

ولدى "باري" 4 بنات، لكن أكبرهن لا يمكنها الذهاب إلى المدرسة بعد أن أغلقتها حركة طالبان، وقُتل زوجها وهو في طريقه إلى منزله خلال اشتباك بين طالبان والقوات الحكومية.

تقول: "أعتني بأمي الصماء والكفيفة لذا فإن حلمي الأكبر هو رفاهية أطفالي، أريدهم أن يعيشوا حياة كريمة، وأن يأكلوا ما يكفي من الطعام ولا يواجهوا مصيري أبدًا".

وقال، المدير الإقليمي لأفغانستان في المنظمة سبراتا دي: "لقد أظهرت السلطات المحلية أولوياتها في الأشهر الـ12 الماضية من خلال تقييد حركة النساء وفرض قواعد لباس المرأة بدلاً من إنقاذ الأرواح من الجوع، لكن المجتمع الدولي يحتاج أيضًا إلى التفكير في العقوبات التي فرضها، من الذي نعاقبه في النهاية وبأي تكلفة يتحملها الأفغان العاديون؟".

وقالت رئيسة المناصرة والسياسات العالمية، في المنظمة، فيونا سميث: "ليست لدينا أوهام بشأن حكام طالبان ولكن لا يمكن التخلي عن الشعب الأفغاني لمصيرهم، لم يصوتوا لطالبان، وحتى لو سيطرت طالبان على البلاد، يجب ألا يمنعنا ذلك من محاولة مساعدة الناس لكسب لقمة العيش يمنحهم الأمل في مستقبل خالٍ من الجوع".

وأضافت "كريستيان إيد تقدم بالفعل برامج لتوفير سبل العيش والمياه والصرف الصحي، ولكن لا يمكن لأي منظمة غير حكومية القيام بعمل الحكومة، أصبحت الظروف أكثر يأسًا مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية والوقود بسبب تأثير الحرب في أوكرانيا، وستزداد هذه الاحتياجات مع نهاية الصيف ومع اقتراب فصل الشتاء".

وتابعت: "لهذا السبب تحتاج حكومة المملكة المتحدة، جنبًا إلى جنب مع حلفائها الدوليين، إلى بذل المزيد من الجهد لدعم الاقتصاد، من أجل استعادة قوتها والدفاع عن حقوق النساء والفتيات اللواتي تم محوهن من الحياة العامة".

ودعت "كريستيان إيد" حكومة المملكة المتحدة والمجتمع الدولي إلى: عكس التخفيضات في ميزانية المساعدة للعام الماضي إلى 0.7% من الناتج المحلي الإجمالي حتى يكون هناك المزيد من التمويل الذي يجب القيام به، داعية كذلك المانحين لتقديم المزيد لتلبية النداء الإنساني للأمم المتحدة بمبلغ 4.4 مليار دولار، ومع اقتراب فصل الشتاء، زيادة المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة بشكل عاجل.

وحثت على ضرورة السماح بمجموعة واسعة من أعمال التنمية من خلال توسيع الإعفاء الإنساني الحالي من العقوبات الدولية، واستعادة البنك المركزي الأفغاني بحيث تمكن طباعة الأموال وتوزيعها، حتى يعمل الاقتصاد بشكل صحيح ويصل إلى من هم في أمس الحاجة إليه.

ونوهت إلى أنه يجب أن تكون منظمات المجتمع المدني الأفغانية، ولا سيما المنظمات التي تقودها النساء داخل أفغانستان وخارجها، قادرة على الوصول إلى التمويل والدعم حتى لا تضيع 20 عامًا من تنمية المجتمع المدني.

وأكدت وجوب تعزيز مشاركة المرأة على جميع المستويات وفي جميع عمليات صنع القرار، بالإضافة إلى أن تحترم السلطات حقوق الإنسان وخاصة حقوق النساء والفتيات والأقليات.


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية