خريطة استشرافية للبشرية في 2100

خريطة استشرافية للبشرية في 2100

من بين العلوم ذات الأهمية العالية القيمة في حاضرات أيامنا، يأتي الحديث عن علم المستقبليات، ذلك الذي لم يعد قراءة في كرة بلورية، أو قراءة الطالع واستشارة النجوم، بل بات العلم الذي ينطبق عليه قول الفيلسوف والعالم الفيزيائي الروسي الأصل البلجيكي الجنسية، إيليا بريغوجين: “أفضل طريق لاستشراف المستقبل هو صناعته”.

 

 

هنا يطفو على التفكير الجمعي للبشرية في الوقت الراهن، كيف سيكون حال ومآل العالم على مشارف عام 2100؟

 

 

الشاهد أن هناك العديد من القراءات الاستشرافية في هذا السياق، وفي مقدمها فكرة الحياة فوق سطح الأرض، إلى الحد الذي دعا، جيف بيزوس، الملياردير الأمريكي الشهير ومؤسس العلامة التجارية أمازون، للقول إن البشر سيسكنون الفضاء وسيعودون من وقت لآخر لتفقد الأرض وزيارتها.

 

 

في المائة عام القادمة ستحول فكرة سكنى الإنسان لكواكب أخرى خارج الكرة الأرضية من دائرة الخيال العلمي إلى واقع التحقق الفعلي.

 

 

وفي مقدمة الكواكب التي تشاغب عقل الإنسان، ذلك الكوكب الأحمر، الذي لا يزال مغريا لجميع سكان البسيطة، من أمريكيين وروس وصينيين وأوربيين، وتبدو فكرة استيطانه مهمة وحيوية بالنسبة لمستقبل البشرية، أو هكذا يقول كثير من العلماء والمفكرين.

 

 

إحدى أهم نقاط المائة عام القادمة بالنسبة للعالم العربي والشرق الأوسط، تتمثل في علاقة تلك البقعة الجغرافية بالطاقة المتجددة.

 

 

هنا يبقى الشرق الأوسط ومن جديد في سويداء القلب بالنسبة لتلك الطاقة، فمع شمس مشرقة 365 يوماً في السنة، ورياح يمكن الاعتماد عليها، فإن تكلفة إنتاج الطاقة المتجددة في الشرق الأوسط اقتصادية إلى الحد أنها تقل في بعض المناطق عن الطاقة النووية وتلك التي يتم توليدها من الوقود الأحفوري.

 

 

على صعيد الحياة السياسية المعولمة يتساءل البعض هل يضحي القرن الحادي والعشرين قرن الشبكات التي تدير دفة العالم؟

 

 

يجيب عن هذا التساؤل البروفيسور نيل فيرجسون المؤرخ البريطاني الشهير في مؤلفه “الساحة والبرج “.

 

 

يلفت فيرجسون الأنظار إلى فكرة الشبكات التي تكاد تهيمن على العالم، وربما تصبح في قادم الأيام حكومة العالم الموحدة.

 

 

ينشغل فيرجسون بوضع بإيجاد أجوبة عن أسئلة مركبة حول مستقبل المائة عام القادمة، أسئلة من عينة: ما حجم التهديد الذي تلحقه شبكات الاقتصاد والمال والتكنولوجيا المعقدة الراهنة بأنظمة الحكم القومية الهرمية.

 

 

فيرجسون يدعونا للعودة إلى أوائل العقد الثاني من القرن الحالي حين ألحقت شبكات الاحتجاج السياسي المعقدة تهديدا لأنظمة سياسية قومية هرمية في الشرق الأوسط، بدءاً من 2011، وفي أوكرانيا 2014، وعام 2015 في البرازيل، وعام 2016 في بريطانيا.

 

 

كيف سيكون تعاطي العالم مع الولايات المتحدة الأمريكية؟

 

 

مؤكد أنها لن تبقى حتى 2100 سيدة قيصر، مالئة الدنيا وشاغلة الناس، لكنها في كل الأحوال وإن توارت عنها شمس الإمبراطورية، لن تكون حظوظها أقل من قدرات بريطانيا اليوم.

 

 

من ناحية سوف يطغى شعور بالعداء تجاه الولايات المتحدة والخوف منها في آن من قبل العديد من الدول، ومن ناحية أخرى تحاول العديد من تلك الدول بصورة فردية كسب ود الولايات المتحدة ونيل رضاها.

 

 

هذا الخلل سيبقى سائدا طيلة القرن الحادي والعشرين، تماما كالجهود التي سوف تبذل من أجل احتواء الولايات المتحدة.

 

 

سوف يكون من الصعوبة بمكان القيام بتشكيل تحالف من أجل احتواء الولايات المتحدة في القرن الحادي والعشرين.

 

 

ستجد الدول الأضعف أنه سوف يكون من الصعوبة بمكان القيام بتشكيل تحالف من أجل التوصل إلى شكل من أشكال التعايش مع الأمريكيين، بدلا من الانضواء تحت مظلة حلف مناهض للولايات المتحدة، لأن بناء مثل هذا التحالف والإبقاء على زخمه يعتبران في غاية الصعوبة، وفي حال انهيار هذا التحالف، كما يحدث عادة في مثل هذه التحالفات، فستجد تلك الدول أن الولايات المتحدة يمكن أن تكون عملاقا غير متسامح ألبتة.

 

 

كيف ستكون مساحة الخصوصية والحرية الشخصية بعد مائة عام أو اقل من اليوم؟

 

 

المعروف أنه في عام 1948 وضع جورج اورويل روايته الرائعة تحت عنوان “1984”، وقد كان الدور الأساسي فيها للأخ الأكبر، الذي يقوم بالتنصت على من حوله، الأمر الذي تم تفسيره لاحقا بأجهزة الاستخبارات العالمية، واختصامها من الحريات والحياة الخاصة للأفراد والمؤسسات.

 

 

خلال المائة عام المقبلة لن يضحى للأجهزة دور في التنصت، ذلك أنه ربما تبلغ البشرية الحلم، باختراق العقول، وهنا يثور التساؤل: “هل سيتم الربط بين العقول وأجهزة الكمبيوتر، بحيث يتحكم البشر في البشر بطريقة غير اعتيادية، ربما تفوق فكرة زرع الشفرات، وصولا إلى ما هو أبعد من التليباثي أو توارد الخواطر من على البعد؟”.

 

 

هل سيهرب البشر من فوق الأرض إلى تحت الماء؟

 

 

ربما سيحدث ذلك بالفعل، فالتزايد السكاني سيكون مكلفا جدا ولن تستطيع الكرة الأرضية استيعاب هذا الكم الهائل من البشر والحل ربما يتبدى في المدن المائية في قاع البحر، هناك ستبنى المدن، وتوجد دراسات تفيد ببداية تنفيذ تجارب حقيقية تحتوي كل منها على ما تحتويه المدن العادية من مدارس وجامعات ومصانع وشركات.. هل هذا سيناريو خيالي؟

 

 

الثابت أن أهم عنصر في القصة هو توافر الأكسجين للبشر كي يتنفسوا، وهذا يمكن استخراجه من الماء.

 

 

هل هذا كل ما في القصة؟

 

 

بالقطع هذا غيض من فيض.. إلى قراءة أخرى.

 

 


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية