إخلاء المنازل بـ8 بلديات إسبانية لاستمرار الحرائق بسبب الحرّ والجفاف

إخلاء المنازل بـ8 بلديات إسبانية لاستمرار الحرائق بسبب الحرّ والجفاف
حرائق الغابات في إسبانيا

دفع استمرار الحرائق في إسبانيا، بسبب ارتفاع درجات الحرارة وموجة الجفاف الشديدة، السلطات المعنية لإجلاء المنازل في نطاق 8 بلديات إسبانية يقطنها نحو 1500 شخص.

وكشفت صحيفة "لابانجورديا" الإسبانية، أن الحريق الحالي هو رقم الـ43 الذي وقع في إسبانيا حتى الآن منذ بداية العام.

معدل غير مسبوق

وأفاد نظام معلومات حرائق الغابات الأوروبي بأنه في عام 2022 زادت حرائق الغابات بمعدل غير مسبوق، حيث تم حرق أكثر من 600 ألف هكتار، وواجه جزء كبير من أوروبا حرارة قياسية في الربع الثالث من عام 2022، حيث حذر خبراء الأرصاد من أن أزمة تغير المناخ قد تؤدي قريبًا إلى أسوأ جفاف تشهده القارة منذ أكثر من 500 عام. 

وأدت درجات الحرارة الشديدة في إسبانيا إلى وفاة أكثر من 2000 شخص في شهر يوليو وحده، حسبما أكدت بيانات أصدرها معهد كارلوس الثالث الصحي.

وأشار المعهد الصحي الإسباني إلى أن يوليو يعتبر أكثر شهر شهد حالات وفيات منذ عام 2015، مع ما يقرب من ضعف عدد الوفيات في عام 2019، و4 أضعاف عدد الوفيات في العام الماضي، نتيجة ارتفاع درجات الحرارة، حسبما نقلت صحيفة "كوبي" الإسبانية.

وقال المتحدث باسم جمعية الأطباء العامين وأطباء الأسرة في إسبانيا لورنزو أرمينتيروس: "حالات الوفيات ناتجة عن الإجهاد الحراري الذي أثر على أعضاء متعددة في الجسم".

في يوليو، كان هناك ما يصل إلى 9 أيام من الحر الشديد في إسبانيا، وكان 19 يوليو اليوم الذي شهد أكبر حالات الوفاة بسبب ارتفاع درجات الحرارة، حيث توفي فيه 184 شخصًا.

وتعتبر إسبانيا هي الدولة الأوروبية التي سجلت أعلى عدد من الوفيات في الأسبوع الماضي، وأوضح باحثون أن ارتفاع درجات الحرارة يمكن أن يؤدي إلى زيادة النوبات القلبية والجلطات الرئوية والانسداد، فق الصحيفة.

ولجأت السلطات بجانب جهود الحماية المدنية في الإطفاء إلى وسيلة قديمة لمكافحة الحرائق باستخدام قطعان الماعز والأغنام، حيث أطلقت السلطات في برشلونة، قطيعا مكونا من 290 من الماعز والأغنام، لتحقيق مهمة واحدة، وهي أكل أكبر قدر ممكن من الغطاء النباتي في منطقة معينة.

وسواء كانت الحيوانات شبه برية أو يشرف عليها راعٍ تتم مكافأته ماديا، بهدف المساهمة في وقف انتشار حرائق.

الآثار الاقتصادية أصبحت مقلقة أيضا بسبب الجفاف، حيث انخفضت محاصيل المانجو والأفوكادو وغيرها، وهو ما تسبب أيضا في انخفاض دخل المزارعين بمقدار الربع تقريبا في السنوات الأخيرة.

التغيرات المناخية

شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.

دراسات وتحذيرات

وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض.

وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.

وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء الفيضانات والجفاف والعواصف الشديدة وحرائق الغابات"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".

ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية